منذ أن تعلمنا في المدارس أن الأكسجين هو أساس الحياة، بدا من المستحيل أن يوجد مخلوق واحد يمكنه العيش بدونه لكن العلم، كالعادة، يفاجئنا. فهناك بالفعل كائنات حية تعيش وتتكاثر في غياب تام للأكسجين، متحدّية كل ما نعرفه عن مفهوم “الحياة”.
موضوعات مقترحة
العثور على أول كائن لا يتنفس الأكسجين في عام 2020، أعلن العلماء اكتشاف كائن دقيق يُعرف باسم Henneguya salminicola يعيش داخل أنسجة أسماك السلمون، ولا يحتوي على أي جينات تساعد على التنفس الهوائي، هذا الكائن لا يحتاج إلى الأكسجين للبقاء على قيد الحياة، بل يعتمد على امتصاص الطاقة من مضيفه مباشرة.
كيف تعيش هذه الكائنات؟
بدلًا من التنفس واستخدام الأكسجين لإنتاج الطاقة كما تفعل الكائنات الأخرى، طورت هذه المخلوقات آليات بديلة. فبعضها يستخدم مركبات كيميائية مثل الكبريت أو الميثان كمصدر للطاقة، بينما يعيش البعض الآخر داخل بيئات مغلقة تمامًا كأعماق المحيط أو التربة العميقة أو حتى داخل أجسام كائنات أخرى. أماكن لا يصلها الهواء تعيش هذه الكائنات في أماكن توصف بأنها “غير صالحة للحياة”، مثل: أعماق المحيطات المظلمة والغنية بالكبريت
. الينابيع الساخنة التي تتجاوز حرارتها المئة درجة. البيئات الجليدية أو الصخرية الخالية من الأكسجين.
ورغم الظروف القاسية، فإنها لا تزدهر فحسب، بل تشكّل أنظمة بيئية كاملة تعتمد على الكيمياء بدلًا من الهواء.
ما الذي نتعلمه من هذه الكائنات؟
هذه الكائنات تقدم مفتاحًا لفهم أشكال الحياة المحتملة خارج الأرض. فإذا كانت هناك مخلوقات قادرة على العيش بلا أكسجين هنا، فمن المحتمل أن توجد حياة في كواكب أو أقمار بعيدة لا تحتوي على غلاف جوي مشابه لكوكبنا.
القدرة على التكيّف.. سر البقاء الرسالة التي تحملها هذه الكائنات صغيرة الحجم عظيمة المعنى: الحياة دائمًا تجد طريقها. فحتى في أقسى البيئات وأشدها قسوة، يستطيع الكائن الحي أن يتكيّف ويعيد تعريف معنى “العيش”.