بعد إعلانه عن اتفاق ينهي حرب غزة، صرّح الرئيس الأمريكي ترامب: "قلت لنتنياهو إن إسرائيل لا يمكنها أن تحارب العالم، والأهم أن الجميع سيحبونها مرة أخرى!"
وكان نتنياهو قد صرّح مستغربًا: "لا أعلم سبب كراهية الجميع لنا، نحن لا نعتدي على أحد، لكننا ندافع عن وطننا!"
انتشر فيديو ساخر في تل أبيب يصوّر نتنياهو وهو في سن متقدمة جدًا على مدار 50 عامًا قادمة وهو يقول: "سننتصر على المقاومة الفلسطينية".
بينما في الواقع "اضطر" لمفاوضات غير مباشرة مع فصائل المقاومة التي "تغنّى" مرات ومرات بسحقها.
وقالت القناة 12 العبرية نقلًا عن مسئولين عسكريين بالاحتلال: "مسلحون هاجموا قواتنا أكثر من 10 مرات من أنفاق تعاملنا معها سابقًا والمقاومون يرممون أنفاق القتال في مناطق ينشط فيها الجيش".
وصرح وزير الخارجية الأمريكي بأن حرب غزة أضرت بمكانة إسرائيل عالميًا.
وقررت إسبانيا منع ناقلات الوقود التي تزود الجيش الإسرائيلي بالوقود من الرسو في موانئها، وإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات التي تحمل أسلحة إلى إسرائيل، وطالب وزير الخارجية الإسباني بربط جغرافي بين الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، وميناء بحري على غزة مع حرية الدخول.
وصل نتنياهو إلى المحكمة الجنائية الدولية لأول مرة في تاريخ الكيان.
شكر رئيس إسرائيل ترامب على قيادته الرائعة في تأمين إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب، واحتفل الإسرائيليون بالشوارع بانتهائها، وقال يائير غولان زعيم حزب الديمقراطيين: "أرى الآن بصيصًا من الأمل"، وشكر قادة أحزاب ترامب لضمان "أمن" إسرائيل.
هتف طفل غزاوي إنه يفضل النوم على الرمل في بيته بالشمال على النوم في قصر في جنوب غزة؛ أي أنه "يرفض" التهجير داخل غزة وليس خارجها فقط.
قال نتنياهو إن الحرب في غزة ليست إبادة أو احتلال، بل حرب يدافع فيها الجيش الإسرائيلي عن العالم والحضارة الغربية ضد البرابرة، "وفضحه" تعذيب النشطاء الأجانب الذين اعتقلهم من أسطول الصمود وإجبارهم على التصوير بعلم إسرائيل، وقول بن غفير: "عاملناهم كما نعامل أسرانا" وتفاخر بالتعذيب الجسدي والإهانات!
منذ 7 أكتوبر 2023 يظهر نتنياهو مهددًا ومتوعدًا بالسحق والجحيم والقضاء على "كل" المقاومين وتحرير الأسرى "بالقوة".
أضاف لذلك القضاء على حزب الله بعد قرار حسن نصر الله في 8 أكتوبر إسناد غزة، وتسبب ذلك في خسائر فادحة للصهاينة ونزوح مئات الآلاف لأول مرة في تاريخ إسرائيل من مستوطنات الشمال، ورفضوا العودة إليها حتى الآن، رغم توقف الإسناد منذ أشهر ورغم الإغراءات المالية الحكومية للمستوطنين لدفعهم إلى العودة.
أضاف نتنياهو لاحقًا إلى "قوائم" انتصاراته التي تعهد بها القضاء تمامًا على البرنامج النووي الإيراني، وإنهاء قدراتها الصاروخية وتغيير نظام الحكم فيها.
وكان ذلك من الأهداف "العلنية" للحرب على إيران والتي انتهت "بالاستغاثة" العلنية بترامب لإنقاذ إسرائيل من الدمار والرعب الذي ألحقته إيران بالداخل الإسرائيلي الذي فوجئ بالقدرات العسكرية الإيرانية.
كما عانى "الصدمة" من وصول صواريخ حزب الله إلى نافذة نومه وقصف بيته، وقصف اجتماع "سري" لقادة إسرائيليين وهو ما يدل على نجاح استخباراتي أيضًا.
أضاف نتنياهو لقوائم تعهداته بتغيير خريطة الشرق الأوسط وأظهر خريطتين في الأمم المتحدة، الأولى لمحور الشر الذي تحاربه إسرائيل والثانية لمحور الخير بعد أن ينتصر عليهم!!
لم ينس نتنياهو الزعم بأن إسرائيل ستصبح سيدة الشرق الأوسط!! وتناسى الصواريخ والمسيرات اليمنية التي ما زالت تثير "الرعب" في الإسرائيليين وتدفعهم بالملايين إلى الهروب للملاجئ.
يتجاهل نتنياهو أنه ليس قائدًا تاريخيًا، ولن يكون مؤسس إسرائيل الكبرى كما يتوهم؛ بل سيكون القائد الذي بدأ في عهده "انكسار" الكيان الغاصب وبدء نهايته بمشيئة الرحمن.
فالعزلة السياسية غير المسبوقة لإسرائيل وتزايد المظاهرات ضده والمطالبة بحرية فلسطين والأهم "تغير" الرأي العام الأمريكي والأوروبي والعالمي بدرجة ملحوظة وانحيازه لفلسطين ورمي "الخوف" من الاتهام بمعاداة السامية تحت الأقدام.
لم ولن ينتصر نتنياهو؛ فما فعله يشبه ب "ولد" ضربه من يصغره في "القوة" فراح يستغيث بإخوته ووالده وأقاربه وأصحابه ليقوموا "جميعًا" بمساعدته في الضرب.
استقوى نتنياهو على غزة المحاصرة من 20 عامًا والتي تحارب بأسلحة بسيطة ومعظمها محلية، وبعضها من مخلفات الصواريخ التي ألقتها إسرائيل على غزة ولم تنفجر.
تعافى حزب الله سريعًا وأعلن ذلك، بل إن جرحى البيجر جعلوا شعارهم في ذكرى مرور سنة على مذبحة البيجر "تعافينا".
إيران تعافت أيضًا وأعلنت عن تطوير قدراتها الصاروخية، مما أثار الفزع في الإعلام العبري، وقال المحللون: "لو امتلكت آلاف الصواريخ في بضع سنوات، فإنها تستطيع القضاء علينا لو أطلقت ألف صاروخ علينا في نفس الوقت".
لن تتسيّد إسرائيل الشرق الأوسط أبدًا، وستظل الكيان الغاصب، وستنهار ولو بعد حين وسيقل الدعم الأمريكي والغربي لها، وستزيد الخسائر الاقتصادية الفادحة للكيان، وقد تضاعفت أعداد النازحين من إسرائيل وتناقصت بشدة أعداد القادمين إليها.
وهذا يبشر بتناقص ملحوظ في الشعور بالأمان وعدم وجود "مستقبل" يطمئن الإسرائيليين.