تباينت آراء روائيات عربيات حوّل تناول التاريخ من زواية أدبية وذلك في جلسة ضمن جلسات ملتقي السرد بالكويت أداراها المترجم عبد الوهاب سليمان .
موضوعات مقترحة
أكدت الروائية التونسية أميرة غنيم أن الرواية ليست مهمتها نقل الواقع التاريخي وانما تخييله
وبالتالي لا يمكن أن تصبح وثيقة.
وذكرت أن الرواية ليست دايما صوت من لا صوت لهم، لأن من يفعلون ذلك يمنحون أنفسهم حق التعبير عمن لا صوت لهم.
وأشارت إلى أن اهتمام الرواية بالمهمشين يأتي بغرض توفير الشروط الضرورية ليصبح صوت هؤلاء مسموعا.
واوضحت الروائية التونسية أن الرواية ليس من بين مهامها العثور على حلول لحل مشكلات اجتماعية.
وذكرت أن ميزة الرواية كونها تعطينا صورة عن أنفسنا وأن تسمح لنا بالتعاطف مع الأبطال الذين لا نعرفهم بسبب المشترك الإنساني.
وأشارت غنيم إلى أن هناك مدونات تاريخيّة تخطت الطابع الرسمي.
ومن جهتها، قالت الروائية الليبية عائشة إبراهيم أن الرواية يمكن تكون وثيقة مكملة، إذا أعادت صياغة الواقع من منظور إنساني وتضئ الجوانب المعتمة التي أهملها التاريخ.
وذكرت إبراهيم أن الوقائع التاريخية تمت كتاباتها واستهلاكها في سرديات كثيرة حول التدوينات التاريخيّة وهي تغطي مراحل الجهاد الوطني لكن مهمة الروائي مختلفة الالتفات لهؤلاء الذين تم تهميشهم وإغفال رواياتهم .
واعترفت إبراهيم بأن المرأة العربية مهمشة، والتهميش يتيح لها فرصة التقاط ما هو مهمل بطريقة أكثر حساسية ومن ثم فإن مهمة تعبيرها عن هذه التفاصيل يمنحها القوة والتفرد وضربت مثالا بما كتبته رضوى عاشور في "ثلاثية غرناطة" أو التركية أليف شافاق في روايتها "الفتى والمعلم "
وأكدت الروائية العمانية ليلي عبد الله أن مصطلح الوثيقة التاريخية تعبير عن التاريخ الرسمي في حين الرواية تهتم أكثر بما يسمى "تسريد التاريخ " للانتباه إلى قضايا الواقع المسكوت عنه .
ونوهت إلى أن تجربة امين معلوف في روايته ليون إفريقي تعد مثالا للرواية التاريخية من حيث قدرتها على إثارة اهتمام القارىء حول واقعه .
وأكدت عبد الله أنها تؤمن بمقولة صنع الله ابراهيم التي ذكر فيها أن الروائي هو المؤرخ الحقيقي موضحة أن الروائي منحاز للشخصية المهمشة لانها تسمح له بالتخييل وتحرره من مهمة التاريخ.
وأشارت العمانية ليلى عبد الله إلى أن ما كتبه الروائي الإيطالي أمبرتو إيكو في روايته اسم الوردة التي اعتمدت على التخيل وسمح لي بالوقوف على جوانب لا نعرفها عن القرون الوسطى.
وأكدت أن أهمية الرواية التاريخية مستمدة من سلطة المعرفة التي تمنحها للقارئ وتسمح باتساع العالم.