فى تاريخ مصر لحظات عظيمة يصنعها أولادها بدمائهم، أبطال آمنوا بحرية وطنهم وأرضهم، وبطلنا هو نسر السماء الشهيد الطيار عاطف السادات.
وُلد عاطف السادات في 13 مارس عام 1948م في قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، وهى نفس القرية التى وُلد بها شقيقه الاكبر الرئيس "محمد أنور السادات"، وكان عاطف منذ صغره يعشق الحياة العسكرية، ويحلم أن يكون طيارًا وتحقق حلمه عندما تخرج من الكلية الجوية سنة 1966م.
الشهيد عاطف السادات
عُرف عاطف بين زملائه بالجدية والشجاعة والتزامه بحضور التدريبات، لدرجة انه لم يغب عنها ولا مرة طوال فترة خدمته.
سافر عاطف الاتحاد السوفيتى لمدة عامين ضمن برنامج تدريبى على المقاتلات، وشارك فى طلعات جوية فى حرب الاستنزاف، وكان يرى أن هذه الطلعات تدريب لليوم الكبير، للمعركة التى وهب لها حياته كان عاطف شديد الذكاء ويتمتع بروح معنوية عالية وحب كبير لوطنه، وكان دائمًا يُردد "لابد من معركة جديدة ليري العالم قدرة المقاتل المصري وكفاءته"، كما كان حريصًا على زرع الأمل فى قلوب كل زملائه.
الشهيد عاطف السادات
وفى يوم 6 اكتوبر 1973م، ومع اقتراب ساعة الصفر، بدأ قائد لواء القاذفات المقاتلة يشرح للطيارين خطة المعركة والأهداف المطلوب قصفها وتدميرها بكل دقة.
كان عاطف السادات ضمن قائمة الموجة الثانية للضربة التى خُطط لها ضرب أهداف جديدة للعدو في عُمق سيناء، ولكن أمام إصراره وحماسه الشديد تم نقل اسمه ضمن قائمة الطلعة الأولى التى تم التخطيط لها بقوة 220 طائرة لتنفيذ الضربة المفاجئة.
كانت الفرحة تغمر قلوبهم أخيرًا، لقد أتى اليوم ليأخذوا بثأرهم ويستردوا كرامتهم وأرضهم المسلوبة.
الشهيد عاطف السادات
وانطلق البطل وعبر قناة السويس علي ارتفاع منخفض حتى يتفادى شبكات الرادار ووسائل الإنذار بعدما تم تكليفه بتدمير بطاريات الصواريخ المكلفة بحماية مطار المليز، وبعد ما نجح فى اصابة الهدف بدأ يأخذ دورات أخرى حتى يتأكد من إصابة جميع الأهداف، ويؤمن سير المعركة من اى هجوم محتمل، ولكن يشاء الله وتُصاب الطائرة، ويُستشهد البطل عاطف السادات الذى كانت آخر كلماته لرفاقه قبل الانطلاق أن يذكروا الله ويرددوا "وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى".
عاطف الأخ الاصغر للرئيس أنور السادات الذى اعتبره ابنًا من ابنائه، وعندما علم باستشهاده قال:"كلهم ولادي.. كل اللى بيستشهدوا ولادي".
رحل الشهيد عاطف السادات، لكن قصته ستظل فى وجداننا تذكرنا أن النصر لا يُهدى ولكن ينتزع بدماء الأبطال، وفى كل ذكرى ليوم السادس من أكتوبر سنرفع رأسنا بكل فخر أن أرضنا أنجبت رجالاً لا يعرفون الخوف.. رجال مثل عاطف السادات.
الشهيد عاطف السادات