أعلنت شركة مايكروسوفت رسميًا نهاية الدعم لنظام التشغيل ويندوز 10، ما يعني أن ملايين المستخدمين حول العالم سيضطرون إما إلى الترقية إلى ويندوز 11 أو دفع مبالغ إضافية للحصول على التحديثات الأمنية الأساسية لنظامهم الحالي، وفقا لـ futurism.
موضوعات مقترحة
لكن الأزمة لا تقف هنا. فـ"ويندوز 11" لا يمكن تشغيله على نحو نصف مليار جهاز حول العالم، ما يعني أن مئات الملايين من الحواسيب القابلة للاستخدام ستتحول إلى نفايات إلكترونية فقط لأن النظام الجديد لا يدعمها.
ذكاء إصطناعي يسيطر على النظام
وفي الوقت الذي يحتج فيه المستخدمون على هذه السياسات، كشفت مايكروسوفت عن مجموعة جديدة من مزايا الذكاء الاصطناعي ضمن "ويندوز 11"، تهدف إلى تحويله إلى ما تصفه الشركة بأنه "حاسوب ذكي بالكامل" يتحكم فيه المساعد الافتراضي Copilot.
وقال يوسف مهدي، نائب الرئيس التنفيذي للتسويق الاستهلاكي في مايكروسوفت، في تصريحات لموقع The Verge:
"نعتقد أننا على أعتاب الجيل الجديد من الحوسبة، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا طبيعيًا من مئات التجارب اليومية التي يعيشها المستخدمون. رؤيتنا هي إعادة كتابة نظام التشغيل بالكامل حول الذكاء الاصطناعي لبناء ما نسميه ’الكمبيوتر الذكي الحقيقي‘."
وبذلك، لا يبدو أن مايكروسوفت تكتفي بتحديث تقني بسيط، بل تتجه لإعادة تعريف العلاقة بين المستخدم وجهازه — من السيطرة إلى التبعية.
«مرحباً كوبايلوت».. الحاسوب يستمع إليك الآن
أحد أبرز مظاهر هذا التحول هو ظهور رمز Copilot في قلب شريط المهام في ويندوز، وهو الموقع الأكثر قيمة على الشاشة، في إشارة واضحة إلى رغبة مايكروسوفت في جعل الذكاء الاصطناعي محور التجربة اليومية للمستخدم.
وسيمكن تنشيط المساعد الجديد ببساطة عبر قول جملة: "Hey, Copilot!"، ليصبح الصوت وسيلة الإدخال الثالثة بعد لوحة المفاتيح والفأرة.
ويعتقد مهدي أن المستخدمين مستعدون لهذه النقلة، مشيرًا إلى أنهم يقضون مليارات الدقائق يوميًا في مكالمات Microsoft Teams، وبالتالي "اعتادوا الحديث مع الحاسوب".
“عين” داخل الشاشة… كوبايلوت يرى كل شيء
ومن خلال ميزة جديدة تُعرف باسم Copilot Vision، سيتمكن المساعد من مراقبة كل ما يظهر على الشاشة لتحليل السياق وتقديم اقتراحات فورية.
كما سيتكامل ذلك مع ميزة Copilot Actions، التي تتيح للذكاء الاصطناعي تنفيذ أوامر على الجهاز مثل تعديل الملفات أو البحث عن المعلومات بشكل مباشر.
ويقول مهدي:
"يجب أن يكون الحاسوب قادرًا على التصرف نيابةً عنك."
لكن هذا "التصرف" يتطلب منح الذكاء الاصطناعي مستوى خطيرًا من الوصول إلى بيانات المستخدم، وهو ما يثير قلقًا واسعًا حول الخصوصية والأمان.
الخصوصية في مهب الريح؟
هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها مايكروسوفت انتقادات تتعلق بالذكاء الاصطناعي.
ففي وقت سابق، تعرضت ميزة Recall التي تلتقط لقطات شاشة مستمرة لسطح المكتب، لهجوم حاد بعد اكتشاف أنها تخزن البيانات الحساسة مثل أرقام الهوية في ملفات غير مشفّرة.
وتؤكد الشركة أن ميزات Copilot الجديدة ستكون اختيارية في البداية، لكن محللين يحذرون من احتمال أن تصبح إجبارية لاحقًا — كما حدث مع المساعد الصوتي الفاشل Cortana في "ويندوز 10"، الذي واجه بدوره انتقادات تتعلق بالخصوصية.
نهاية حقبة “التحكم البشري” في الحواسيب؟
بهذه الخطوات، يبدو أن مايكروسوفت تدفع المستخدمين نحو عصر جديد من الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي — سواء رغبوا في ذلك أم لا.
وبينما يرى البعض أن هذه التوجهات تمهّد لمستقبل أكثر ذكاءً وسهولة، يرى آخرون أن الشركة تسلب المستخدمين حريتهم الرقمية وتحوّل نظام التشغيل إلى كيان يراقب ويتحكم، لا يخدم فقط بل يقرر نيابة عنهم.