الطهي بمواقد المغناطيس يهز عرش الغاز

11-10-2025 | 12:35
الطهي بمواقد المغناطيس يهز عرش الغازصورة تعبيرية

لأعوام طويلة ظلت مواقد الغاز الخيار الأمثل للطهاة، إلا أن كثراً بدأوا بالتحول إلى الطهي بالحث الحراري لخفض حرارة مطابخهم، خصوصاً أن الأخير قادر على الحفاظ على درجات حرارة شبه ثابتة من دون التقلبات التي تحدث عند استخدام مواقد الغاز.

موضوعات مقترحة

والاسم العلمي للحث الحراري باللغة الإنجليزية هو Electromagnetic Induction Cooking ويختصر إلى Induction Cooking، كما يشار إليه Induction Heating أي التسخين بالحث، وInduction Stoveأي موقد الحث، إضافة إلى Induction Cooktop وتترجم سطح الطهي بالحث، لذا فجميع هذه المصطلحات صحيحة وتستخدم بصورة متبادلة لوصف هذه التقنية، وفق موقع اندبندنت .

تشتهر هذه التقنية أيضاً بعملية الطهي بالحث الحراري أو الطبخ بالتحريض، وهو تقنية طهي متطورة تستخدم مجالات كهرومغناطيسية لتسخين الأواني ومحتوياتها بصورة مباشرة، وبعبارة أخرى، الموقد نفسه لا يسخن، بل ينقل الطاقة مباشرة إلى قاع الإناء، الذي يسخن بدوره الطعام.

البداية مع الغاز

يشار إلى أي موقد يحرق غازاً قابلاً للاشتعال، مثل الغاز الاصطناعي والغاز الطبيعي والبروبان والبيوتان وغاز البترول المسال أو أي غاز قابل للاشتعال آخر، باسم موقد غاز، إذ كانت المواقد تستخدم الوقود الصلب مثل الفحم أو الخشب حتى أصبح الغاز شائعاً، ففي عشرينيات القرن الـ19 أنشئ أول موقد غاز، وفي عام 1836 أسس مصنع لمواقد الغاز في إنجلترا.

وتمثلت ميزة الطهي في هذه التقنية الجديدة بسهولة التحكم فيها وإمكان إيقاف تشغيلها عند عدم استخدامها، ولكن لم يحقق موقد الغاز نجاحاً تجارياً إلا في ثمانينيات القرن الـ19، عندما أصبحت إمدادات الغاز عبر الأنابيب متاحة في المدن البريطانية والبلدات الكبيرة.

أما في الولايات المتحدة والقارة الأوروبية فقد اكتسبت المواقد شعبية في أوائل القرن الـ20، وذلك عندما جرى دمج الفرن في القاعدة وتقليل الحجم ليتناسب بصورة فضلى مع أثاث المطبخ الآخر، فأصبحت مواقد الغاز أكثر شيوعاً، عندها قام المصنعون بتغطية مواقد الغاز للمرة الأولى بالمينا في عشرينيات القرن الماضي لتسهيل التنظيف، وقبل اختراع الشعلة كان يشعل الغاز في البداية بعود ثقاب.

الموقد العصري جداً

مواقد الحث بدورها تستخدم الطهي بالحث المباشر بدلاً من استخدام الإشعاع غير المباشر أو الحمل الحراري أو التوصيل الحراري لتسخين أوعية الطهي، إذ يتيح استخدامها الحصول على طاقة هائلة وارتفاعات سريعة للغاية في درجة الحرارة، إضافة إلى إمكان تغيير إعدادات الحرارة بصورة فورية.

يوضع قدر الطهي ذو القاعدة المغناطيسية الحديدية على سطح زجاجي خزفي مقاوم للحرارة فوق ملف من سلك نحاسي يمر عبره تيار كهربائي متردد في موقد حثي، عندها يستحث تيار كهربائي لا سلكي في الوعاء بواسطة المجال المغناطيسي المتذبذب الناتج، فينشأ التسخين المقاوم من مرور هذا التيار.

ويجب أن يكون وعاء الطهي في جميع طرز مواقد الحث مصنوعاً من معدن حديدي، مثل الحديد الزهر أو بعض أنواع الفولاذ المقاوم للصدأ أو يحتوي عليه، وبتركيز التيار يسخن الحديد الموجود في الوعاء المعدن، ولكن لن ينجح التسخين إذا كان المعدن رقيقاً جداً أو لا يوفر مقاومة كافية لتدفق التيار.

ولأن المجال المغناطيسي لا يولد تياراً مركزاً، فإن مواقد الحث لا تسخن أواني النحاس أو الألمنيوم، ولكنها تسخن أواني الحديد الزهر والمينا والفولاذ الكربوني والفولاذ المقاوم للصدأ، فعند وضعها على قرص معدني مناسب يعمل كصفيحة تسخين عادية، لذا يمكن استخدام أي وعاء.

بعض المقارنات

ويستخدم اللهب في مواقد الغاز، بينما تستخدم الكهرومغناطيسية في الطهي الحثي، لذا هناك مقارنة واضحة بين الموقدين، إذ يستخدم موقد الغاز - المعروف أيضاً باسم خزان غاز البترول المسال - الغاز لتوليد لهب يسخن القدر أو المقلاة، وهذا هو أبسط وأوضح مقارنة بينهما، وتعرف عملية انتقال الحرارة من اللهب إلى إناء الطهي بالطاقة الإشعاعية، في حين يولد موقد الحث الحرارة باستخدام الحث الكهربائي، الذي يستلزم تمرير الكهرباء أو الجهد عبر ملفات.

وبما يخص الأواني، فتعتبر جميع أواني الطهي مناسبة لمواقد الغاز، أما مواقد الحث فتتطلب أواني طهي خاصة، إذ إن إمكان استخدام أي نوع من أواني الطهي على مواقد الغاز هو أحد أسباب شعبيتها العالمية، فمهما كانت أواني الطهي التي تستخدم طالما أنها تتحمل الحرارة الشديدة واللهب يمكن استخدام أي شيء على موقد الغاز.

وبما أن للعين الدور الأبرز في الحكم على هذه المواقد، فإن الاعتياد على رؤية اللهب في موقد الغاز والقدرة على ضبطها بعد أكثر تقليدية وإحساساً بالتحكم من مواقد الحث التي تستخدم درجة الحرارة والجهد للتحكم في الحرارة، هنا تصبح الأمور معقدة إذ يمكن رؤية قراءة الجهد أو قراءة درجة الحرارة، حسب البرنامج المضبوط عليه الموقد، ولكن في الوقت ذاته فإن مواقد الغاز تسخن تدريجاً، بينما تسخن مواقد الحث الحراري أسرع.

وبفضل عدم الحاجة إلى نقل الحرارة من اللهب إلى أواني الطهي يسخن موقد الحث أواني الطهي أسرع من أي نوع آخر من المواقد، ولأن موقد الحث يسخن بسرعة، فإن الطاهي يقضي وقتاً أقل في انتظار وصول المقلاة إلى درجة الحرارة المطلوبة، وهذا قد يكون من أهم مزايا موقد الحث الحراري.

مزايا للمغناطيسي

 

ولا تتوقف هذه المزايا هنا، فمع ارتفاع سعر غاز البترول المسال، سترتفع كلف أنواع أخرى من الغاز، لذا فمن المتوقع بحسب مراقبين أن ترتفع ضريبة الغاز مستقبلاً، بمعنى آخر قد يصبح الطبخ المنزلي أكثر كلفة، وفي الوقت نفسه يحتاج موقد الغاز إلى الغاز للعمل، وهو أمر مفيد في حال انقطاع التيار الكهربائي، أما مواقد الحث فتحتاج إلى طاقة للعمل، لذا في حال انقطاع التيار الكهربائي لن يعمل الموقد، ولكن على رغم ذلك فقد أصبحت كفة الطهي بالحث ترجح على الغاز لمزايا يراها كثر أنها تتفوق على الطهي بالغاز ومنها مثلاً السرعة والكفاءة، فالطهي بالحث أسرع وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة من الطهي بالغاز، إذ تسخن مواقد الحث المقلاة مباشرة، بينما تسخن مواقد الغاز الهواء المحيط، وهذا يعني أن الطهي بالحث أكثر دقة ويستغرق وقتاً أقل لتسخين المقلاة، وفي الواقع يمكن أن يكون الطهي بالحث أسرع بنسبة تصل إلى 50 في المئة من الطهي بالغاز.

ومن المزايا التحكم أيضاً، فيتيح الطهي بالغاز تحكماً أكبر في الحرارة، إذ يمكن رؤية اللهب وضبطه وفقاً لذلك، أما مواقد الحث فتتميز بدقة التحكم في درجة الحرارة وسرعة الاستجابة، ويمكن تعديل درجة الحرارة فوراً، وتتوزع الحرارة بالتساوي في جميع أنحاء المقلاة مما يقلل من خطر الاحتراق.

ومن ناحية السلامة، يعد الطهي بالحث الحراري أكثر أماناً من الطهي بالغاز، ويسخن الموقد فقط عند وضع المقلاة عليه مما يقلل من خطر الحروق أو الحرائق العرضية، كما تتميز مواقد الحث الحراري بخاصية إيقاف التشغيل التلقائي، التي تطفئ الموقد عند إزالة المقلاة مما يمنع أي حوادث.

أما الميزة الأخيرة فهي التنظيف، حيث تعد مواقد الحث أسهل في التنظيف من مواقد الغاز، ولأن الموقد يسخن فقط عند وضع المقلاة عليه، فإن أي انسكابات أو رذاذ أقل عرضة للاحتراق على السطح، كما تتميز مواقد الحث بسطح أملس مما يسهل تنظيفها بالمسح.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة