قال المستشار نشأت عبد العليم، عضو الأمانة العامة بحزب الإصلاح والنهضة، وأمين تنظيم محافظة أسيوط بالحزب، إن مشهد السرعة القياسية في بدء تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتأمين عودة النازحين إلى مناطقهم هو إنجاز إنساني استثنائي، ويُعد دليلًا لا يقبل الشك على الدور المحوري والحاسم الذي اضطلعت به مصر وقيادتها السياسية، موضحًا أن هذا التحول من حالة الحصار الخانق إلى فتح ممرات الإغاثة لم يكن ليتحقق بهذه الكفاءة والسرعة في ظل الظروف المُعقدة، لولا الإرادة السياسية الصارمة للرئيس عبد الفتاح السيسي والعمل الدبلوماسي والميداني الجبار للدولة المصرية.
موضوعات مقترحة
وأضاف "عبد العليم"، في تصريحات خاصة لـ"الأهرام"، أن مصر تحركت فورًا لتكون جسر الإغاثة الأهم، حيث بادرت بتجميع وتجهيز القوافل من كل أنحاء العالم، ولم تتوقف عن الضغط لتذليل العقبات اللوجستية والأمنية أمام معبر رفح، موضحًا أن حجم المساعدات التي مرت عبر الأراضي المصرية، والتي شكلت النسبة الأكبر من الإغاثة الدولية، يؤكد تفرد مصر في هذا الملف.
وأوضح أنه بالتوازي مع الإغاثة، كان الموقف المصري الثابت وغير القابل للمساومة، الذي أكد عليه الرئيس السيسي، برفض أي مخطط للتهجير القسري للفلسطينيين نحو سيناء هو الضمانة الأساسية لوجودهم، وهذا الموقف السيادي هو ما مهد الطريق لتضمين بند عودة النازحين في الاتفاقيات، ليتحول الرفض المصري إلى حماية للوجود الجغرافي الفلسطيني، مؤكدًا أن الدبلوماسية المصرية نجحت في إدارة المفاوضات المعقدة، مستغلةً موقعها كوسيط موثوق، لتحقيق نقطتين حاسمتين وهما إدخال المساعدات بأقصى سرعة ممكنة، وبدء عملية عودة النازحين كجزء لا يتجزأ من أي هدنة أو وقف لإطلاق النار.
ولفت إلى أن هذا الإنجاز يُسجل لمصر كدولة رائدة، حيث أثبتت أن دورها يتجاوز الإغاثة العاجلة ليصل إلى حماية الأرض والإنسان عبر تفعيل دبلوماسية قوية ومدعومة بقرار وطني لا يلين، موضحًا أن مصر بتوجيهات من الرئيس السيسي، مثلت جسر الإغاثة الأهم والوحيد تقريبًا لقطاع غزة، متحمّلةً العبء الأكبر في تنسيق وتجميع وإدخال المساعدات الدولية.
وأكد أن المشهد الحالي لتدفق الإغاثة وعودة السكان إلى ديارهم هو انتصار للإرادة المصرية التي أثبتت قدرتها على تحويل التحديات الأمنية الكبرى إلى إنجاز إنساني ودبلوماسي يُحسب للقيادة المصرية، وهذا الدور هو تأكيد على أن مصر هي رائدة الإنسانية وحامية قضايا المنطقة.