تتويج الشباب يرفع سقف طموح المغرب في مونديالي 2026 و2030

21-10-2025 | 17:16
تتويج الشباب يرفع سقف طموح المغرب في مونديالي  ومنتخب المغرب للشباب
الألمانية

 رفع تتويج منتخب المغرب بكأس العالم للشباب تحت 20 عاما سقف الطموحات في الكرة المغربية عالياً، إذ أن الفوز بألقاب البطولات الدولية بات هو الهدف المنشود بعد ظهور جيل مميز استطاع التغلب على كل الكبار.

موضوعات مقترحة

وكتب منتخب المغرب للشباب أروع صفحات تاريخه بعد تتويجه بلقب كأس العالم بفوزه على نظيره الأرجنتيني في النهائي، ليختتم مشوارا استثنائيا تحدث عنه مدربه محمد وهبي في حوار موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

كانت ليلة المغرب في سانتياجو تبدو وكأنها لا تريد أن تنتهي، فبعدما غادر أكثر من 45 ألف متفرج مدرجات استاد خوليو مارتينيث برادانوس الوطني، لم يكسر حاجز الصمت في الأرجاء سوى صوت احتفالات اللاعبين الذي ظل يتردد في أرجاء الملعب عقب الفوز على الأرجنتين، إذ واصل المنتخب المغربي الشاب احتفاله بالتتويج بأول كأس عالم في تاريخه.

وتصدرت صور عديدة، وأحضان لا تنتهي، ولقطة جماعية بالفعل الصفحة الأكثر مجدا في تاريخ كرة قدم لبلد أصبح لا يكتفي بالإنجازات الكروية التي حققها حتى الآن، بل أصبح ينظر إلى ما هو أبعد من ذلك. هذا ما أشار إليه مدرب المغرب، محمد وهبي في المؤتمر الصحفي عقب التتويج، والذي أطلق خلاله جرس إنذار لباقي منتخبات العالم: "لا نريد الانتظار حتى مونديال 2030 لنكون أبطالا للعالم. المغرب سيسعى لتحقيق ذلك في 2026".

سيكون لدى هذا المنتخب الشاب الوقت الكافي للتخطيط لمستقبله، خاصة وأن المنتخب المغربي الأول قد تأهل بالفعل لكأس العالم المقبلة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ليرفع من طموحه للبناء على ما تحقق من إنجازات في الماضي القريب المتمثل في وصول الفريق الأول إلى نصف نهائي مونديال قطر 2022 والتتويج بالميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، والتي بدت أنها كانت بمثابة مقدمات لهذا الحاضر المجيد الذي تردد صداه في كل زاوية من زوايا هذا الملعب الأسطوري عند سفح جبال الأنديز.

وقال وهبي لموقع "فيفا" وهو يتأمل مسيرة الفريق نحو اللقب: "لا أعتقد أن الأمور يمكن أن تكون أفضل من هذا"، لأن المغرب لم يكتف بالفوز بالبطولة فحسب، بل فعل ذلك بعد التغلب على قوى كروية عظمى، بدءا من الافتتاح أمام إسبانيا، ثم المباراة الثانية أمام البرازيل، ونصف النهائي أمام فرنسا، والنهائي أمام الأرجنتين. وقادت ثنائية ياسر زبيري، أفضل لاعب في النهائي والحاصل على الحذاء الفضي للبطولة، المنتخب المغربي للارتقاء إلى أعلى منصة التتويج بعد الفوز على المنتخب الأكثر فوزا باللقب في هذه الفئة السنية.

وأضاف وهبي: "كنا نعرف أن الأرجنتين لديها خبرة كبيرة والتاريخ في صالحها، وهذا يساعد كثيرا. كنا نعرف أنهم سيلعبون بخشونة كبيرة، وكان علينا أن نحافظ على هدوئنا وقد فعلنا ذلك بشكل رائع. من الصعب تحليل المباراة تكتيكيًا وسط هذه المشاعر، لكننا سجلنا مبكرا وتمكنا من استغلال المساحات خلفهم. لديهم لاعبون جيدون جدًا، لكننا دافعنا بشكل ممتاز في منطقتنا".

أما كلمات دييجو بلاسينتي، مدرب الأرجنتين، فقد كانت بمثابة إشادة بفريق تُوّج عن جدارة، وفاز لاعبه الذي لا يمكن إيقافه، عثمان معما، بجائزة أفضل لاعب في البطولة. وقال: "المغرب بطل مستحق. إنه فريق إذا تقدم في النتيجة، يغلق في الخلف جيدا. لقد انتظروا المنافس في الخلف كثيرا في جميع المباريات. ربما لا يستحوذون على الكرة، لكنهم بارعون في الانطلاق بالمرتدات والهجمات المضادة. لقد كلفنا ذلك الكثير. وعندما حاولنا العودة للمباراة، كنا متأخرين بالفعل 2-0 ولم نتمكن من تسجيل الهدف للعودة إلى أجواء اللقاء".

واعتمد المغرب على صلابة دفاعية قائمة على قوة قلبَي الدفاع، ودافع عن تقدمه للأمام بتضحية جماعية لا تضاهى بجانب المهارات الفردية للأجنحة. وأظهر الملك الجديد لهذه الفئة السنية تنوعًا في الأداء. وقال وهبي: "لطالما كان المغرب فريقًا يعتمد على الجانب الفني، والآن أضفنا المزيد من القوة البدنية، والجانب التكتيكي والعقلي. بعد الفوز على البرازيل، كنا نعرف أننا سنتصدر المجموعة، لكن ذلك لم يكن كافيا: "كان علينا مواصلة الانتصارات، أردنا الفوز، وهذا ما نقلناه للاعبين. اليوم نحن أبطال العالم، والمغرب يريد الفوز بكأس العالم للكبار، ولكن ليس فقط في عام 2030: سنحاول ذلك في 2026، لن ننتظر 2030".

وبجانب مئات من المغاربة الذين سافروا إلى سانتياجو خصيصا لمؤازرة منتخبهم وحثه على مواصلة المشوار نحو اللقب، فقد دعم الجمهور التشيلي مرة أخرى الفريق المغربي الذي شعر وكأنه في وطنه على الرغم من بعد المسافة بآلاف الكيلومترات. يقول وهبي: "منذ اليوم الأول، قدم لنا مشجعو تشيلي الكثير من الحب. داخل وخارج الملعب، وفي الفندق، اهتموا بنا وعاملونا بشكل جيد".

وسيعود المنتخب المغربي إلى الديار بحمولة ثمينة، إذ سيرجع إلى الوطن وهو بطل للعالم، بالإضافة إلى الجوائز الفردية لمعما وزبيري، والعديد من الميداليات، وطموح جيل من الشباب يسعى لتكرار الحلم مع المنتخب الأول. وختم وهبي قوله: "هذا يعني الكثير لأنه مشروع طويل الأمد، منذ سنوات عديدة. هذا مهم جدا بالنسبة لنا لأنه يعني أننا قريبون من الفوز بكأس العالم، لأن لدينا بالفعل لاعبين لديهم القدرة على اللعب ضد الأفضل".

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: