من نقوش المعابد لكاميرات مصوري الطيور المهاجرة.. حكاية «الأوزة المصرية والبومة الفرعونية» في أسوان| صور

11-10-2025 | 10:27
من نقوش المعابد لكاميرات مصوري الطيور المهاجرة حكاية ;الأوزة المصرية والبومة الفرعونية; في أسوان| صور  الأوزة المصرية
محمود الدسوقي

يوافق اليوم السبت، الحادي عشر من شهر أكتوبر، اليوم العالمي للطيور المهاجرة، الذي يهدف إلى رفع الوعي بأهمية حماية الطيور ومسارات هجرتها حول العالم، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على البيئة الطبيعية التي تعيش فيها.

طيور أسوان 

بدوره ‏يقول هيثم فهمي المصور الفوتغرافي وراصد الطيور المهاجرة لـ"بوابة الأهرام"،  إنه  تُعد أسوان واحدة من أهم نقاط عبور الطيور المهاجرة في مصر، حيث تمر عبرها مئات الأنواع القادمة من أوروبا وآسيا في طريقها إلى مناطق الدفء بأفريقيا، مستفيدة من المناخ المعتدل ووجود جزر النيل والمسطحات المائية والمناطق الزراعية التي توفر الغذاء والاستراحة خلال رحلاتها الطويلة.

معبد فيلة

فى أسوان بالقرب من معبد فيلة بأسوان، نلمح عودة للطيور التى رسمها المصري القديم مثل الأوزة، ويؤكد الأثريون أن الطيور منذ أقدم العصور، احتلت مكانة خاصة في حياة المصري القديم، وكان لكل طائر رمز ودلالة تعكس رؤيته للعالم من حوله، ومن بين هذه الطيور، تبرز "البومة" كأحد الرموز الغامضة والعميقة التي جمعت بين الحكمة والليل والمجهول.

في الكتابة الهيروغليفية، كانت البومة تُستخدم كرمز للحرف "م" (M)، لكنها لم تكن مجرد علامة لغوية، بل كانت أيضًا رمزًا للبصيرة الخفية — فهي الكائن القادر على الرؤية في الظلام، تمامًا كما كان الكاهن أو العالم يرى ما لا يراه الآخرون.

اربط لمصريون القدماء البومة بالعالم الآخر والليل والسكينة، لكنها لم تكن دائمًا رمزًا للتشاؤم كما في بعض الثقافات الحديثة، بل كانت رمزًا للحماية واليقظة، خاصة في المعابد والمقابر، حيث وُجدت نقوش وأشكال للبومة ضمن الرموز المقدسة التي تُمثل حُراس الليل وأرواح الحكمة.

اليوم، يُعاد اكتشاف البومة الفرعونية كأحد الطيور التي ما زالت تعيش في وادي النيل وصعيد مصر، وخاصة في المناطق الجبلية والصخرية حول أسوان. 

الأوزة المصرية

أما الأوزة المصرية، فكانت على النقيض تمامًا من رمزية الليل والغموض؛ إذ ارتبطت بالنور والحياة والنيل والخصب، فقد جسّدها الفنانون المصريون القدماء في لوحاتهم داخل مقابر النبلاء كرمز للجمال والاستقرار الأسري والوفاء، واعتُبرت من الطيور المقدسة التي تُرافق روح الإله رع في رحلته اليومية عبر السماء.

والمثير أن الأوزة المصرية ما زالت حتى اليوم من الطيور المقيمة في صعيد مصر، وتُشاهد في بحيرة ناصر وضفاف النيل في أسوان، بينما تُرصد البومة الفرعونية في المناطق الجبلية والوديان الصخرية، وكأن كليهما يحافظان على جذور الأسطورة القديمة في واقع حديث.

‏وأوضح  هيثم فهمي، المصور والمهتم برصد الطيور المهاجرة، أن أسوان تشهد في هذا الوقت من العام مشاهد مبهرة لتحليق أسراب الطيور على ضفاف النيل، مشيرًا إلى أن التصوير والرصد العلمي يلعبان دورًا مهمًا في توثيق الأنواع المهددة وتعزيز الوعي المجتمعي بقيمة هذا التراث الطبيعي، مضيفًا أن أسوان تشهد مرور ٢٠٠ نوع من الطيور المهاجرة التى تم رصدها.

‏وأضاف أن الاهتمام برصد الطيور لا يقتصر على الجانب الجمالي فقط، بل يمتد إلى تسليط الضوء على التغيرات المناخية وتأثيرها على الحياة البرية، خاصة في المناطق النيلية والصحراوية التي تمثل بيئة خصبة لتكاثر واستراحة تلك الطيور.

الجدير ،أن ‏ الاحتفال هذا العام يحمل شعار "الطيور تحتاج الماء" للتذكير بأهمية حماية مصادر المياه التي تعتمد عليها الطيور المهاجرة؛ للبقاء على قيد الحياة أثناء رحلاتها الطويلة.


الطيور المهاجرة على ضفاف النيل بأسوان الطيور المهاجرة على ضفاف النيل بأسوان

الطيور المهاجرة على ضفاف النيل بأسوان الطيور المهاجرة على ضفاف النيل بأسوان

الطيور المهاجرة على ضفاف النيل بأسوان الطيور المهاجرة على ضفاف النيل بأسوان

الطيور المهاجرة على ضفاف النيل بأسوان الطيور المهاجرة على ضفاف النيل بأسوان

الطيور المهاجرة على ضفاف النيل بأسوان الطيور المهاجرة على ضفاف النيل بأسوان

الطيور المهاجرة على ضفاف النيل بأسوان الطيور المهاجرة على ضفاف النيل بأسوان

الطيور المهاجرة على ضفاف النيل بأسوان الطيور المهاجرة على ضفاف النيل بأسوان

المصور الفوتوغرافي وراصد الطيور المهاجرة هيثم فهميالمصور الفوتوغرافي وراصد الطيور المهاجرة هيثم فهمي
كلمات البحث