كل مكان فى مصر كان به بؤرة لتجارة المخدرات.. و«الجدة» أكثر قضية أسعدنى إغلاقها
موضوعات مقترحة
تاجر حبوب «الهلوسة» بالمعادى قادنا إلى قضية أكبر بطلها "شخصية ثقيلة"
«عبده القماش» فى فيلم «النمر والأنثى» شخصية حقيقية
مصر من أقوى دول العالم فى «مكافحة المخدرات»
25عاماً عاشها في الظل ووسط رجال المباحث، متنكرًا في شخصيات عدة ليغوص في عالم تجارة المخدرات، كافح بكل عزيمة أباطرة وكبار عائلات تجارة المخدرات في مصر، وشارك وقاد مأموريات لمنع وصول مراكب محمّلة بأطنان المخدرات إلى أوروبا، وبعد تاريخٍ حافل بالبطولات والإنجازات، قرر أن يوظف كل القضايا التي كان رقمًا صلبًا في معادلاتها عبر «بث مباشر» لتوعية الشباب وحماية المجتمع من خطر التعاطي والإدمان وتجارة المخدرات، إنه اللواء وليد السيسي، مساعد وزير الداخلية السابق لإدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، والذي لقبه رواد التواصل الاجتماعي بـ«قناص الممنوعات والتجارة الحرام» الذي يروي لـ«الشباب» ما لم يقله من قبل في عالم «السوشيال ميديا».
من عالم مكافحة جرائم المخدرات والمباحث إلى «السوشيال ميديا» وصناعة المحتوى.. من هو اللواء وليد السيسى؟
أنا من مواليد 1967، تخرجت في كلية الشرطة دفعة 1988، وأنهيت خدمتي بوزارة الداخلية عام 2023، عملت في مديرية أمن البحيرة، ثم إدارة مكافحة المخدرات، ثم رئيس مباحث أسيوط، ثم العودة لـ«مكافحة المخدرات» والعمل بها لمدة 25 عاماً، وأنهيت خدمتي مساعداً لوزير الداخلية لإدارة مكافحة الهجرة الغير شرعية والاتجار بالبشر.
فكرة تقديم فيديوهات للتوعية بأضرار المخدرات.. من أين جاءتك؟
«عاشت الحرية» كانت البداية، وهذا الاسم له فلسفة خاصة بي، فلمدة 37 عاماً كنت أعمل بالمباحث، وضباط المباحث يُطلق عليهم «رجال الظل» لأنهم طوال الوقت متخفيين، حتى أن كثيراً من جيرانهم والدائرة المحيطة بهم لا يعلمون أنهم رجال مباحث، طوال الوقت تقيدهم أسرار العمل والتعليمات الأمنية، فبعد خروج ضباط الشرطة للمعاش يشعرون بأنهم تحرروا من قيود كثيرة، وبدأوا يعيشون بشكل طبيعي، ويعودون للانغماس وسط المجتمع، ومع إذاعة فيديوهات «عاشت الحرية» حدث أكثر من موقف دفعني للعودة إلى الحديث عن عالم مكافحة المخدرات.
ما أقوى موقف أعادك لعالم مكافحة جرائم المخدرات؟
في أحد المرات كنت أجلس عند صديق تاجر بشارع المعز، ووجدت رجلاً قادماً نحوي وسلم علي بحرارة وكأنه يعرفني منذ سنوات، وقال لي: "ألا تتذكرني" فبدأ يذكرني بنفسه، ويشكرني على أنني كنت أحد الأسباب فى أنه عدل مسار حياته من شخص واقع في عالم المخدرات إلى رجل تائب شريف لديه أسرة وأبناء ومصنع، وحكيت هذا الموقف في الفيديوهات، ووجدت أنه نال إعجاب المتابعين، فبدأت أفكر لماذا لا أحكي وأوظف تاريخي المهني في صورة قصص إنسانية من الواقع توضح وتشرح خطورة المخدرات وآثارها المُدمرة على الإنسان والمجتمع.
ومرة أخرى كنت واقفا عند بائع فاكهة ووجدت عنده شاب بعدما عرفني بنفسه واسم والده.. تذكرت أن والد هذا الشاب كان أحد أكبر تجار المخدرات في حي الباطنية، وكنت قد قبضت عليه، وذكرت الشاب بهذه الواقعة، وحكيت عنها وحصدت إعجاب الكثيرين، ومن هنا فكرت التحول من فيديوهات «عاشت الحرية» إلى فيديوهات التوعية من تجارة وتعاطي وإدمان المخدرات.
ما أصعب قضية مخدرات فى تاريخك المهنى؟
صعب نقول وصف -أصعب قضية- في عمل المكافحة، ممكن تكون هناك قضية متخيل أنك سوف تنهيها في أسرع وقت، وبأقل عدد من القوات، وتفاجأ أنك انتقلت لموضوع أكبر، على سبيل المثال في مرة كنا متوجهين بمأمورية صغيرة للقبض على شاب في المعادي يبيع «LSD» المعروف إعلامياً بعقار «الهلوسة»، هذه القضية الصغيرة قادتنا إلى فيلا أحد الأشخاص المهمين، وضبطنا بداخلها كمية مخدرات يُحاكم فيها بعقوبة الجلب.
المشهد السينمائى الشهير رجال مكافحة المخدرات يداهمون منزل شخصية مرموقة ويضبطون مخدرات بحوزته، ثم يدق جرس الهاتف لتنسحب القوات دون اتخاذ أى إجراء.. هل هذا المشهد له أصل فى الواقع؟
عملت في مكافحة المخدرات منذ سنة 1990 إلى 2023 لم يحدث طوال هذه الفترة هذا المشهد في الحقيقة، بمجرد الضبط وإخطار الإدارة انتهى الأمر، وأصبحت قضية تحقق فيها النيابة، وينظرها القضاء، مهما كانت طبيعة الشخصية أو البيت الذي دخلناه، وحدث كثيراً أن دخلنا منازل شخصيات تحسبهم " غير قابلين حتى للمس" ولكن التعليمات تأتي واضحة وصريحة.. أكمل القضية وشغلك.
هل تتذكر قضية عملت عليها وكان بطلها شخصية مرموقة؟
كثير جداً، منهم قضية رجل كان مشهوراً في حي مصر الجديدة أنه رجل البر والتقوى والعمل الخيري، وصاحب ثروة مالية ضخمة، وعندما حصلنا على معلومات أنه يتاجر في المخدرات ذهبنا ونحن معتقدون أن هذا مستحيل من سمعته الطيبة، وأن الموضوع ممكن يكون متعلقاً بقضايا الأموال العامة، لكن فوجئنا أنه تاجر مخدرات وتم القبض عليه.
وتوجد شخصية مهمة أخرى ونحن عنده جاء التوجيه من أعلى مستوى في الدولة يتم القبض عليه فوراً، قضايا المخدرات من الجرائم المُخلة بالشرف ويخشى أي شخص أو مسؤول مهما كان منصبه التوسط فيها لأحد لأنها تمس الشرف.
من أكبر تاجر مخدرات قبضت عليه؟
"ف.أ"... هذا الرجل كان من أكبر تجار الحشيش في الباطنية، وكان هناك تاجر آخر عُرض علي في مكتبي بعد أن أمضى عقوبة السجن المؤبد، وهذا كان يُطلق عليه «أسطورة التهريب».
لماذا أطلق عليه «الأسطورة»؟
لأنه أكبر تاجر حشيش ضبط بكمية داخل البلاد، ليس في مركب أو صحراء أو جلب، وجدنا عنده أطنان من الحشيش داخل البلد، وكان اسمه "س.ع".
فى الثمانينات والتسعينيات كانت هناك بؤر كبيرة وقوية لتجارة المخدرات داخل القاهرة كحى الباطنية والجيارة وعلى أطراف المدينة مثل ما سُمى بـ«مثلث الرعب» (كوم السمن والجعافرة والقشيش).. لماذا تُركت هذه المناطق حتى استفحلت؟... هل فى عصرنا هذا بؤر جديدة؟
اليوم لا توجد منطقة تقوم بأكملها على تجارة المخدرات كما كان قديماً، أو عائلات تدير عمليات تهريب وتجارة المخدرات، لكن طبعاً هناك بعض عمليات التجارة تتم في الحواري والشوارع الصغيرة ببعض الأحياء العشوائية، وأتحدى أن يقول أحد إن هناك مناطق لتجارة المخدرات الآن الداخلية لا تدخلها.
لكن في الثمانينات والتسعينات كان لدينا مناطق وعائلات بالكامل تعمل في تجارة المخدرات، هذه الفترة كانت مصر تعيش مرحلة انتقالية من عهد إلى آخر، من عصر الرئيس السادات إلى حكم الرئيس مبارك، وشيء طبيعي بمراحل الانتقال السياسي في الأوطان تكون هناك ملفات أكبر وأخطر الدولة تركز عليها، وهناك قائمة بترتيب الأولويات، فلم توجد محافظة في مصر لم يكن بها بؤرة لتجارة المخدرات، لكن مع منتصف التسعينات بدأ القضاء على كل هذا.
اللواء وليد السيسي مع الصحفى محمد المراكبي
تجارة المخدرات فى مصر كانت بها عائلات تحكمها مثل عائلة (أ.ن) فى الباطنية و(ك.ت) فى الجيارة.. هل نسل هذه العائلات لازال مستمرا على نهج الآباء والأجداد؟.. هل يتم وضعهم تحت المراقبة طوال العُمر؟
طبعاً يظل الجيل المؤسس أو (الأجداد)، والجيل الثاني (الآباء) تحت المتابعة المستمرة فترة كبيرة، لكن مع الجيل الثالث (الأبناء) يكون الأمر انتهى، وأصبحت عائلة عادية تماماً يعمل أبناؤها في مهن محترمة شريفة.
شخصيات تاجر المخدرات التى قدمتها السينما والدراما الشهيرة كشخصية عبده القماش فى فيلم «النمر والأنثى» للزعيم عادل إمام.. هل حقيقية؟
على ذكر شخصية عبده القماش هذه الشخصية حقيقية، وقابلت هذا النموذج في فترة خدمتي، الأخ الكبير الذي يدير هو وأشقاؤه تجارة المخدرات، وصفقة المخدرات أو (المصلحة) كما كانت تسمى بالفيلم تأتي باسمه من أحد الدول المُطلة معنا على ساحل البحر المتوسط، وهو يتولى توزيعها داخل البلد على كبار التجار، وكبار التجار يوزعون على تجار التجزئة، وتتداول المخدرات حتى تصل إلى «الديلر».
مصر طول عمرها دولة معبر للمخدرات وسوق استهلاكى ورغم ذلك لم تنجح عمليات التصنيع فى مصر.. ما السر؟
أولاً القانون المصري رادع بقوة لعمليات تصنيع وإنتاج المخدرات، فالعقوبة هنا إعدام، ومحاولات التصنيع التي تمت في مصر جميعها فاشلة، وكانت تكتشف فوراً، لدرجة أن سوق المخدرات العالمي يسخر من عمليات تصنيع المخدرات المصرية ويقول: "هذا القرص مصنوع تحت بئر السلم.. مش بتاع بره"، وطبعاً هذه السخرية نحمد الله عليها ونعتبرها نجاح لرجال مكافحة المخدرات.
النظرية التى تقول إنه فى الوقت الذى ضبطت فيه شحنة مخدرات تكون هناك 10 شحنات دخلت البلاد.. ما مدى صحة هذه الافتراضية؟
هذه النظرية دولياً معترف بها، لكن الواقع يقول إن جميع أنواع المخدرات الموجودة في السوق حتى الحشيش مغشوش ومخلوط بمواد أخرى بعضها يسبب الوفاة في الحال، وتصل عملية التخليط إلى وضع سُم فئران، خلط المخدرات دليل على نجاح أجهزة المكافحة، لأن هذا يقول إن دول التصنيع لا يأتيك منها الكميات التي تكفي السوق، فبالتالي تجار المخدرات يخلطون الكميات "البيور" التي في حوزتهم بمواد أخرى ليضاعفوا الكمية.
فى عهد وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى انتشرت مقولة نسبت إليه "إذا وجدت سيجارة حشيش فى مصر فأنا الذى قمت ببيعها" وفعلاً اختفى الحشيش، هل هذا كان نتيجة جهود مكافحة المخدرات أم تعطيش السوق من قبل التجار؟
لا يمكن لدولة بحجم وحضارة مصر أن تكون قادرة على القضاء على تجارة المخدرات بشكل نهائي ولا تفعل، فجهاز مكافحة المخدرات اسمه «مكافحة» وليس «القضاء»، ما حدث في هذه الواقعة أن هناك دولتين لإنتاج الحشيش بجوارك شرقاً وغرباً حدثت عندهم ظروف سياسية، وهو ما قلل إنتاج الحشيش لديهما، وبدأ الإنتاج يتوجه إلى السوق الأوروبية، بالإضافة إلى وجود دولة ثالثة في المنتصف حدث فيها اعتداء على قوة عسكرية في أثناء نقل كمية كبيرة من الحشيش، فهذه الدولة ضربت الشريان الرئيسي الذي ينتقل من خلاله الحشيش إلى مصر، فبعد أن كانت تحمل 20 عربية دفع رباعي بالحشيش في أفريقيا وينتقل إلى مصر، هذا الخط ضُرب في 2010، وانعكس هذا على ارتفاع سعر الحشيش بالسوق المصرية، وبعدها اختفى تماماً، فلا توجد دولة في العالم خالية من المخدرات، فأمريكا بلد التكنولوجيا، المخدرات تملأ ولاياتها، فالآيس يغرق السوق الأمريكية منذ 20 عاماً.
إدارة مكافحة المخدرات المصرية تتمتع بسمة طيبة جداً عالمياً وكثير من قيادتها بعد بلوغهم سن التقاعد يستعان بهم فى الأمم المتحدة كخبراء مكافحة المخدرات ما السبب؟
هذه حقيقة، ففي الخارج يحترمون جداً الاحترافية المصرية، حتى اليوم يرسلون لنا دعم وسلاح خاص لإعجابهم الشديد بنا، ومصر محترمة جداً في تعهداتها الدولية، وأذكر أننا في إحدى السنوات أخطرنا دولة أوروبية أن هناك مركبا تحمل هيروين وفي طريقها إليها، وإننا سوف نقوم بضبطها، وبالفعل قبضنا على المركب في خليج السويس، لا تتخيل حجم الإشادة وبرقيات الشكر التي تلقتها مصر من الدول الأوروبية، وفي إحدى زياراتي لإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية فوجئت بتقرير مكافحة المخدرات مصرية السنوي معروض في بهو الإدارة هناك، وعندما سألت عن السبب قالوا لي: "أنتم جهاز مكافحة محترم جداً رغم أن إمكانياتكم التي لا تقارن بدول كبرى أخرى".
كل فترة تظهر أنواع جديدة من المخدرات بجانب الأصناف التقليدية فى السوق المصرى (الحشيش والأفيون والهيروين) ما السبب؟
الآن يوجد «الشابو»، «الآيس»، «البودر»، «الفودو»، «الأستروكس»، وقبلهم كانت الطوابع والبانجو، ظهور الأنواع الجديدة هذا طبيعي، لكن الخطورة في أنك تفتح لهذه الأنواع الباب، ولا تكون ملتفتا لها، خاصة إذا لاقت ترحيبا من المزاج العام للمتعاطين، فهناك ناس تجرب المخدرات لمجرد أنها سمعت عنها فقط من باب الفضول.
المتعاطون والمدمنون يروجون أن مخدر الحشيش لا يمكن إدمانه؟
هذا كلام عارٍ من الصحة، كان من الممكن أن يكون صحيحاً حتى فترة الستينيات من القرن الماضي، عندما كان يأتي من دول التصنيع مباشرة، أما الآن فكل مخدر الحشيش في مصر يتم خلطه بالمورفين، يعني بعد فترة وجيزة يتحول متعاطي الحشيش لمدمن، وإدمانه نفسي وجسدي.
من أكثر تاجر مخدرات سعدت أنك قبضت عليه؟
وردت معلومات إلى إدارة مكافحة المخدرات أن هناك طفلاً يبيع الهيروين في شارع قصر العيني، تحركنا وأعددنا له كميناً وقبضنا عليه، خلال مناقشته تبين أن المخدرات التي يبيعها ملك جدته، وعندما ذكر اسمها تذكرتها، فتلك السيدة المرأة العجوز كنت قبلها بسنوات عديدة وأنا برتبة نقيب صغير حاولت الإيقاع بها، ولم أنجح، كانت أسطورة في عالم تجارة المخدرات، تحركنا نحو موقعها، وكان لقاء يشبه مشاهد الأكشن في السينما، فأول ما شاهدتني قالت لي: "الولد اتمسك ..أحسست بهذا وهو يكلمني في التليفون".. ثم قالت لي: "ليس لي علاقة"، بعد حوار طويل بيننا قالت لي: "لا... أوعى تقول وأنا في عمري هذا سيتم القبض علي في قضية مخدرات"، بعد القبض عليها كانت الفرحة محلقة بي في السماء.
الأعمال الفنية التى تناولت تعاطى المخدرات كانت تُصدر صورة أن مخدر الهيروين هو (كيف الأثرياء) الآن هو يباع فى المناطق العشوائية.. فما السر؟
الهيروين أول ما ظهر في مصر كان سنة 1988 في مدينة الإسكندرية، والجرام منه يُباع بـ400 جنيه، وهذا السعر كان حينها غاليا ومبالغا فيه خاصة عندما يقارن بأنواع المخدرات الموجودة (الحشيش والأفيون)، ولا يقدر عليه غير أبناء الطبقة الثرية، أما الآن تشعر أنه شعبي لأن سعر الجرام منه كما هو، ويقارن بمخدر مثل الكوكايين سعر جرامه 3 آلاف ونصف، و«الآيس» وصل جرامه إلى 4 آلاف جنيه.
وما أكبر قضية رأى عام عملت عليها؟
بؤرة «السحر والجمال» التي كانت على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوي، فهناك تكون عصبات كبيرة وعديدة وبحوزتهم أسلحة ثقيلة، هذه القضية عملنا عليها 3 سنوات إلى أن جاءت ساعة الصفر، وتحركنا وقضينا عليهم تماماً، وكانت ملحمة أمنية بكل ما تحمله الكلمة من معني، تضافرت فيها جهود جميع أجهزة وزارة الداخلية، وفي مقدمتهم إدارة مكافحة المخدرات.
ما القضية التى لم تغلقها؟
هناك أسماء كثيرة وعدتهم بأنني سوف أقبض عليهم، ولكن الزمن لم يسعفني.