دراسة تحذّر: أطفال "التواصل الاجتماعي" الأسوأ في القراءة والذاكرة

16-10-2025 | 18:20
دراسة تحذّر أطفال  التواصل الاجتماعي  الأسوأ في القراءة والذاكرةيرتبط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ، حتى بمستويات منخفضة، بتراجع الأداء الإدراكي لدى الأطفال
أحمد فاوي

يرتبط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حتى بمستويات منخفضة، بتراجع الأداء الإدراكي لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين التاسعة والثلاثة عشر عامًا، وذلك وفقًا لدراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية .

موضوعات مقترحة

وحذر البحث، الذي حلل آلاف الأطفال في الولايات المتحدة، من أن التعرض اليومي للمنصات الرقمية يمكن أن يؤثر على المهارات الأساسية مثل القراءة والذاكرة واللغة، وهو الاكتشاف الذي أثار مخاوف بين المتخصصين وصناع السياسات التعليمية.

وأفادت بذلك شبكة "إيه بي سي نيوز" وموقع "هيلثداي" الإسباني ، اللذان يعزون هذه النتائج إلى فريق من الباحثين بقيادة جيسون ناجاتا ، الأستاذ المساعد لطب الأطفال في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو .


أبرز ما جاء في الدراسة

تُمثل هذه الدراسة أكبر متابعة طويلة الأمد لنمو دماغ الأطفال في الولايات المتحدة. وقد وجدت أن الأطفال الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لمدة ساعة يوميًا أظهروا انخفاضًا يتراوح بين نقطة ودرجتين في اختبارات الذاكرة والقراءة.

وبحسب شبكة "إيه بي سي نيوز" ، كان الانخفاض في الأداء أعظم بين أولئك الذين قضوا أكثر من ثلاث ساعات يومياً في استخدام هذه المنصات، حيث سجلوا ما يصل إلى أربع نقاط أقل في التقييمات المعرفية.

وتسلط مجلة Healthday الإسبانية الضوء على أن التأثير السلبي استمر حتى في حالات الاستخدام المعتدل، مما يشير إلى عدم وجود عتبة آمنة للتعرض لهذه الفئة العمرية .

6500 طفل شاركوا في الدراسة 

وللوصول إلى هذه الاستنتاجات، قام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من 6500 طفل شاركوا في الدراسة الوطنية لدماغ المراهقين وتطورهم المعرفي (ABCD) ، وفقًا لموقع Healthday Spanish .

استخدم هذا المشروع، المدعوم من المعاهد الوطنية للصحة ، اختباراتٍ معيارية لتقييم قدرات أدمغة الأطفال على مدى عدة سنوات. وأظهرت النتائج أن 58% من الأطفال توقفوا تقريبًا عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بينما زاد 37% منهم مدة استخدامها ساعةً واحدةً يوميًا في سن الثالثة عشرة.

وبحسب البيانات التي جمعتها شبكة ABC News ، حقق ستة في المائة من المشاركين في نفس الفئة العمرية ما يصل إلى ثلاث ساعات إضافية يوميًا.

وأشار جيسون ناجاتا ، المؤلف الرئيسي للدراسة، في مجلة Healthday الإسبانية إلى أن "حتى المستويات المنخفضة من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كانت مرتبطة بنتائج معرفية أضعف".

وفي جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ، لاحظ ناجاتا أن الدماغ في مرحلة المراهقة المبكرة قد يكون حساسًا بشكل خاص للتعرض الرقمي ، لذا أوصى بالتعريف المناسب والمراقبة الدقيقة.


تحذير

حذّر الفريق من أن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي قد يُعيق الأنشطة الأساسية كالقراءة أو أداء الواجبات المدرسية. وحذر ناغاتا قائلاً: "تتميز وسائل التواصل الاجتماعي بتفاعلية عالية، وقد تُعيق الوقت المُخصص للقراءة أو أداء الواجبات المدرسية ". ورغم أن الاختلافات المُكتشفة طفيفة، إلا أن حتى الانخفاضات الطفيفة يُمكن أن تُحدث تأثيرًا تعليميًا واسع النطاق .

الاستجابات من المنصات

وفي ضوء هذه النتائج، ذكرت شبكة ABC News أن منصات مثل Instagram التابعة لشركة Meta بدأت في تنفيذ إجراءات حماية جديدة للمراهقين، بما في ذلك القيود العمرية والضوابط الأبوية الأكثر صرامة.

وبالتوازي مع ذلك، اعتمدت المدارس في الولايات المتحدة تدابير للحد من استخدام الهاتف المحمول خلال ساعات الدراسة، بهدف تقليل تعرض الطلاب لوسائل التواصل الاجتماعي وتشجيع العادات الصحية.

على الرغم من هذه التطورات، أوضحت هيلثداي الإسبانية أن الدراسة قائمة على الملاحظة، مما يحول دون إثبات وجود علاقة سببية مباشرة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وانخفاض الأداء الإدراكي. وأكد الباحثون على أهمية تفسير النتائج بحذر ومواصلة دراسة الآليات التي تربط بين المتغيرين.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: