على الرغم من أن الإنسان لا يستطيع سماع أي صوت في الفضاء لعدم وجود هواء ينقل الموجات الصوتية، إلا أن الكون مليء بالذبذبات الكهرومغناطيسية التي يمكن تحويلها إلى صوت. هذه الذبذبات هي لغة خفية يتحدث بها الفضاء، ترصدها أجهزة متطورة وتحولها إلى ترددات مسموعة.
موضوعات مقترحة
من الذبذبة إلى الموسيقى
بدأ العلماء في وكالة ناسا ومراكز الفلك حول العالم في استخدام تقنية تعرف باسم "“تحويل البيانات إلى صوت” (Sonification)، وهي طريقة لتحويل الإشارات غير الصوتية، مثل الموجات الكهرومغناطيسية أو بيانات الأشعة، إلى نغمات يمكن سماعها.
هذه العملية سمحت لهم "بالاستماع" إلى الكواكب والنجوم، وتحويل أرقام وبيانات جامدة إلى سيمفونيات فضائية مدهشة.
مقطوعات من الكواكب
المسبار "فوياجر"، الذي أُطلق في السبعينيات، سجل ذبذبات مذهلة من كواكب المجموعة الشمسية.
-زحل أصدر أنغامًا تشبه الأنين العميق.
-المشتري بث صفيرًا غامضًا أشبه بنبض إلكتروني.
-أما نبتون وأورانوس فكانت لهما ذبذبات متقطعة تبدو كأنها أصوات أمواج إلكترونية متلاحقة.
هذه ليست أصواتًا حقيقية، بل ترجمة علمية لذبذبات كهرومغناطيسية تُسمع بعد تعديلها لتتناسب مع ترددات الأذن البشرية.
أهمية علمية وراء الجمال
إلى جانب سحرها الفني، تلعب هذه الأصوات دورًا مهمًا في فهم طبيعة الكواكب، إذ تساعد العلماء في دراسة الحقول المغناطيسية، والتغيرات في الغلاف الجوي، ورصد العواصف الشمسية التي تؤثر على الكواكب.
كل ذبذبة تحمل معلومة عن بيئة الكوكب وطبيعته الفيزيائية.
الفن يستلهم صوت الكون
لم يتوقف الأمر عند حدود المختبر، فقد وجد الفنانون والموسيقيون في هذه الأصوات مصدر إلهام فريد.
قام بعضهم بإدماج الذبذبات الحقيقية للكواكب في مؤلفات موسيقية معاصرة، فظهرت أعمال تمزج بين العلم والفن، وتجعل المستمع يشعر كأنه يطفو وسط ألحان المجرة.
هل يمكن سماع الفضاء يومًا بأذننا؟
يقول العلماء إن الإنسان لن يتمكن من سماع الفضاء بصورته الطبيعية، لأن الصوت يحتاج إلى وسط مادي كالهواء أو الماء، وهو ما لا يتوفر في الفراغ الكوني.
لكن مع تطور التقنيات، يمكن أن نقترب أكثر فأكثر من “سماع” الكون من خلال ترجمة بياناته وذبذباته إلى موسيقى مسموعة، لتظل هذه الأصوات بمثابة جسر بين العلم والخيال، والعقل والإحساس.