كلمة السر في نجومية عمرو دياب ومحمد منير: هاني شنودة.. صانع البدايات العظيمة

10-10-2025 | 15:10
كلمة السر في نجومية عمرو دياب ومحمد منير هاني شنودة صانع البدايات العظيمةمحمد منيرو عمرو دياب و هاني شنودة
هبة إسماعيل

‏في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، كانت الساحة الغنائية المصرية على وشك التحول. الأصوات الشابة تبحث عن طريق جديد بعد مرحلة الكبار مثل عبد الحليم ووردة وفايزة أحمد. في هذا الوقت، ظهر موسيقار يمتلك رؤية مختلفة اسمه هاني شنودة، قرر أن يغيّر شكل الموسيقى المصرية، وأن يفتح الباب أمام جيل جديد يتحدث بلغة العصر.

موضوعات مقترحة

‏من هذا الجيل الجديد حينها اثنين من أهم الأصوات في مصر والوطن العربي الآن وهما الكينج محمد منير الذي يحتفل اليوم بعيد مولده، والهضبة عمرو دياب الذي يحتفل أيضا غدا بعيد مولده وكأن القدر جمعهما في النجومية وشهر الميلاد وأيضا من أعطاهم فرصة حقيقية للتواجد علي الساحة الغنائية.

محمد منير.. الثورة التي بدأت من "فرقة المصريين"



‏قبل أن يصبح "الكينج"، كان محمد منير شابًا قادمًا من النوبة يحمل صوتًا فريدًا لا يشبه أحدًا. كان أهم ما يميز منير عن كل أبناء جيله أنه الوحيد الذي كان يحمل مشروعاً غنائياً متكاملاً، لم يأتي إلى القاهرة ليبحث عن أعمال فنية لكنه كان فقط يبحث عن جهة إنتاجية بينما مشروعه الفني كان جاهزاً مكتملاً مثلما كان فريداً ومميزاً. فبعد اجتماع الثلاثي «منير – عبد الرحيم – منيب» انضم إليهم الموسيقار هاني شنودة، الذي أضاف لفريق العمل بألحانه وتوزيعاته الغريبة الطابع. هؤلاء المبدعون نسجوا معاً خليطاً رائعاً ونادراً من الموسيقى النوبية والسلم الخماسي مع الموسيقى الشرقية مع الموسيقى الغربية لتظهر بذلك الانطلاقة الأولى في تاريخ محمد منير وهو ألبوم «علموني عنيكي» الذي خرج للنور عام 1977، ثم قدم عام 1981 ألبوم «شبابيك» الذي حقق مبيعات هائلة وفي هذا الألبوم انضم إلى فريق العمل الموسيقار يحيى خليل بفرقته التي تولت توزيع الألبوم بالكامل ليكون محمد منير هو أول مطرب عربي يقدم موسيقى الجاز، وقد صنف ألبوم «شبابيك» بعد ذلك بسنوات من ضمن أفضل الألبومات الموسيقية العربية والأفريقية في القرن العشرين.

‏ومن هنا بدأ مشروع "منير وشنودة" لتقديم فن مصري معاصر يتكئ على الجذور ولا يخاف من التجريب.

‏عمرو دياب.. الطالب الذي تحوّل إلى ظاهرة



‏بعد سنوات قليلة، ظهر شاب من بورسعيد يحاول شق طريقه الفني في المحافظة ومن خلال الإذاعة المحلية واسمه عمرو دياب.
‏في بداية مشواره التقى بالموسيقار هاني شنودة، خلال إحدى حفلات فرقة المصريين في بورسعيد، جذب عمرو دياب اهتمام هاني شنودة الذي رأى في عينيه بريق النجومية، ورغم اللهجة البورسعيدية، نصح هاني شنودة عمرو دياب بالتوجه إلى القاهرة لتحقيق أحلامه الفنية، وبالفعل، وصل عمرو دياب إلى القاهرة  لتحقيق حلمه، بمساعدة هاني شنودة ، الذي فتح له الأبواب للتسجيل في معهد الموسيقى.تعاون هاني شنودة مع  عمرو دياب كان له دور محوري في إطلاق مسيرته، حيث قدّمه للجمهور لأول مرة في ألبوم "يا طريق"، ولحن له أربع أغنيات.

‏هاني شنودة.. المهندس الذي أعاد رسم خريطة الغناء



‏هاني شنودة لم يكن مجرد موزع أو ملحن، بل كان عقلًا موسيقيًا سابقًا لعصره. أدخل مفاهيم جديدة في التوزيع الموسيقي، واستخدم آلات غربية في الأغاني المصرية بطريقة لم تكن مألوفة وقتها.

كان مؤمنًا بأن الفنان لا ينجح بالصوت فقط، بل بالهوية الموسيقية المميزة، وهي الفكرة التي زرعها في تلاميذه منير ودياب، فكان كل منهما مدرسة مختلفة تحمل بصمة شنودة في المزيج بين الحداثة والأصالة.

‏كلمة السر.. الجرأة والإيمان بالاختلاف



‏النجاح الكبير لكل من محمد منير وعمرو دياب يعود في جوهره إلى كلمة واحدة: الجرأة.

‏جرأة شنودة في التجريب، وجرأة منير في الغناء بلون مختلف، وجرأة دياب في الجمع بين الشرقي والغربي بأسلوب شبابي.

‏كانت الحرية الفنية التي منحها شنودة لهما هي المفتاح الذي فتح باب النجومية المستمرة حتى اليوم.

‏ورغم مرور أكثر من أربعة عقود، ما زالت بصمة هاني شنودة واضحة في أعمال النجمين.

‏منير لا يزال يغني بنفس الروح الحرة التي اكتسبها منه، وعمرو دياب لا يزال يطور موسيقاه بنفس فلسفة التجديد التي تعلمها على يديه.


‏وبين الاثنين، يقف اسم هاني شنودة كرائد الحداثة الموسيقية في مصر والعالم العربي، وصانع بدايات غيرت وجه الغناء المصري.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة