"البعبع" الصيني!!

12-10-2025 | 14:27

لا شك أن السيارات الكهربائية وغزوها للسوق المحلية في مصر أصبحت واقعًا، والدليل على هذا معدل ارتفاع الأرقام الخاصة بتراخيص السيارات.

الأرقام تؤكد أن الارتفاع متزايد شهرًا بعد شهر. فمثلًا، أحدث الأرقام تؤكد أن شهر يوليو كان عدد السيارات الكهربائية 814 سيارة، وفي شهر أغسطس أصبحت 825 سيارة، أما في شهر سبتمبر 1324 سيارة. هذا يعني زيادة بلغت 60% في عدد السيارات التي تم ترخيصها - من المعروف أن الأرقام المعترف بها لقياس نمو واستيعاب أي سوق يعود لعدد العملاء الذين قاموا بترخيص السيارة. الرقم الأخير خير دليل على نمو سوق السيارات الكهربائية التي تسيطر عليه بقوة في مصر الصناعة الصينية! 

لا تتعجبوا من طبيعة هذه السيطرة القوية، فالصين وصناعة السيارات الكهربائية أصبحت "بعبعًا" لجميع الصناعات -بلا شك- فشركة "بي واي دي" سيطرت بقوة على السوق الأوروبية وأزاحت بالأرقام سيطرة شركة تيسلا الأمريكية من مضمار السباق في أوروبا، في الوقت الذي دفع المستشار الألماني للتصريح للتليفزيون الألماني بأنه يطلب من الاتحاد الأوروبي إعادة النظر في خطة 2035 التي تعنى بإنهاء عصر السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري -البنزين أو السولار- بسبب التلوث البيئي وخطورته على صحة الإنسان، وأن الوجود فقط سيكون للسيارات التي تعمل بالكهرباء أو الوقود الاصطناعي؛ وقود يتم إنتاجه من خلال عمليات كيميائية أو بيولوجية، بديلًا عن استخراجه من الوقود الأحفوري التقليدي.

من المعروف أن الوقود الاصطناعي يتم إنتاجه من خلال عمليات كيميائية أو بيولوجية، بديلًا عن استخراجه من الوقود الأحفوري التقليدي. ويمكن إنتاج الوقود الاصطناعي من مجموعة متنوعة من المواد الأولية، بما في ذلك المواد العضوية مثل النباتات والحيوانات والنفايات العضوية. كما يمكن استخدام ثاني أكسيد الكربون من مصادر مختلفة، مثل محطات توليد الطاقة أو الهواء، لإنتاج الوقود الاصطناعي، وطبعًا بالإضافة إلى استخدام الطاقة الشمسية أو الرياح أو الطاقة الكهرومائية لإنتاج الوقود الاصطناعي من خلال عمليات كيميائية. 

المستشار الألماني طالب بإعادة النظر في هذا نظرًا للسيطرة الصينية في السيارات الكهربائية، وأن هذا يهدد صناعة السيارات الألمانية في المستقبل، ولهذا يطالب بالإبقاء على السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري وتأجيل الخطة!

بغض النظر عن أن الاقتصاد والمصالح المادية، والخوف من العمال وإضراباتهم، وصناعة السيارات لدى الغرب -وتحديدًا- ألمانيا والخوف من المنافسة الصينية أصبحت أهم بكثير من صحة الإنسان وسلامة البيئة، التي صدعت رؤوسنا بها منذ سنوات ماكينات إعلام العالم الأول ومؤتمراتهم، تعالوا نعود إلى السوق المصرية محليًا، سنجد أن السيارات الكهربائية في مصر في اتجاهها للتواجد بقوة في المدة المقبلة، خاصة مع أسعار الوقود ودراسة جدوى تشغيل السيارات في الرحلات الداخلية للسيارات، وأيضًا في الطرق السريعة والسفر؛ فتكلفة هذه الرحلات أصبحت عبئًا كبيرًا سوف تدفع -في اعتقادي- العملاء لإعادة الحسابات -من جديد- في أمر شراء سيارات كهربائية. 

تقارير الشهور المقبلة سوف تؤكد صدق رؤيتنا أو عدم صوابها، فسوق السيارات المصرية والعميل المصري ليس له كتالوج محدد للقياس عليه، والماضي القريب خير شاهد على هذا، ولكن على ما يبدو أن السادة خبراء التسويق في شركات السيارات يفتقرون إلى تخصص دراسة سيكولوجية العميل المصري واختياراته ومتطلباته واقتصادياته وأيضًا قوة القوى الشرائية واهتماماتها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: