في عرضه ضمن مهرجان الجونة السينمائي، قدم المخرج محمد صيام أولى تجاربه في الإخراج الروائي الطويل من خلال فيلم «كولونيا»، وهو عمل إنساني بامتياز، يفتح بابا واسعا على علاقة الأب بابنه، بكل ما تحمله من عقد قديمة وجراح صامتة.
موضوعات مقترحة
حكاية مؤثرة وإن كان إيقاعها بطيئا
تدور أحداث الفيلم في ليلة واحدة تجمع أبا وابنه الأصغر بعد سنوات من البعد والجفاء. هذه المواجهة تفتح صندوقا ثقيلا من الخيبات والذكريات القديمة التي لم تحسم. القصة مؤثرة من حيث المضمون الإنساني، لكن الإيقاع البطيء للفيلم جعل بعض المشاهد تشعر بالملل، خصوصا مع قلة تنوع المواقع واعتماد الفيلم على الحوارات الطويلة.
كامل الباشا.. حضور قوي ولهجة مربكة
قدم الفنان الفلسطيني كامل الباشا دور الأب بحضور واضح وصوت قوي يعكس الألم المكبوت، لكن لهجته المصرية بدت متعثرة في بعض المشاهد، رغم أنه سبق وأتقنها في أعمال أخرى. ربما لأن الشخصية تنتمي لبيئة شعبية وهو ما جعل أداء اللهجة تحديا إضافيا انعكس على تلقائية الدور.
أحمد مالك.. اجتهاد واضح وحاجز غير مكسور
ظهر أحمد مالك في واحد من أكثر أدواره اجتهادا، خاصة أن الشخصية تمر بنقلات إنسانية حادة بين الضعف والغضب والرغبة في الحب، لكن بقي هناك حاجز بسيط بين أدائه للشاب الشعبي وبين شخصيته الحقيقية، إذ لا يزال مرتبطا في ذهن الجمهور بنمط مختلف من الأدوار، وهو ما جعله أحيانا لا يبدو منتميا تماما للعالم الشعبي الذي ينتمي له الدور.
مايان السيد.. لمسة خفة وسط التوتر
قدمت مايان السيد دورها بخفة ظل وبساطة شديدة، وأتقنت تفاصيل شخصية البنت الشعبية، فكانت وجودها بمثابة استراحة إنسانية وسط التوتر بين الأب والابن.
إخراج متقن وتجربة أولى واعدة
رغم أن الفيلم هو التجربة الأولى لمحمد صيام في الإخراج الروائي الطويل، إلا أن الإخراج جاء متماسكا وواعيا بخياراته البصرية، خصوصا في طريقة حبس الشخصيات داخل مساحة ضيقة تضاعف حدة الصراع.
مشهد مثير للجدل دون مبرر واضح
تتضمن الأحداث مشهدا لشخص متحول جنسيا من ماجد إلى ماجي، لكنه بدا غير مبرر دراميا، وكأنه أضيف دون أن يخدم خط القصة الرئيسي، وهو ما أثار تساؤلات كثيرة بعد العرض.
«كولونيا» فيلم إنساني مؤثر في فكرته وأداء أبطاله، لكنه يحتاج إلى تنويع أكبر في الإيقاع واللغة البصرية لتجنب الملل في بعض اللحظات. ومع ذلك، يثبت محمد صيام أنه مخرج يمتلك رؤية واضحة، ويقدم عملا صادقا من حيث الفكرة والمشاعر.
فيلم كولونيا