اكد الناقد السعودي الدكتور عبد الله العقيبي، ان الرواية فن يحتاج إلى صبر طويل وعقلية بحثية قادرة على تحمّل مشقة العمل الممتد، وإعادة القراءة، والتقاطع مع الواقع.
موضوعات مقترحة
تحدث العقيبي خلال محاضرة ألقاها اليوم الاثنين ضمن جلسات ملتقي السرد الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بالكويت عما اسماه ب "الرواية القدرية" التي تهيمن على الإنتاج الروائي العربي في الوقت الحالي، وقال ان الرواية ليست مجرد حكاية طويلة تُروى، بل هي جهازٌ حداثيّ لامتحان «الحقيقة».
عاد العقيبي إلى التاريخ مؤكدا ان الرواية العربية ولدت تحت ضوءٍ أجنبيٍّ ساطع؛ افتتانًا بأدوات الغرب وتقنياته، لكنها نادرًا ما تُمسك بالمحرّك العميق الذي جعل الرواية الغربية ما هي عليه
وأكد أن الرواية العربية لم تنتج إلى الآن رواية تتجاوز الرواية القدرية لانها لم تنفتح على سؤال دنيوي وعدد صور الخضوع للقدرية في الكتابة من خلال التواطؤ السردي لجعل الميتافيزيقي خلفيةً صامتة، كي تتقدّم الأسئلة التاريخية والمعرفية والحقوقية
ولفت ان كثيرا من الروايات وليدة انفعال ولم تصل إلى مرحلة الاختيار، مشيرًا إلى أن المشهد الروائي العربي يندر فيه الروايات التي تطرح اسئلة على العالم.
ذكر أن هناك روايات مصرية مثل "ماكيت القاهرة" لطارق امام او "اخضاع الكلب "لأحمد الفخراني و"غرفة العنكبوت" لمحمد عبد النبي سعت إلى مساءلة واقعها وإعادة تركيبه
واكد العقيبي ان كثير من الشعراء وكتاب القصة القصيرة فشلوا في الانتقال إلى الرواية، مثل بورخيس، بينما كان الروائيون الأكثر قدرة على الصبر والبحث هم الأقدر على إنجاز النصوص الطويلة والمتماسكة في الوقت نفسه.
قال إن الخطر الحقيقي على الرواية العربية لا يأتي من السلطة وإنما من الاستهلاك أو الاستعراض.
تناول العقيبي الحاجة إلى حماية الادب من صور التسليع بإخضاعها للمساءلة النقدية من خلال سياسات الادب او ما قال إنهم حراس البوابة من يتولون الدفاع السري عن الأدب من خلال النخبوية التي تستهدف حماية الأدب، مضيفًا أن هناك اهتمام هوسي بالرواية كنوع ادبي ساهم النقاد في تأكيده.
وانطلقت امس فعاليات ملتقي السرد الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب في الكويت على مدي ثلاثة ايام للبحث في قضايا التلقي
ناقد سعودي