أسرة "الفولي" تروي تفاصيل الهجوم المرعب عليه في شبرا الخيمة| فيديو

15-10-2025 | 22:27
أسرة  الفولي  تروي تفاصيل الهجوم المرعب عليه في شبرا الخيمة| فيديوالمجني عليه
فاطمة محمود

كعادتها كل ليلة، كان الهدوء يسيطر على منطقة أبو الهنا في شبرا الخيمة، في الساعات الأولى من يوم الخميس الماضي، قبل أن يشق هذا السكون أصوات مرعبة ومشاجرة حامية وكأن المنطقة تحولت لساحة حرب، انتهت بمقتل شاب في العشرينات من عمره على يد مجموعة من البلطجية.

موضوعات مقترحة

أثار مقتل الشاب محمد محمود الشهير بـ"الفولي"، البالغ من العمر 29 عامًا، والذي كان يعمل في ورشة ميكانيكا صباحًا، ويقود توك توك في المساء لمساعدة أسرته وتحسين دخله، غضبا وحزنا كبيرا بين الأهالي، بعدما تعرض لهجوم من نحو 30 شخصا، اعتدوا عليه بالأسلحة البيضاء ولم يتركوه إلا جثة هامدة. 

اعتداء جماعي وخطف في منتصف الليل

وبحسب روايات الأهالي، فقد اعترض طريقه أكثر من ثلاثين شخصًا، واعتدوا عليه بالضرب المبرح، ثم خطفوه داخل التوك توك وسط حالة من الرعب عاشها الأهالي بعد تهديداتهم بالأسلحة البيضاء لأي شخص يحاول التدخل وإنقاذ الشاب.

أسرة الفولي
 

وبعد ساعات، عثر على جثمان محمد في أحد الشوارع الجانبية، مصابًا بعدة طعنات متفرقة في أنحاء جسده، وأكد تقرير الطب الشرعي أن الوفاة جاءت نتيجة جروح نافذة بالصدر والبطن.

شهادة شقيقته

قالت فاطمة محمود رجب، شقيقة المجني عليه، وهي تغالب دموعها لـ "بوابة الأهرام" إن شقيقها كان معروفًا بأخلاقه الطيبة وسعيه وراء لقمة العيش، مضيفة: "محمد كان بيشتغل من الصبح في الورشة، وبالليل بيركب التوك توك عشان يحسن دخله، حلمه بسيط.. يخطب ويتجوز ويعيش زي أي شاب، لكنهم حرمونا منه، الإعدام قليل عليهم".

أسرة الفولي

جدة الضحية: "كان ابني اللي ما جاش من بطني"

وفي شهادة مؤثرة، تحدثت جدته عن حفيدها قائله: "محمد كان شاب في حاله، عمره ما مد إيده لحد، كان مكافح من يومه. رجع من الجيش بشهادته المشرفة، وقعد يشتغل على التوك توك ويجيب رزقه بالحلال. ماكنش بياخد من حد، بالعكس، كان دايمًا بيدي الغريب والقريب".

أسرة الفولي

وأضافت: "أنا ربيته من وهو صغير، كان بيقولي يا ستي، وبيطبطب عليّ. اعتبرته ابني اللي ما جاش من بطني، وكان أحسن من عيالي. اللي حصل له ما يرضيش ربنا، وحقه لازم يرجع، وحسبنا الله ونعم الوكيل".

“ابني مات وهو بيكافح بالحلال"

بصوت يغلب عليه الحزن والانكسار، روى محمود رجب الفولي، والد المجني عليه، تفاصيل الساعات الأخيرة قبل علمه بالحادث، قائلًا إن ابنه كان دائم السعي لمساعدة أسرته وتحمل المسؤولية رغم صعوبة الظروف.

أسرة الفولي

وأضاف: "محمد كان بيشتغل عشان يساعدني على مصاريف البيت وجهاز أخواته البنات، أنا راجل بسيط شغال غفير على قد حالي، وهو كان بيقولّي دايمًا: متشيلش هم يا بابا، أنا معاك".

ويتابع الأب والدموع تملأ عينيه: "فوجئت باتصال من أخوه بيقولي (محمد اتقتل).. حسّيت إن الدنيا وقفت. جريت على المستشفى لقيته في التلاجة، ما كنتش مصدق اللي بشوفه".

ويضيف بحرقة: "ابني كان بيجيب رزقه بالحلال، لا بيأذي حد ولا ليه عداوات، كل طموحه إنه يعيش زي أي شاب. الناس دي ليه قتلوه؟ ليه يحرموني من ابني اللي كان سندي وسند أخواته؟"

وطالب والد الضحية بسرعة القصاص من المتهمين، مؤكدًا أن الحي بأكمله يعرف أخلاق ابنه، قائلاً: "كل شبرا الخيمة تشهد إن محمد ماعملش حاجة وحشة في حياته. حقي وحق ابني في رقبة العدالة، وحقه لازم يرجع".

"30 بلطجي و4 ستات هجموا عليه قدام الناس"

قال أحد جيران المجني عليه، وأحد شهود العيان على الواقعة، إن الحادث وقع في نحو الساعة الثالثة فجرًا، حين كان يجلس مع عدد من الأهالي أمام الجراج القريب من مكان الحادث.

"محمد جارنا، وكل المنطقة تعرفه، كان بيستغيث وبيقول (الحقوني.. هياخدوا مني التوك توك)، لكن محدش قدر يقرب. كان في حوالي 30 شخصا معاهم أسلحة، ومعاهم كمان أربع ستات، وكلهم بلطجية، بيشتموا وبيهددوا الناس بالسلاح."

وأضاف الشاهد أن المعتدين استخدموا أسلحة بيضاء مختلفة أثناء الاعتداء: "في اللي ماسك سنجة، واللي ماسك كتر، واللي معاه كازلك، واللي شايل ماسورة حديد. ضربوه وهو لوحده، وكانوا حواليه من كل ناحية. حتى واحدة ست منهم داست على رقبته وهو بيحاول يقوم."

وأوضح أن الضحية لم يكن معروفًا بأي سلوك سيئ، قائلاً: "محمد كان طيب وهادي، عمره ما دخل في مشاكل، والناس كلها في الحي كانت بتحبه. لو كان فعلاً عمل حاجة، محدش من المنطقة كان راح جنازته، بس الناس كلها راحت ووقفوا مع أبوه، لأنه شاب محترم وبيكافح عشان يعيش".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: