الإعلامي أيمن إبراهيم: بدأت مذيعًا بالشرق الأوسط ورفضوا نقلي للتليفزيون بسبب شكلي

20-10-2025 | 18:58
الإعلامي أيمن إبراهيم بدأت مذيعًا بالشرق الأوسط ورفضوا نقلي للتليفزيون بسبب شكليالاعلامى إيمن إبراهيم
محمد شعبان
الشباب نقلاً عن

تصوير: علاء عبدالبارى 

موضوعات مقترحة

أحمد موسى وعمرو أديب لا يشاهدهما أحد خارج مصر.. ورشا نبيل وعماد أديب كسرا نطاق المحلية
عملى فى تدقيق الإسكريبات الدرامية كان بوابة دخولى مجال الإعلام

في عصر تتسارع فيه الأخبار وتتعدد به المنابر الإعلامية، برز اسم الإعلامي المصري أيمن إبراهيم الذي عمل كمراسل حربي ومقدم برامج سياسية بعدة فضائيات عربية، فقد كان شاهدا على أحداث غزو العراق والنزاع الدامي في السودان والانقسام الحاد في ليبيا.. وذلك بعدما شهد ماسبيرو بدايته الأولى عبر أثير إذاعة الشرق الأوسط لينطلق بعدها إلى الشاشات العربية، حتى وصل بقطاره الإعلامي إلى قناة "شمس أربيل" والتي تعد آخر محطاته.. تفاصيل أكثر عن رؤيته للإعلام المصري من الداخل  في الحوار التالي.
هوامش السيرة الذاتية دائما ما تكون حافلة بالتفاصيل الإنسانية.. فماذا تحمل بطاقة التعريف الخاصة بك؟ 
أنا من مواليد محافظة الإسكندرية، منطقة رشدي، وتحديدا شارع كفر عبده، وهو الشارع الذي كان يعيش فيه والد جمال عبدالناصر، وقضيت فترة شبابي في مجتمع متفتح جدا ومنفتح على كل الثقافات، ومتقبل لكل الاختلافات الفكرية، كما كنت شاهدا على التغير الذي حدث في المجتمع السكندري خلال هذه الأثناء، ثم درست في جامعة القاهرة، حيث التحقت بكلية الآداب، وكنت مرتبطا جدا بوالدي ووالدتي، وأخذت بنصيحتهما لدراسة الآداب، والحقيقة أنها أفادتني جدا في مجال شغلي فيما بعد.
كيف بدأت العمل الإعلامي؟ وما علاقتك بالدراما؟
وأنا طالب في الجامعة اشتغلت في مطبعة كتب بمنطقة أبوالريش، وفي الماضي كنا نجمع الكتاب ورقة ورقة، وكان هناك كتاب أو اسكريبت للفنان عثمان محمد علي، وكنت أعمل مدققا لغويا للكتب فقلت له إن الإسكريبت مليء بالأخطاء النحوية واللغوية كما أن السياق التاريخي به بعض الأخطاء، فطلب مني أن أعمل مدققا للسيناريوهات الدرامية، ومن هنا دخلت مجال الدراما، وكان هناك ممثلون كبار في مطبخ التمثيل يحفظون أدوارهم عن طريق قيام شخص بتسجيل الحوار الخاص بهم، فكنت أسجل لهم بصوتي، وبعض الذين سجلت لهم قالوا لي إن صوتي جيد ويصلح للإذاعة، وكان رئيس الإذاعة الأستاذ حمدي الكنيسي، وقد أعطاني الفرصة للتواجد حيث ذهبت إليه وعرضت نفسي عليه. وكنت أدخل كل الاستوديوهات في ماسبيرو، كان هذا عام 1999، إلى أن دخلت اختبارات عام 2000 ونجحت وتم تعييني مذيعا في الشرق الأوسط، وظللت بها حتى عام 2002. 
لماذا لم تنتقل لشاشة التليفزيون المصرى طوال هذه السنوات رغم تميزك كمذيع أخبار؟ 
عندما كنت في الإذاعة سعيت لأن أكون مذيعا تليفزيونيا في قنوات ماسبير، ولكن طلبي قوبل بالرفض، وكانوا يقولون لي "مش هاينفع.. شكلك وحش"، علما بأن اللوائح كانت تسمح بأن أنتقل من الإذاعة إلى التليفزيون، لكنهم وقتها رفضوني، والطريف أن المسئول الذي رفضني في التليفزيون المصري عندما شاهد نجاحي فيما بعد في المحطات العربية قال لي "إحنا خسرناك". والحقيقة أنني لم أستسلم لموقف ماسبيرو مني، فقد كان لدي خبرة واسعة في مجال الإعلام والميديا، وعرفت أن هناك قناة اسمها ART تحتاج مذيعين فعرضت نفسي عليهم لأن صفاء أبو السعود كانت من ضمن الشخصيات التي كنت أسجل لها السيناريوهات الدرامية بصوتي فطلبت مني أن أسجل لها بروموهات المحطة كلها، بعدها عرضوا عليّ أن أكون مذيعا بالتليفزيون.. ودخلت اختبارا مع 25 متسابقا، واستلفت البدلة والقميص وأشياء طريفة أخرى حتى أحضر الإنترفيو بمستوى لائق، وبعد أسبوع من الاختبار قالوا لي نجحت، وبعدما قابلت الشخص الذي اختبرني وكان إيطاليا يسمى أنطوان، قال لي: كل الذين تقدموا للاختبار رسبوا، رغم أنه كان من بينهم ملكات جمال، إلا أنت لأنك المتقدم الوحيد الذي لديه شخصية في الصوت والأداء، واشتغلت في الـART عامين، حيث قدمت برنامج نادي الـART مع منى الشاذلي.
بداية دخولك مجال السياسة جاء عبر تليفزيون أبوظبى.. كيف حدث ذلك؟
نعم جاءني عرض في تليفزيون أبوظبي، وخلال هذه الفترة تركت الإذاعة المصرية في حين ظللت أعمل مدققا في مجال الدراما، وفي أبوظبي رأت الإدارة أن صوتي يصلح لتقديم الأخبار السياسة، فتحولت للسياسة، كان ذلك عام 2003، أثناء الغزو الأمريكي للعراق، وظللت في أبوظبي حتى عام 2006، وكنت أقدم برنامج صحافة اسمه "أقلام"، ثم انتقلت لتليفزيون دبي وكنت أقدم أيضا أخبارا سياسية، وفي 2010 انتقلت لقناة العربية، وهذه القناة شهدت الثورة في مصر، فاقترحت عمل استوديو دائم للبث المباشر في مصر لعمل "نيوز شو"، وكان هذا الاستوديو يخرج يوميا وينقل الأخبار والمتابعات، وتحدثت وقتها عن التغيير الذي حدث في مصر وفي الربيع العربي، وأعتقد أننا لا زلنا نبحث عن البوصلة. 
وماذا عن تجربتك فى قناة النهار؟
عدت إلى مصر بعد عملي في دبي بسنوات، وانضممت لقناة النهار، مع الصديق عمرو الكحكي، وكانت فترة مليئة بالزخم من 2013 حتى 2016، وكان سوق الميديا متسعا جدا، وكانت مصر في قلب الأحداث في العالم كله، وفي هذا الوقت جاءني عرض في قناة الجزيرة لكنني رفضته، وقدمت حوار اليوم وآخر النهار وموعد مع الرئيس، وبعد النهار في 2018 وجدت صعوبة لتوظيف خبراتي في مصر فاتجهت للقنوات العربية المتواجدة في مصر، وقدمت برامج وثائقية من إعدادي وإخراجي، وعملت أفلاما كثيرة عن السودان وإيران وتركيا وكان من الأعمال الناجحة صفقة الشر بين الإخوان وتركيا وقتها، كما تحدثت عن جنوب السودان وتنبأت بحدوث انفصال في الشمال، وفضلت أن أعمل في قضايا عالمية تهم المواطن المصري والعربي، كما قدمت تغطيات إخبارية أيضا في قناة الغد.
شمس أربيل هى المحطة الحالية فى مشوارك الإعلامى.. بماذا تصف هذه التجربة؟ 
هي قناة غير موجهة لاتزال في بدايتها الأولى، وأنا أعشق عادة البدايات الجديدة، عمرها يقارب السنة، وهي قناة إخبارية وتسعى للمنافسة على الساحة ضمن القنوات التي تحظى بالمتابعة والتأثير، وتضم إدارة متميزة، وتمتلك جزءا كبيرا من الحصريات حول تاريخ الأكراد وحياتهم، وترغب القناة في تسليط الضوء على كوردستان والشعب الكردي بوصفه جزءا من الوطن العربي، فالشعب الكردي مثل الشعب المصري والقطري والسعودي ويتحدثون العربية رغم أن لهم اللهجة الكردية كما أنهم أدخلوا التعليم بالعربية، وأربيل هي دبي القادمة، حيث إن هناك ضخا كبيرا للاستثمارات والإنشاءات خاصة مع استقرار العراق واستقرار إقليم كوردستان، وبالتالي المشروع الإعلامي يتواكب مع هذا التحول.
فى وطن عربى مشتعل بالأزمات والحروب.. ما أبرز الميادين الساخنة التى عملت بها كمراسل حربى؟
أنا اشتغلت في السودان وسافرت إلى موريتانيا وعملت في ليبيا وزرت أثيوبيا أيضا، موريتانيا على سبيل المثال الأوضاع الأمنية بها صعبة، والعمل في الميادين المشتعلة يعتمد على مبدأ "اخطف واجري"، وفي ليبيا هناك حكومتان في الشرق والغرب، وهناك مناصب داخلية، حيث سجلت مع وزيري الدفاع والداخلية وأجريت عدة حلقات عن الصراع الداخلي بها، أيضا صورت الهجرة غير الشرعية في اليونان، وكانت هناك أعمال ترحيل ومخيمات ومعسكرات قاسية، وكانوا يمنعون التصوير، أيضا حرب العراق 2003 قمت بتغطيتها عبر قناة أبوظبي، وكنت أعمل على الهواء، فضلا عن تجارب عديدة أيضا.
كيف رأيت الصراع فى السودان من واقع مشاهداتك؟
الصراعات في السودان عميقة جدا، وكارثية، والمشكلة أن الانقسامات أصبحت مبنية على الدم والثأر، ومساحات أخرى من الخلاف ليس لها علاقة بالسياسة أو الوطن، وكان جوهر هذه الصراعات حول الثروات لأنه معروف أن السودان يضم مخزون ذهب ونفط كبير جدا، وبسبب سوء التوزيع العادل نشبت هذه الصراعات، ولا يصلح أي حل في السودان الآن إلا بأن نغلق صفحة الماضي بالكامل ونقوم بفتح صفحة جديدة على أرضية وطنية مثلما حدث في الجزائر عقب العشرية السوداء.

الإعلامى أيمن إبراهيم مع الزميل محمد شعبان

كيف ترى واقع الإعلام المصرى من الداخل؟ ولماذا انسحب ماسبيرو من الريادة؟
ما حدث في ماسبيرو أنه أصيب بالضعف من الداخل، لكن ليس معنى ذلك أن المنافسين أقوياء، وسيظل ماسبيرو يعاني ما لم يتم الحل من العمق، المشكلة أنه لا يوجد "إدارجي" قادر على الحل، وأبرز المشكلات تتمثل في أزمات العاملين وحقوقهم المهدرة بمن فيهم الذين خرجوا على المعاش، أما تطوير الشاشة فهناك قنوات يعمل بها 700 فرد لكن ينقصها العمل الجاد، وليس ذنبا أن هناك ديونا على ماسبيرو، وما ذنب ماسبيرو في تحمل ديون مدينة الإنتاج الإعلامي، علما بأنه لا يحصل على أي عائد منها، كما أن ماسبيرو يقدم خدمة مجانية للجمهور وبالتالي لا يصح أن نتعامل معه بمنطق الربح والخسارة، أيضا كان من ضمن عناصر القوة الحصريات التي تم سحبها من ماسبيرو مثل مسلسلات رمضان التي تذاع لأول مرة ومباريات الدوري المصري، وأشياء أخرى لم يكن يملكها إلا ماسبيرو، وبالتالي أصيب بالشلل.
وما رأيك فى برامج التوك شو المصرى؟ وهل تحقق صدى قويا فى الخارج؟
هذه البرامج ينقصها خبرة الاحتكاك الدولي، وبعيدة عن القضايا والأزمات التي يمكن أن تهم المشاهد العربي عموما، برنامج أحمد موسى مثلا لا أحد يراه خارج مصر، حيث إن خطابه الإعلامي أشبه بخطاب القناة الثالثة المصرية في بداياتها، فكل الإعلاميين المحليين لا يشاهدهم إلا الجمهور المحلي. وقد أصدمك بأن عمرو أديب نفسه ليس له وجود أو جمهور خارج مصر، لكن عماد أديب له سوق وحضور قوي وله برنامج على سكاي نيوز، كذلك أداء وحضور رشا نبيل على قناة العربية، فقد عملت معها فترة، وهي إعلامية متميزة، وصاحبة تجربة دولية، هي وكسرت الدائرة وذهبت على طريق الاهتمام بالإعلام العربي وبطريقة تقديم مناسبة المواطن العربي عموما سواء يعيش في وطنه أو في الخارج، وهو ما ينقص الإعلاميين المصريين. 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة