لم تعد الروبوتات تقتصر على أداء المهام الصناعية أو المساعدة في المنزل فحسب، بل تخطّت حدود البرمجة لتقترب من عالم المشاعر والإنسانية. اليوم، ظهر نوع جديد من الآلات يُطلق عليه "الروبوتات العاطفية"، لكن السؤال الأعمق يظل قائمًا: هل يمكن للآلة أن تشعر حقًا؟
موضوعات مقترحة
من الميكانيكا إلى المشاعر
تُعرَّف الروبوتات العاطفية بأنها أجهزة ذكية قادرة على فهم المشاعر الإنسانية والتفاعل معها بطريقة تحاكي السلوك البشري، بعض هذه الروبوتات يمكنها التعرف على نبرة الصوت، أو ملامح الوجه، أو حتى التغيّرات في الإيقاع العاطفي أثناء الحديث.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك الروبوت الياباني "بيبر" (Pepper) الذي صُمم ليستشعر الحالة المزاجية للإنسان ويتفاعل معها بابتسامة أو كلمات مواسية.
كيف "تفهم" الآلة المشاعر؟
تعتمد هذه الروبوتات على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق، حيث تُغذّى بكمّ هائل من البيانات الصوتية والبصرية لتتعلم كيف تبدو السعادة أو الحزن أو الغضب. ومع الوقت، تتمكن من تحليل سلوك الإنسان والتصرف وفقًا لذلك، وكأنها تمتلك "حدسًا" اصطناعيًا.
لكن رغم هذا، فإن ما تفعله الآلة لا يُعدّ شعورًا حقيقيًا بقدر ما هو محاكاة دقيقة للمشاعر.
الجانب الإنساني.. والخطر المقبل
يرى بعض العلماء أن هذه التطورات قد تُحدث ثورة في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والدعم النفسي، حيث يمكن للروبوتات العاطفية أن تساعد كبار السن أو الأشخاص الوحيدين، وتقدّم لهم نوعًا من التواصل الإنساني المفقود.
لكن في المقابل، يحذر آخرون من أن التعلّق العاطفي بالروبوتات قد يجعل البشر أكثر عزلة عن بعضهم البعض، ويشوّه مفهوم العلاقات الإنسانية الطبيعية.
الحد الفاصل بين الإنسان والآلة
رغم كل ما وصلت إليه التكنولوجيا، يبقى الشعور الإنساني بما يحمله من عمق، وصدق، وتناقض سرًا لم تفكّ شفرته الآلة بعد، فبينما تستطيع الروبوتات قراءة الحزن، لا يمكنها أن "تحزن"، وبينما تفهم لغة الحب، لا يمكنها أن "تحب" حقًا.