نساء النخبة في الحياة المصرية خلال عصر الجبرتي.. نفيسة البيضاء أنموذجا| صور

11-10-2025 | 12:47
نساء النخبة في الحياة المصرية خلال عصر الجبرتي نفيسة البيضاء أنموذجا| صورنفيسة البيضاء

ثمة صورة نمطية تنضح بها كثير من الكتابات العربية عامة، والأجنبية خاصة عن المرأة في مصر إبان القرنين الثامن عشر والتاسع الميلاديين؛ مفادها أنها كانت مهمشة بل ومضطهدة، وثمة باحثون غربيون أقروا بأن هناك "تاريخا طويلا في الغرب يصور نساء الشرق على أنهن مضطهدات من قِبل الإسلام وشريعته، ومن قبل ممارسات الذكور من أهلهن"!، فما مدى صحة ذلك؟.. إن دراسة تاريخ المرأة في مصر في تلك الحقبة يظهر بجلاء أن نفيسة البيضاء كانت تتبوأ الموقع الأبرز بين نساء عصرها؛ ولهذا كانت جديرة بأن يفرد له دراسة خاصة، يعالج دور نساء النخبة في مصر في النصف الثاني من القرن 18م وأوائل القرن 19م، من خلال تسليط الضوء على أنموذج لهن وهو نفيسة البيضاء؛ التي لم تعرف مصر في تلك الحقبة امرأة تمتعت بقدر كبير من الحضور والتأثير مثلما عرفتها!. 

موضوعات مقترحة

إن عصر نفيسة هو نفسه عصر الجبرتي؛ حيث إنهما كانا متعاصرين؛ فلقد ولدا في تاريخ متقارب، ثم ماتا في توقيت متقارب أيضا؛ حيث ولدا في منتصف القرن الثامن عشر تقريبا، وماتا في الربع الأول من القرن التاسع عشر. 


سبيل نفيسة البيضاء

ومما يزيد من أهمية معالجة دور نفيسة في الحياة المصرية أنها عاشت في مصر حوالي نصف قرن (منذ ستينات القرن 18م حتى منتصف العقد الثاني من القرن 19م) كان شديد الإثارة والثراء بأحداث جسام وتقلبات عظام؛ فلقد عايشت أربع حقب متباينة متمايزة في تاريخ مصر أثرت في تكوينها وأسهمت في بلورة شخصيتها القيادية. ولم تكن نفيسة شاهد عيان فقط عليها؛ بل كانت مشاركا فاعلا في صنعها؛ حيث شهدت بلوغ المماليك ذروة نفوذهم وسلطانهم في عهد زوجها  الأول (علي بك الكبير) الذي انفصل بمصر عن الدولة العثمانية، كما شهدت تربعهم على قمة السلطة في مصر حينًا من الدهر حين كانت زوجة لمراد بك، ثم شهدت بداية ضعفهم بسبب قدوم الحملة الفرنسية على مصر، وما تلاها من أحداث زادتهم وهنا على وهن، ثم شهدت أفول نجمهم في عصر (محمد علي باشا) الذي وجه لهم الضربة النهائية والقاضية بمذبحة القلعة 1811م، وما تلاها من تعقب لفلولهم، حتى استأصل شأفتهم. 

وقد سبقت معالجة زوايا من سيرة نفيسة من قبل بعض الباحثين، بيد أنها لم تكن محيطة بكثير من جوانبها، فضلا عن أن بعضها حوى ما يجب إعادة النظر فيه. والأمر كما يقول جوستاف لوبون Gustave Le Bon: "لا يستطيع أحد أن يقول إنه يعرف صفحة من التاريخ معرفة تامة، وما كان يلوح أنه عُلم يقينا من الوقائع أُعيد البحث فيه مرة ثانية"؛ فالدراسة تقدم المزيد والجديد والمفيد، فضلا عن تقديمها استدراكات مهمة على بعض المعالجات التي تناولت سيرة نفيسة، سواء كانت أوربية أو عربية مثل براون Browne  ولوزينيان Lusignan، وغيرهما. 

لقد كانت نفيسة ظاهرة تستحق الدراسة؛ فكيف لامرأة من نسوة النخبة المملوكية تبرز على هذا النحو اللافت؟ والسؤال الأهم كيف يسمح لامرأة في هذا العصر -الذي زعم كثيرون أن المرأة كانت تعاني فيه من قيود شتى فُرضت عليها - أن تقوم بأدوار بالغة الأهمية قبل قدوم الحملة الفرنسية؛ وتكون في بؤرة الأحداث بعد هبوطها؛ فتلعب دور الوسيط في عقد المعاهدة الأهم بين حكومة الاحتلال الفرنسي وحكومة مصر السابقة؟ أو بتعبير آخر بين قيادة الاحتلال (كليبر) وقيادة المقاومة (مراد بك)؟.


سبيل نفيسة البيضاء

وبعد جلاء الحملة الفرنسية تقوم بدور وكيل المماليك وتراسل نابليون فيُعنى بالرد عليها وتكون حاضرة في مراسلته إلى وزير خارجيته وقناصله في مصر! ويكون بيتها قِبلة يؤمها الساسة والدبلوماسيون الأجانب يخطبون ودها ويطلبون وساطتها، ثم تظهر في صورة المرأة الصلبة قوية الشكيمة حين تواجه السلطة العثمانية الغاشمة ممثلة في (خورشيد باشا) الوالي العثماني- بثبات ورباطة جأش يعجز عنها كثير من الرجال؟. 

إن دراسة نفيسة كأنموذج يقدم مفاتيح فهم كثير من المسائل المتعلقة بأوضاع المرأة وأدورها في الحياة المصرية آنذاك، وتسهم في كشف النقاب عن كثير من خفايا وخلفيات حوادث مهمة جرت خلال نصف قرن من الزمان، ولكن لا يعرف الكثير أن نفيسة كانت خلف الكواليس عنصرا فاعلا ومؤثرا في صناعة هذه الأحداث. كما ستعيد النظر في عدد من المسائل التاريخية في تلك الحقبة؛ فتستدرك بعض النقص فيها وتكمله أو تصوب عددا من الأخطاء الشائعة أو تقدم تفسيرا مختلفا لبعضها الآخر.    

ومن الأهمية بمكان بحث الظروف السياسية والاجتماعية التي ظهرت فيها نفيسة لمعرفة كيف تفاعلت مع قدرات نفيسة الفطرية؛ فصنعت منها شخصية متميزة بارزة تركت في التاريخ أثرا وفي حياة الناس بصمات؟ وهل كانت نفيسة إفرازا طبيعيا لعصرها؟ أم أنها كانت شخصية استثنائية في عصر يُوصف بأنه عصر تراجع وتأخر؟.


سبيل نفيسة البيضاء

هذا، وقد اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي في تتبّع ورصد سيرة نفيسة ومسيرتها، وتحليل الأحداث المفصلية التي شاركت فيها، والوقوف على أدوارها السياسية والاجتماعية. مع قراءة نقدية للكتابات التاريخية، التي تحدثت عن نفيسة، مع تقديم رؤية تفسيرية تتجاوز الوصف السردي، إلى تفكيك العلاقات بين المرأة والنظام السياسي والاجتماعي في المجتمع المملوكي. وقد استعانت الدراسة بمصادر أولية عربية، وكتابات الرحّالة والباحثين الأوروبيين، وقامت بالموازنة بين المصادر العربية والأوروبية، مع إخضاعها للنقد والمقارنة، للكشف عن أوجه التحيّز الاستشراقي أو التشويش، خاصة ما يتعلق بـدور المرأة. 


سبيل نفيسة البيضاء

هذا؛ وتم معالجة سيرتها ومسيرتها من خلال العناصر التالية:

1-نفيسة في قصر الحكم المملوكي. 

2- نفيسة والحملة الفرنسية على مصر.

3-نفيسة في فترة الاضطرابات السياسية. 

4- نفيسة في عصر محمد علي باشا. 

وجدير بالذكر أن الباحث زار سبيل وكتاب ووكالة نفيسة في حي الغورية بجوار باب زويلة أمام مسجد المؤيد شيخ بالقاهرة. ودخل السبيل وصعد فوقه؛ حيث يوجد الكُتَّاب. وثمة بعض صور ذلك في ثنايا البحث. 


سبيل نفيسة البيضاء

وكان من أهم النتائج التي خلص إليها البحث:

ـ وُلدت نفيسة وعاشت في مرحلة باكرة من حياتها في مسقط رأسها حرة ثم استرقت وعاشت كجارية لفترة قصيرة، وغدت حرة وتزوجت باثنين من حكام مصر، ومارست دورا بارزا في الحياة العامة المصرية بحسبانها سيدة من سيدات المجتمع بل وفي مقدمة نخبته وصفوته، ويستحيل أن يكون لها هذا الدور وهي جارية! ومن ثم يبدو بجلاء عدم صلاحية مصطلح (الجواري) في سياق الحديث عن نساء النخبة المملوكية مثل نفيسة وغيرها؛ إذ لم تكن جارية إلا في فترة قصيرة جدا من حياتها، ثم غدت حرة بالمعنى الحقيقي والاصطلاحي للكلمة، وليست حرة فقط؛ بل وسيدة، ليس أدل على ذلك من الاسم الذي لازمها منذ وقت مبكر من حياتها حتى ماتت وهو "الست نفيسة". 

ـ كان للبيئة التي عاشت فيها نفيسة عقودا في كنف علي بك الكبير ثم مراد بك أثرها البالغ في تشكيل ملامح هويتها وصقل شخصيتها وإكسابها خبرات واسعة، مكنتها من تكوين شبكة علاقات ممتازة مع الشعب، وزعمائه، ومع الأجانب، فضلا عن علاقاتها الوطيدة بنخبتها المملوكية التي أغدقت على رجالها ونسائها؛ فاكتسبت ولاء الجميع، وحين هبطت الحملة الفرنسية استطاعت بحكمة بالغة أن تتجاوز العاصفة؛ فانحت لها حين هبت عاتية، حتى خرجت منها سالمة غانمة، كما استطاعت بدهاء أن تفلت من تقلبات فترة الاضطرابات الساسية والتي بلغت ذروتها باعتقالها علي يدي خورشيد باشا، ولكنها لم تستطع أن تصمد أمام رياح (محمد علي) العاتية التي هبت فدهمتها بما لا تشتهي سفنها وبما لا تقدر عليها أشرعتها التي تكسرت تحت عنفوان عاصفته الهوجاء التي لاحقت جماعتها بالتصفية الجسدية والمالية؛ فأصابها بعض ما أصابهم من تنكيل ومصادرات؛ أودت بها إلى الفاقة والانزواء في نهاية المطاف.


سبيل نفيسة البيضاء

ـ كانت نفيسة امرأة واسعة الحيلة متعلمة، تقرأ وتكتب، مثقفة؛ مما عزز من مكانتها وهيبتها بين رجال الدولة والعلماء. ثرية؛ استخدمت ثروتها بذكاء لتقوية نفوذها وبناء شبكة علاقات قوية مع المصريين عامتهم وخاصتهم فأنشأت مؤسسات خيرية (مثل السبيل والكتاب)،  فجنت ثمار ذلك محبة وتقديرا ودعما لها في أوقات محنتها كما حدث لدى اعتقالها من قبل خورشيد، ومن ناحية أخرى أغدقت على جواريها والمماليك؛ فأحبوها ودانوا لها بالولاء والاحترام ولقبت عن جدارة بلقب "أم المماليك".

ـ كانت نفيسة تجيد المناورات من أجل مصلحتها ومصلحة جماعتها والمصريين؛ فرغم ضيقها بالفرنسيين حين احتلوا مصر إلا أنها لم تقطع معهم شعرة معاوية التي ظلت تقوى حتى لجأ إليها كليبر للوساطة في الصلح حتى تم توقيع معاهدة سلام مع زوجها بواسطتها، وإذا عُقدت مقارنة بين موقف نفيسة ومواقف آخرين من نخبة المصريين؛ يمكن تفهم موقفها في سياقه؛ فمنهم من رفض التعامل مع الفرنسيين مطلقا كالسيد عمر مكرم والسادات، ومنهم من تعامل كالشرقاوي والمهدي، ومنهم من نافق وانحاز انحيازا كبيرا مثل الشيخ البكري والمعلم يعقوب؛ وقد ظل زوجها مراد بك مصدر إزعاج لقوات الاحتلال استمرت حوالي 22 شهرا (من يوليو 1798 إلى أبريل 1800م) حتى توقيع الصلح معه؛ فكانت نفيسة مضطرة للتعامل مع الفرنسيين، ولكن هل يمكن القول إن التعامل تطور إلى تعاون يمس (وطنيتها) أو بمعنى آخر يمس ولاءها للأمة التي تنتمي إليها وصارت جزءا منها منذ عقود؟ ويمكن القول إنها قد اتخذت طريقا وسطا و(معتدلا)؛ حيث كان هذا أقصى ما تستطيعه؛ فكان ذلك بمثابة الانحاء للعاصفة، ومع ذلك؛ فقد استخدمت نفوذها قدر الطاقة للذود عن من لاذ بها من المماليك أو من الشيوخ، كالشيخ الجوهري الذي تشفع بها؛ فشفعت له، وقُبلت شفاعتها.

