عادات يومية تساعد في الحفاظ على شباب عقلك وتجنب الخرف

20-10-2025 | 16:36
عادات يومية تساعد في الحفاظ على شباب عقلك وتجنب الخرفالحفاظ على صحة وظائف الدماغ مع مرور الوقت هدفٌ تدعمه أحدث الأبحاث العلمية
أحمد فاوي

الحفاظ على صحة وظائف الدماغ مع مرور الوقت هدفٌ تدعمه أحدث الأبحاث العلمية. لا يتطلب الاهتمام بالصحة النفسية تدخلاتٍ كبيرة، بل يتطلب اتباع عاداتٍ يوميةٍ محددةٍ تؤثر على جودة الحياة ووظائف الدماغ مع تقدمنا في السن.

موضوعات مقترحة

وفقًا لأبحاث علم الأعصاب الإدراكي المنشورة في السنوات الأخيرة، يكمن سر إطالة شباب العقل في تعزيز ما يُعرف بالاحتياطي المعرفي. يشير هذا المصطلح، وفقًا للخبراء في هذا المجال، إلى قدرة الدماغ على التكيف ومقاومة الآثار السلبية لمرور الزمن أو الأمراض العصبية التنكسية دون فقدان كبير لوظائفه.

وفي الشهادات التي جمعتها مجلة لانسيت ، أشار البروفيسور بنيامين بولر ، من جامعة كيبيك في تروا ريفيير، إلى أن العادات الفكرية والاجتماعية والعاطفية الصحية تسمح لنا بالانتقال من الشيخوخة السلبية إلى الشيخوخة الأكثر إشباعا ونشاطا.

وبحسب هذا المتخصص فإن سلوكيات مثل تعلم مهارات جديدة، والمشاركة في الأنشطة الترفيهية، والتفاعل الاجتماعي تساهم في الحفاظ على القدرات العقلية الأساسية.

حتى وقت قريب، اعتبرت الدراسات العلمية أن التعليم هو العامل الأهم المؤثر على الاحتياطي المعرفي. ومع ذلك، ووفقًا لدراسات حديثة وردت في تقارير لجنة لانسيت للخرف ، يُمكن تجنب أو تأجيل ما يصل إلى 45% من حالات هذا المرض إذا عدّل الفرد عوامل الخطر، مثل قلة النشاط البدني، والاكتئاب لفترات طويلة، وقلة العلاقات الاجتماعية النشطة، وانخفاض مستوى التعليم.

تُظهر البيانات أن التدريب الأكاديمي والتعرض المستمر للتحديات الفكرية يُحسّنان وظائف الدماغ. ومع ذلك، ووفقًا لبحث أجراه مختبر علم النفس العصبي للشيخوخة في جامعة كوينزلاند، فإنّ الاحتياطي المعرفي لا يعتمد فقط على التعليم المبكر ، بل يُمكن تعزيزه في أي مرحلة من مراحل الحياة.

ويعد تعلم لغة جديدة، والعزف على آلة موسيقية، وممارسة الألعاب الاستراتيجية من أكثر الأنشطة الموصى بها بسبب تأثيرها الإيجابي على مرونة الدماغ وتشكيل اتصالات عصبية جديدة.

إن الاستمرار في التعلم طوال مرحلة البلوغ، واعتماد استراتيجيات جديدة للحفظ، واكتساب مهارات مختلفة يؤدي إلى تغييرات ملحوظة في نشاط الدماغ.

وبحسب النتائج التي نشرها مختبر كيبيك، فإن التدريب العقلي يحسن الأداء الإدراكي والاستقلالية في الأنشطة اليومية حتى لدى كبار السن.

وتستخدم برامج مثل Engage ، التي طورها الكونسورتيوم الكندي للشيخوخة والتنكس العصبي، أنشطة ترفيهية مثل الموسيقى وألعاب الفيديو والتطوع لتعزيز التحفيز الفكري والاجتماعي في هذه الفئة العمرية.

وفقًا لبولر، تظهر الفوائد حتى عندما يبدأ الأفراد بهذه السلوكيات في مرحلة متأخرة من حياتهم. فالمشاركة في تجارب هادفة ومحفزة تحمي الصحة النفسية وتقوي العقل في مواجهة تحديات الشيخوخة والأمراض المرتبطة بها.

علاوةً على ذلك، تُشدد لجنة لانسيت على أهمية مكافحة الخمول البدني والعزلة الاجتماعية. فكلاهما يزيد من احتمالية التدهور، بينما يُسهم تعزيز شبكات الدعم وممارسة التمارين الرياضية في الحفاظ على الصحة الإدراكية.

إن الأنشطة البسيطة، مثل المشي مع الأصدقاء، والتطوع، والمشاركة في ورش العمل المجتمعية، تقدم محفزات، وعندما تتراكم مع مرور الوقت، تساهم في تحسين نوعية الحياة.

تشير أدلة قوية إلى أن بناء الاحتياطي المعرفي والحفاظ عليه ليس له حد أقصى . ما دامت مرونة الدماغ نشطة، فإن تعديل الروتين والانفتاح على التعلم يمكن أن يبني دفاعات طبيعية ضد التدهور المرتبط بالعمر.

وبحسب منشورات جامعة كيبيك، فإن التحفيز الفكري والتفاعل الاجتماعي والتدريب على مهارات جديدة تشكل دعامة ثلاثية تدعم شباب الدماغ .

ينصح المتخصصون بالمشاركة في تنمية الذات العقلية. فاتباع عادات بسيطة كالتعلم والتواصل الاجتماعي وممارسة الرياضة يُحسّن وظائف الدماغ ويُؤخر آثار الشيخوخة.

وتدعم البيانات التأكيد على أنه لا يزال من المبكر جدًا البدء في الاعتناء بعقلك: إذ تستمر القدرة على التغيير طوال الحياة ، كما توضح الأبحاث الحديثة حول الاحتياطي المعرفي والصحة العقلية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: