المناعة النفسية.. درع خفي في مواجهة التوتر والمرض

19-10-2025 | 17:09
المناعة النفسية درع خفي في مواجهة التوتر والمرضالمناعة النفسية
شيماء شعبان

حين يُصاب مريض بالارتكاريا المزمنة، تتجه أنظار الأطباء إلى الأسباب العضوية الحساسية، الأطعمة، أو المناخ. لكن ثمة عاملًا خفيًا لا يقل خطورة، وهو التوتر النفسي.

موضوعات مقترحة

فالتقلبات المزاجية والضغوط اليومية يمكن أن تشعل نوبات الحكة والتورم، حتى مع التزام المريض بالعلاج.

هنا يظهر سؤال جوهري.. كيف يمكن أن نحمي أنفسنا من الداخل؟

الإجابة. كما يوضح الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، تكمن في مفهوم جديد نسبيًا يُعرف باسم "المناعة النفسية" (Resilience)، وهي قدرة الإنسان على الصمود أمام الأزمات، والعودة للحياة أقوى من ذي قبل.

التوتر.. العدو الخفي للجلد والمناعة

يقول الدكتور الحداد في بداية حديثه لـ«بوابة الأهرام »: كثير من مرضى الارتكاريا المزمنة نلاحظ لديهم ارتباطًا مباشرًا بين الحالة النفسية وشدة الأعراض، فكلما زاد التوتر والانفعال، تدهورت الحالة الجلدية.

ويضيف أن التوتر المستمر لا يؤثر على الجلد فقط، بل يضعف الجهاز المناعي ككل، ما يجعل المريض أكثر عرضة للالتهابات ومشكلات المناعة الذاتية.

ويتابع: نحن نوصي دائمًا بالابتعاد عن الانفعال، لكن الأهم أن نساعد المريض على بناء مناعة نفسية حقيقية تقيه من آثار التوتر.


المناعة النفسية

ما هي المناعة النفسية؟

يوضح الحداد أن المناعة النفسية تمثل «جهاز الدفاع الداخلي» للنفس، تمامًا كما يمتلك الجسد جهازًا مناعيًا يحارب الأمراض.

هناك من ينهار أمام مشكلة بسيطة، ومن يصمد أمام أزمات قاسية، والفرق بينهما هو مدى تمتعه بالمرونة النفسية. إنها القدرة على التكيف مع الصعاب، لا إنكارها أو الهروب منها.

ويضرب مثالًا طريفًا: تخيل كرة تنس وكرة بينج بونج. اضغط عليهما واضربهما في الحائط. واحدة ترتد بقوة، والأخرى تتكسر. هكذا نحن في مواجهة الحياة.


المناعة النفسية

هل يمكن تدريب النفس على الصلابة؟

بحسب الدكتور الحداد، يمكن تعزيز المناعة النفسية بوعي وممارسة، فهي ليست حكرًا على من يولدون أقوياء.

مثلما نقوّي عضلاتنا بالرياضة، يمكننا أيضًا تدريب عقولنا ونفوسنا على الصمود أمام الضغوط.

ويقدم هنا إحدى عشرة خطوة عملية لبناء المرونة النفسية وتحسين التوازن بين الجسد والنفس.

 العلاقات الإنسانية.. أول خطوط الدفاع

يشدد الحداد على أهمية العلاقات الداعمة العلاقات التي تقوم على الحب والقبول والتشجيع هي مصدر طاقة هائل. الإنسان لا يمكن أن يكون قويًا وهو يعيش في عزلة.

 كن مرنًا

المرونة لا تعني الضعف، بل القدرة على التكيف. عندما لا تسير الأمور كما تريد، غيّر الطريقة ولا تغيّر الهدف.

اقرأ أيضا:

في اليوم العالمي للعمود الفقري.. تمارين بسيطة تحافظ على ظهرك في العمل

لمرضى الحساسية.. كيف تغسل يدك بصابون آمن؟

 ضع خططًا واقعية

ينصح الحداد بالتحرر من الأحلام المؤجلة، واتخاذ خطوات واضحة نحو الأهداف:

التخطيط الواقعي وتحقيق النجاحات الصغيرة يمنحك ثقة ترفع مناعتك النفسية.


المناعة النفسية

 تواصل وحل المشكلات

العمل الجماعي والتواصل الفعّال يساعدان في تنمية مهارات الفهم والتعاون، ويخففان من حدة الضغوط اليومية.

 إدارة المشاعر

احترم مشاعرك ولا تنكرها، لكن لا تتركها تقودك. خذ وقتك قبل اتخاذ قرار في لحظة غضب أو حزن.

 الثقة بالنفس

استرجع إنجازاتك السابقة وساعد من حولك. الثقة ليست غرورًا، بل معرفة بقدرتك على النهوض كل مرة تسقط فيها.

ابحث عن هدف ومعنى

يشير الحداد إلى أن وجود معنى للحياة أحد أقوى عوامل التماسك النفسي الإيمان بمبدأ أو رسالة يمد الإنسان بطاقة تجعله يتجاوز الألم دون أن يفقد روحه.

 انظر إلى الصورة الكبيرة

لا تتوقف عند التفاصيل الصغيرة أو لعبة اللوم. الحياة لوحة فسيفسائية مليئة بالألوان، لا تُفهم إلا إذا رأيناها كاملة.

استخدم روح الدعابة

الضحك وسط الألم ليس إنكارًا، بل شجاعة. أحيانًا تكون النكتة في عز الوجع هي أول خطوة نحو التعافي.

 اعتنِ بنفسك

يؤكد الحداد أن الرعاية الذاتية ليست رفاهية بل ضرورة: "مارس الرياضة، نم جيدًا، تناول طعامًا صحيًا، واسترح. من يهمل نفسه لا يستطيع مساعدة الآخرين."

قدّم الرعاية للآخرين

"عندما تمد يدك لغيرك دون انتظار مقابل، فأنت تعزز أقوى أشكال المناعة النفسية. العطاء دواء للنفس قبل أن يكون للآخرين."


الدكتور أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة

قرارك اليومي

في ختام حديثه، يقول الدكتور أمجد الحداد، المناعة النفسية ليست حظًا ولا جينات، بل قرار يتخذه الإنسان كل صباح. يمكنك أن تختار أن تكون مثل كرة التنس التي ترتد بعد الصدمة أقوى، أو كرة بينج بونج تنكسر عند أول ضغط.

ويضيف مبتسمًا ربما تكون أول خطوة في علاج الارتكاريا هي أن نبدأ بعلاج التوتر.

موضوعات قد تهمك:

متى تتحول الحموضة إلى مرض خطير؟ .. علامات لا يجب تجاهلها

فاكهة تسعد القلب والدماغ.. هل تعلم ماذا يحدث لجسمك عند تناول موزة يوميًا؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة