الشهيد محمد زرد.. كيف قاد جنوده للسيطرة على أحصن نقاط خط بارليف؟

12-10-2025 | 22:18
الشهيد محمد زرد كيف قاد جنوده للسيطرة على أحصن نقاط خط بارليف؟ الشهيد البطل محمد زرد
سها الجوهرى

عندما تدق طبول الحرب ويُنادَى الوطن تجد دائما فى الصفوف الأولى أعظم الرجال، ابطال كتبوا بدمائهم اساطير حية فى تاريخ لا ينسى وكان منهم الشهيد محمد زرد الذى ضحى بحياته حتى تعيش مصر بعزة ونصر.

وُلد محمد زرد فى 31 أكتوبر 1943م بمحافظة الغربية، التحق بالكلية الحربية وأثبت تفوقه ومهارته، وتخرج سنة 1966م، ثم ألتحق بالوحدات المصرية فى اليمن، ومكث هناك عام  وعاد إلى مصر بعد إصابته فى ساقه، وبسببها صدر قرار من اللجنة الطبية بإبعاده من تشكيلات القوات المسلحة، وانتقل إلى التدريس بمدرسة المشاة وأدى دوره فيها على أكمل وجه، ولكن رغبته القوية فى التواجد على الخطوط الأمامية لجبهة القتال جعلته يسعى بجدية لعلاج ساقه، وبالإرادة والعزيمة والإصرار استطاع تحقيق حلمه وقدم التماس بالعودة للتشكيلات القتالية، وفعلا رجع مرة أخرى وانضم لوحدات المشاة التابعة للجيش الثالث الميدانى في الجبهة على حافة قناة السويس مباشرة أمام النقطة الإسرائيلية 149.

وفى يوم 6 أكتوبر 1973 كلفت القيادة المصرية كتيبة الشهيد محمد زرد بتنفيذ عملية تدمير واقتحام النقطة الحصينة 149، والتى كانت هدفًا أساسيًا لعملياته فى حرب الاستنزاف. 

وبدأت المعركة واخذت الكتيبة فى اقتناص دبابات العدو واستمروا فى قتال شرس لمدة ثلاث أيام، بعدها ألح زرد على قادته ان يقتحم الحصن بمفرده، وبالفعل تقدم زرد ومعه قنبلتين ومسدس 9 ملى ونجح فى الوصول وألقى القنابل داخل دشم العدو، لكن أصابته دفعة رشاش كاملة تسببت فى ثقب كبير فى جدار بطنه لدرجة أنه كان يضغط على أحشاءه بكف يده فى محاولة منه لإرجاعها مكانها، وبرغم كل شيء نادى البطل بكل ما تبقى له من قوة على جنوده يقول لهم:"عدوا من فوقى أطلعوا لفوق كملوا عملكم طهروا النقطة" وانطلق جنوده يقاتلون بكل شجاعة وسيطروا على النقطة الحصينة 149، ورُفع علم مصر يرفرف بحرية بفضل أبناءها الأبطال. 

تم نقل البطل الشهيد محمد زرد إلى مستشفى السويس، وحاول الأطباء كل ما فى وسعهم لإنفاذه، لكن أتى امر الله وفاضت روحه الكريمة إلى بارئها.

رحل البطل محمد زرد بجسده لكن صدى بطولاته مازال يتردّد في سماء الوطن، رحل بعد ما علمنا أن الأرض تحمى بدماء رجالها الأوفياء، وسيظل اسمه محفورًا في قلوب المصريون رمزًا للفداء وصوتًا يهمس للأجيال القادمة بأن تحافظ على الوطن.

محمد زرد حى في وجدان مصر شعلة ونبراس وعلمًا يرفرف في سماء البطولة والكرامة.

كلمات البحث