لا شك أن نجاح حسام حسن في قيادة سفينة المنتخب الوطني، سواء بالتأهل لأمم إفريقيا بالمغرب، أو التأهل لكأس العالم العام المقبل في ضيافة أمريكا وكندا والمكسيك، يُعدُّ انتصارًا للمدرب الوطني الذي يعاني في السنوات الأخيرة بشكل لافت للنظر، وخطوة على طريق إعادة الثقة، منذ حقبة حسن شحاتة الذي قاد الفراعنة لسيادة القارة السمراء، وحكمها بيدٍ من حديد، وفرض هيمنته عليها لثلاث بطولات أكثر من رائعة، أبدع خلالها الفراعنة، وقدموا ثلاث نسخ أرعبت القارة السمراء، واستحق وقتها منتخب الساجدين أن ينال الإشادة والثناء.
ومن قبل المعلم حسن شحاتة -شفاه الله وأعاده إلى أسرته سالمًا- كانت حقبة الجنرال محمود الجوهري، التي كانت في غاية الأهمية بإعادة الروح الوطنية للفراعنة، والتخلص من عنصرية الألوان والعصبية الزائفة، وعاش مع الجماهير مشاعر متناقضة، بين فرحة هستيرية عند التأهل لمونديال 90 بعد نصف قرن، وهتافات في المدرجات تطالب برحيله بعد سداسية اليونان، ثم العودة من باب بوركينا فاسو 1998، وتحقيق أمم إفريقيا بعد 12 سنة في واحدة من أروع إنجازات الجوهري، بعد تصريحه الشهير عند السفر إلى بوركينا: "سنلعب على المركز الـ13"، وكانت المفاجأة هي العودة بالكأس من معقل الخيول غير المروضة. وبعد جولة إخفاق للمدربين الأجانب بدءًا من برادلي ومرورًا بأجيري ونهاية بفيتوريا، جاء حسام حسن ليُعيد للمنتخب الوطني جزءًا من هيبته، ويقود الفراعنة في وقت عصيب، ولكن كان التوفيق حليفه، ونجح بامتياز في تصدُّر تصفيات أمم إفريقيا المؤهلة إلى المغرب دون خسارة، ونفس الأمر في تصفيات كأس العالم 2026.
يستحق حسام حسن وجهازه المعاون الدعم والمساندة دون بث شائعات عبر السوشيال ميديا ونميمة المجالس بأن أمم إفريقيا بالمغرب الرهان الأخير لاستمراره مع المنتخب. لا أجد مبررًا لهذه الحملة مع مدرب لم يتذوَّق فريقه الخسارة، وقدَّم مستويات جيدة، مع الاعتراف بأن المنتخب لم يقدم المستوى المطلوب، ولكن كانت إرهاصات بقرب عودة شخصية الفراعنة، والفرصة مواتية أمام حسام وجهازه للرد على المشككين في معقل الأسود، شريطة أن يُخلص الجميع النوايا، وعلى حسام حسن أن يركِّز بعيدًا عن القيل والقال، ويقدِّم نفسه بالصورة المطلوبة، لِما يملكه من تاريخ كبير ومهاجم فَذّ في تاريخ الفراعنة وناديي الأهلي والزمالك والعديد من الأندية. حريٌّ بحسام حسن ألّا يشغل نفسه إلا بتقديم النسخة الأخرى له كمدرب كبير، يعبِّر بها عن نفسه في أمم إفريقيا، وأن الفراعنة قادمون من أجل اللقب، لذا وجَب التحضير والاستعداد مع العديد من المدارس المختلفة قبل البطولة.
على النقيض، أصابت تصريحات أسامة نبيه، مدرب منتخب الشباب، الذي تعرَّض للإخفاق في مونديال تشيلي، الشارع الرياضي بحالة من الغليان، بعدما رفض المدرب الاعتراف بفشله في قيادة منتخب الشباب مع فِرَق من التصنيفين الثالث والرابع، وجاءت كلماته صادمة للشارع الرياضي، وكشفت عن عقلية متناقضة مع نفسها، وعن خيبة أمل كبيرة، عندما قال إنه مدرب مونديالي، وسبق أن قاد الفراعنة لمونديال روسيا، في حين أنه نَسِيَ أو تناسى أن الفراعنة احتلوا المركز قبل الأخير قبل بنما بهزيمتين من روسيا والسعودية وتعادل مع أوروغواي، وبلغت عبقرية أسامة نبيه في الدفاع عن نفسه، وليبرر الفشل بأنه احتفظ بأفضل اللاعبين للدور الثاني للدفع بهم، وهل أنت ضمنت التأهل من قبل؟! أي منطق وأي تفكير؟ ثم يعترف بأنه لا يمكن الفوز على اليابان المرعب ونيوزيلندا الخطير، ثم فاز على أصحاب الأرض، وإذا كان هذا هو حالك وتفكيرك فماذا عن اللاعبين؟ أي عقلية تلك! لا أجد مبررًا واحدًا لاختياره مدربًا سوى أنه صاحب هاني أبوريدة، بمعنى أدق من "شِلّته". المغرب تفوز على إسبانيا والبرازيل، وأسامة نبيه يقول إن اليابان ونيوزيلندا مرعبان.