في ليلة استثنائية، غصت شوارع عدد من المدن المغربية بالمحتفلين بعد فوز المنتخب المغربي للشباب على فرنسا في نصف نهائي كأس العالم للشباب تحت 20 سنة بتشيلي 2025.
موضوعات مقترحة
ورغم تجاوز الساعة منتصف الليل، خرج آلاف المغاربة حاملين أعلام الوطن ومرددين هتافات تشيد بأشبال الأطلس، في مشهد يعكس الفخر الجماعي بهذا الإنجاز التاريخي.
كما حدث في مونديال قطر 2022، تقابل منتخبا المغرب وفرنسا مجددا في الدور نفسه من البطولة، لكن هذه المرة في فئة أقل من 20 عاما، حيث قدم الفريق المغربي أداءً مقنعا طوال البطولة ووصل إلى نصف النهائي معادلا إنجازه التاريخي قبل 20 عاما.
شهدت المباراة إثارة كبيرة، تضمنت مراجعات تقنية حكم الفيديو المساعد (فار) وبطاقة حمراء والاستعانة بثلاثة حراس مرمى من الفريق المغربي، وأول ركلات ترجيح في البطولة، لتكتب النتيجة تاريخا جديدا.
كما شهدت المباراة خطوة تكتيكية بارعة من مدرب المنتخب المغربي، محمد وهبي، بعد إصابة الحارس الأساسي يانيس بن شاوش رغم أدائه البطولي في الشوط الأول، حيث استدعى وهبي الحارس الاحتياطي المعتاد إبراهيم غوميس، وفي الثواني الأخيرة من الوقت الإضافي، اتخذ قرارا جريئا بإشراك الحارس الثالث عبد الحكيم المصباحي خلال ركلات الترجيح الحاسمة، وهو قرار أثمر في النهاية وكرس عزم المغرب على كتابة صفحة تاريخية في البطولة.
تابعت الصحافة العربية والعالمية هذا الإنجاز باهتمام واسع، مشيدة بالأداء التاريخي وروح الفريق القتالية، واعتبرت المباراة مليئة بالإثارة والتحديات، مع إبراز دور الحارس الذي حسم ركلات الترجيح، ووصفت التأهل بأنه "صدمة تاريخية" وضعت المغرب على خارطة كرة القدم العالمية، معتبرة هذه اللحظة أكثر من مجرد مباراة، بل إنجازا يعكس تطور الكرة المغربية وروحها القتالية.
وفي تصريحات مؤثرة، قال عثمان معما، لاعب المنتخب المغربي: "أنا سعيد جدا بأداء فريقي. لم نستسلم في أي لحظة، على الرغم من صعوبة البطولة. أظهرنا مرة أخرى الوجه الجميل للمغرب، وآمل أن يكون الجمهور سعيدا بذلك. المشاعر هنا كبيرة جدا، وسأتوقف عن الكلام قبل أن أبدأ بالبكاء. ألعب من أجل فريقي، بلدي، ووطني، ومن أجل الجميع. نأمل أن نستمر بالمستوى ذاته في النهائي. لدينا مباراة واحدة فقط لتحقيق لقب البطولة، وأتمنى أن أقدم أفضل ما لدي".
أما مدرب المنتخب محمد وهبي، فقال: "كنا نعلم أن المباراة ستكون صعبة حيث شهدت فترات قوية وأخرى ضعيفة. تعاملنا مع كل ذلك بشكل جيد. في الشوط الأول، ربما كنا متحمسين أكثر من اللازم، ضغطنا جيدا لكن كان علينا الحفاظ على الهدوء. عانينا في الشوط الثاني لأننا بذلنا الكثير في البداية، لكن تمكنا من البقاء مركزين وانتظار الفرص المناسبة. الآن نستمتع بالتأهل إلى النهائي، وهذه لحظة تاريخية لنا. سنستعيد هدوءنا سريعا لنركز على الفوز بالكأس، وسنلعب في النهائي بالعقلية القتالية ذاتها".
وبتأهله للنهائي، يصبح المغرب ثاني منتخب عربي يصل إلى هذه المرحلة بعد قطر عام 1981،وسيواجه الأرجنتين التي تأهلت بعد فوزها على كولومبيا في مباراة مرتقبة على ملعب "إستاديو ناسيونال" في سانتياجو، لتكون فرصة جديدة لأشبال الأطلس لتأكيد الإنجاز التاريخي وإضافة صفحة ذهبية أخرى في سجل الكرة المغربية.
وانتشرت مقاطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" و"إنستجرام"، تظهر حشودا متحمسة تغمر الشوارع المغربية بالاحتفالات. تصدر وسم #المغرب_ينتصر و#أشبال_الأطلس ، قوائم الترند في المغرب وعدة دول عربية، معبرين عن فرحة واسعة وفخر شعبي بالإنجاز التاريخي.
ولم تقتصر ردود الفعل على الجماهير فقط، بل عبر العديد من مستخدمي الإنترنت والمشاهير في العالم العربي عن سعادتهم بالفوز، خاصة لأنه تحقق على حساب فرنسا، ما أضفى بعدا ثقافيا وتاريخيا للحدث، وعلقت بعض التغريدات بـ"هذا انتصار لكل العرب".
على الصعيد الإعلامي، خصصت وكالات أنباء ودور رياضية عالمية تقارير موسعة عن المباراة، مشيدة بـالإنجاز التاريخي والنجاح الكروي المغربي المتصاعد على جميع المستويات. أما في الجانب الفرنسي، فقد وصفت الصحف الفرنسية المباراة بأنها "خيبة أمل كبيرة" لمنتخب بلادها.