ـ بعد استعراض سيرة نفيسة يبدو جليا خطأ ذاك الوصف الذي نعتتها به بعض الكتابات بأنها "عاشت في الظل"! لأنها عاشت تحت الضوء وفي بؤرة الأحداث بل وتحت وهج شمسها الساطعة؛ بل واللافحة تؤثر وتتأثر. ولم يمنعها نظام (الحريم) من أن تشارك بفاعيلية في كافة المجالات وأن يصبح بيتها مركزًا يستقطب رجال الحكم والسياسة.

ـ من الأهمية بمكان إعادة النظر وبقراءة نقدية لكتابات الرحالة والمؤرخين الأوروبيين عن المرأة المصرية وعن نفيسة حيث إنها حوت معلومات مغلوطة في الوصف والسرد فضلا عن أخطاء في الفهم والتفسير والتحليل، كانت محصلتها تشويه كثير من وقائع التاريخ في تلك الحقبة. 

ـ يمكن القول إنه وقبل الظهور دعوات تحرير المرأة بقرن من الزمان أو يزيد عاشت نفيسة وبرزت، بل وبزت الكثير من الرجال، وكان لها أثر في ميادين الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والسياسية. اقتصاديا؛ فكان ذات ثراء عريض ولديها أوقاف و(التزامات) وتجارة واسعة. اجتماعيا؛ فكان لها على الفقراء بر وإحسان وأنشأت مؤسسات خيرية لعامة الشعب (حمامين، صهريج، وسبيل، وكالة، ورَبع). وتعليميا؛ فأنشأت كُتَََّابا كان بمثابة مدرسة أولية لتعليم الأطفال القراءة والكتابة والحساب وحفظ القرآن الكريم. وسياسيا؛ فكانت همزة وصل في علاقات سياسية ومفاوضات دبلوماسية عالية المستوى وبالغة الأثر قبل هبوط الحملة؛ فكم لجأ إليها الفرنسيون للتدخل لدى زوجها، وكم لجأ إليها المماليك للتدخل لدى القنصل الفرنسي، وكم كان لها الأثر في عقد معاهدات بين حكومة فرنسا وحكومة المماليك قبل هبوط الحملة، ثم إبان الحملة؛ حيث كان لها الدور الأبرز في المفاوضات بين كليبر وزوجها أفضت إلى توقيع معاهدة سلام بينهما. ولهذا فإن سيرتها على هذا النحو تغلق الكثير من الأساطير المتعلقة بالمرأة الشرقية وتقدم منظورا مختلفا؛ ينقض تلك الصورة النمطية على أنها كانت مهمشة ومقموعة. 

ـ إن دراسة نفسية تسلط الضوء على حياة القرن الثامن عشر الميلادي الذي يراه المؤرخ الأمريكي (بيتر جران) بأنه كان "الأكثر رحابة وإبداعا، والأقل تزمتا". وهذا رأي مهم يساهم في تفسير بروز امرأة ذات مواهب مثل نفيسة في ذلك العصر وعدم ظهور مثلها في عصر التحديث الذي بدأه محمد علي. وهو ما يفند الصورة الذهنية لذلك القرن الذي يوصف عادة بالتأخر والانحطاط. لقد شاركت نفيسة بفاعلية لافتة في المجال العام وحظيت تلك المشاركة بقبول اجتماعي حسن دون أي غضاضة وهو ما يلقي مزيدا من الضوء على رحابة أفق ذلك العصر، وذلك عكس ما هو شائع ومستقر لدي الكثير. ولو لم تكن ثقافة المجتمع المصري تسمح لمواهبها بالظهور لما بزغ نجمها على هذا النحو، وللمفارقة العجيبة إن نجمها أفل في عصر التحديث: عصر محمد علي! حيث لم تتألق امرأة بمثل هذه المواهب في عهده! ولم تسمح الظروف لغيرها بالتألق!. 


سبيل نفيسة البيضاء

الخلاصة النهائية: كانت نفيسة البيضاء أنموذجًا للمرأة القوية المثقفة صاحبة النفوذ، التي تجاوزت حدود الحريم التقليدية، وأسهمت في صناعة تاريخ مصر في فترة حرجة، الأمر الذي يتحدى تلك الصورة النمطية لتاريخ المرأة في ذلك العصر.

ويرى أ. د. نبيل الطوخي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ورئيس قسم التاريخ السابق بكلية الآداب جامعة المنيا، أن دراسة د. طارق سليم لنفيسة اعتمدت على مصادر تاريخية أصيلة إلي جانب عديد من المراجع العربية والأجنبية وأنه نجح في تحليل وتفسير كثير من المواقف التي اتخذتها نفيسة، وتوصل في خاتمة بحثه الي نتائج مهمة. ويرى أن هذه الدراسة تعد إضافة للمكتبة العربية وأنها جديرة بالنشر.

ويرى أ. د. أشرف مؤنس أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس،  وأمين اللجنة العلمية الدائمة للترقيات بالمجلس الأعلى للجامعات، أن الدراسة التي قام بها د. طارق سليم عن نفيسة البيضاء تتجلى أهميتها  في: أنها سدت فجوة في الدراسات التاريخية؛ حيث إن أغلب الكتابات عن مصر في القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر ركزت على الأحداث السياسية والعسكرية (المماليك، الحملة الفرنسية، بدايات حكم محمد علي)، بينما ظل دور المرأة –خصوصًا نساء النخبة– هامشيًا أو مقتصرًا على إشارات عابرة. ولكن دراسة د. طارق سليم عن نفيسة نجحت في إبراز هذا البُعد المنسي/ المهمل.

كما نجحت في تسليط الضوء على الدور النسوي في الحياة العامة: من خلال دراسة نفيسة قادن بنت عبد الله البيضاء، ودلل على أن المرأة لم تكن حبيسة "الحريم"، بل كان لها تأثير فعلي في المجتمع وهذا يوجب إعادة النظر حول صورة المرأة في مصر في العصر العثماني.

ويرى أن الدراسة التي قدمها د. طارق سليم عن نفيسة البيضاء يفتح المجال لفهم الحياة الاجتماعية والثقافية، وليس السياسية فقط، في مصر إبان العصر العثماني المتأخر.

وبعبارة أخرى؛ إن هذه الدراسة العلمية القيمة لا يقتصر أهميتها على إعادة الاعتبار لشخصية تاريخية مثل نفيسة قادن فقط، بل تفتح نافذة واسعة للإطلال على التاريخ الاجتماعي للمرأة في مصر إبان العصر العثماني.

بينما أشاد أ. د. محمد رفعت الإمام عميد كلية الآداب بجامعة دمنهور السابق، بالدراسة التي قدمها د. طارق سليم عن نفيسة البيضاء، وتمنى أن لو تجد طريقها إلى  النور في عمل درامي يجسد هذه الشخصية المؤثرة في تاريخ مصر من خلال مسلسل تاريخي يعتمد على هذه الدراسة العلمية القيمة.

د. طارق السيد سليم

أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر

كلية الآداب ـ جامعة المنوفية


سبيل نفيسة البيضاء

سبيل نفيسة البيضاء

سبيل نفيسة البيضاء

سبيل نفيسة البيضاء

سبيل نفيسة البيضاء

سبيل نفيسة البيضاء

سبيل نفيسة البيضاء

نفيسة البيضاءـ صورة تعبيرية

نفيسة البيضاءـ صورة تعبيرية

ضريح نفيسة البيضاء

الدكتور طارق سليم
#   #   #   #   #   #   # # #   #   #   #

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة