أسامة الأشقر يكتب: تمشي بنا الأقدار حيث نحب

9-10-2025 | 15:50
أسامة الأشقر يكتب تمشي بنا الأقدار حيث نحبأسامه الأشقر

لم تكن عاطفة وحسب بل كان شغفًا يتملكني منذ عقدين يفيض من روحي على شكل صورًا أحملها أينما ذهبت وأينما حللت، أتحدث بها للقريب وللبعيد وما بدأ حبًا تطور ثقافة وعلما فكانت المحروسة على العهد وهكذا كان أدباؤها ومثقفوها وفنانوها عند عهدهم جنودًا وحرسًا للبوابة الشرقية يحملونها في حلهم وترحالهم ويدافعون بالصوت والصورة والقلم والأغنية والقصيدة عن قصيدتهم الأجمل فلسطين، كانوا وما زالوا حراس الجبل حتى وإن أصبحت الرياح عاتية ولم تكن حكاية ارتباطهم بفلسطين موسمية أو هوى عابرًا بل هي جوهرة يحتفظون بها وتزداد بريقًا في قلوبهم وأعمالهم... ولأنها الحقيقة أقدم لكم رسالة كتبتها بماء العمر من داخل معتقلي قبل أكثر من ثلاثة عشر عامًا لمصر العروبة كوثيقة تؤكد قناعاتنا ورسوخ فكرنا بأصالتكم وصونكم للعهد.

موضوعات مقترحة

رسالة إلى مصر

من الأسرى الفلسطينيين قلب العروبة... لحضنها الدافئ ولأننا نحب مصر نعشق ترابها ونشتاق لشعبها

يا حبنا الدائم الأبدي، يا أرض الخير التي عانقت من ارتقوا لربهم واحتضنت ثراهم، نحبكِ لانكِ حبنا الواسع الدافئ الذي نلتجأ إليه كلما اشتدت بنا النوائب، وكلما تكالبت قوى الشر علينا، يا سندنا الدائم في وجه الأعاصير والتقلبات التي تشتد يوما بعد يوم، من أسرى فلسطين لكِ الحب والوفاء فلطالما شعرنا بكِ مظلة واسعة تتسع لهمومنا وآملنا، لذلكِ كنتِ على الدوام محط اهتمامنا وتعلقنا.

شعب مصر العظيم... لقد كانت الظروف أقوى مني فلم أتمكن من إنجاز مشروعي المهداة للحبيبة مصر وشعبها، فقد سحبت إدارة سجون الاحتلال لمرتين متتاليتين كل ما دونت وكتبت عن مصر وما زلت أحتفظ حتى الآن بمقدمة مشروعي البحثي الذي لم يرَ النور بسبب إجراءات إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلية، وأردت بعد محاولات عديدة لسنوات طويلة أن  أنشره في مصر وعلى صفحات مجلاتها المرموقة حيث أنني ولأكثر من عشر سنوات استطعت قراءة مئات المقالات وعشرات الكتب والأبحاث والدراسات المتعلقة بجمهورية مصر العربية قديما وحديثا، وكنت على الدوام أتابع كل صغيرة وكبيرة تخص الحبيبة مصر، حتى أنني قرأت مجموعة من الكتب التي توثق الإرث الحضاري والمكتشفات الأثرية التي يتم اكتشافها تباعا، فمصر بتاريخها وحضارتها وشعبها الأبي هي شغفي الأول، ولمصر وشعبها الحضور الوارف في نفسي .

أهدي حبي الكبير لكم أهلنا الكرام، فلكم أيضا من الأسرى الفلسطينيين كل الحب والاحترام، وكم يغمرنا حبكم الذي يزداد يوما بعد يوم على أمل أن تزول غمة هذا الوباء عن فلسطين ومصر والإنسانية أجمع ونعانق تراب المحروسة  عما قريب ونحن خارج هذه الأسوار.

لكم الحب

أسامه الأشقر، مناضل وكاتب وأسير فلسطيني .

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة