بعد نحو ثلاثة عقود على عرض فيلم "جاك" (Jack) عام 1996، استعادت النجمة الأمريكية ديان لين ذكرياتها مع الفنان الراحل روبن ويليامز، مؤكدة أنه لم يكن مجرد شريك عمل، بل تجربة إنسانية غيرت نظرتها للحياة والفن.
موضوعات مقترحة
لين، البالغة من العمر 60 عامًا، تحدثت خلال مقابلة مع برنامج Entertainment Tonight في مهرجان نيوبورت بيتش السينمائي 2025، حيث تم تكريمها بجائزة ICON Award عن مجمل أعمالها الفنية.
"وصفت ديان لين زميلها الراحل بكلمات مؤثرة، قائلة: "كان الرجل نسمة هواء، بل أكثر من مجرد هواء نقي. لقد رفع سقف المعايير عاليًا فيما يخص الطاقة الإيجابية."
وأضافت: "كان يجلب معه روحًا مبهجة في كل لحظة، سواء أمام الكاميرا أو خلفها. من المستحيل ألا تتأثر بوجوده."
تؤكد لين أن وجود روبن ويليامز في أي موقع تصوير كان كفيلًا بتحويل الأجواء إلى مساحة من الإبداع العفوي والبهجة الصافية.
هدية وداع تحمل معنى عميق
من بين أجمل ما تتذكره ديان لين من كواليس الفيلم كانت هدية الوداع التي قدمها لها روبن ويليامز بعد انتهاء التصوير وكانت كتابًا يضم جميع أعمال وليام شكسبير، أهداه لها بتوقيعه الخاص.
"له مكانة خاصة جدًا في مكتبتي"، تقول لين، "لأنه كان يجسد في داخله كل تلك الأرواح. يستطيع أن يكون المهرج الملكي، أو الملك لير، وكل ما بينهما."
تلك الهدية لم تكن مجرد مجاملة فنية، بل كانت انعكاسًا عميقًا لجوهر شخصية ويليامز الذي جمع بين الكوميديا الراقية والدراما المؤثرة، وبين العقل الحالم والقلب الطفولي.
فنان يجمع بين الطفولة والعبقرية
في فيلم "جاك"، جسد روبن ويليامز شخصية صبي يشيخ أربع مرات أسرع من المعدل الطبيعي، ما يجعله يعيش طفولة في جسد رجل بالغ.
الفيلم من إخراج المخرج الأسطوري فرانسيس فورد كوبولا، وشارك في بطولته إلى جانب ويليامز وديان لين كل من جينيفر لوبيز، فران دريشر، براين كيروين، وبيل كوسبي.
ورغم مشاركة هذا العدد الكبير من النجوم، لم يحقق الفيلم النجاح النقدي المنتظر.
كتب الناقد الأمريكي الراحل روجر إيبرت في مراجعته آنذاك:
"ويليامز يعمل بجهد كبير ليبدو كطفل داخل جسد رجل بالغ، وبعض لحظاته الملهمة كانت جيدة، لكنه أُسيء إليه بسيناريو لا يملك أي فضول حقيقي تجاه ما قد تكون عليه حياة كهذه."
لكن مع مرور السنوات، بدأ الفيلم يُعاد تقييمه من منظور إنساني وفني مختلف.
إنصاف متأخر من مخرج عالمي
في عام 2024، صرح المخرج الإيطالي لوكا جوادانينو لمؤسسة السينما البريطانية (BFI) قائلاً إن فيلم "جاك" هو أحد روائع كوبولا الخفية.
"بالنسبة لي، المخرج العظيم هو من يتحكم في كل ما يفعله دون أن يشعر به المشاهد. في جاك، يمكنك أن تحس بالطريقة التي أخذ بها كوبولا قصة تقليدية وجعلها تنبض بالإنسانية. الطريقة التي بُني بها العالم داخل الفيلم كانت جميلة بحق."
كلمات جوادانينو أعادت الاعتبار للفيلم بعد سنوات طويلة من تجاهله، وأثبتت أن الفن الحقيقي لا يموت، بل يُكتشف من جديد في الزمن المناسب.