المؤرخ أحمد متولي: نصر أكتوبر أعاد صياغة الهوية الوطنية

9-10-2025 | 14:30
المؤرخ أحمد متولي نصر أكتوبر أعاد صياغة الهوية الوطنيةالمؤرخ أحمد متولي: نصر أكتوبر أعاد صياغة الهوية الوطنية
منة الله الأبيض

أكد أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر الدكتور أحمد متولي أن ما شهدته مصر عقب نكسة يونيو 1967 لم يكن مجرد فترة انكسار عسكري، بل كان نقطة تحول تاريخية أعادت بناء الإنسان والمجتمع المصري والعربي، ومهدت الطريق نحو النصر العظيم في حرب أكتوبر 1973.

موضوعات مقترحة

وقال متولي، خلال عرضه لبحثه بعنوان «حرب أكتوبر وأثرها على المجتمع المصري»، في ندوة نظمها مركز تاريخ مصر المعاصر التابع للإدار المركزية للمراكز العلمية بدار الكتب والوثائق القومية، إن النكسة فجرت في النفوس ألماً ومرارة ودهشة، لكنها في الوقت ذاته خلقت حالة وطنية جديدة سعت فيها القوى السياسية والمجتمعية إلى استعادة الكرامة والثقة بالنفس، مشيرًا إلى أن الشعب المصري استجاب سريعًا لدعوات الدولة لإزالة آثار العدوان، وإعادة بناء الجيش الذي كان في أمس الحاجة إلى إعادة تنظيم وتسليح شامل.


وأوضح أن بيان 30 مارس 1968 مثل بداية حقيقية لمرحلة التصحيح الداخلي والإصلاح السياسي، التي أفرزت فيما بعد المناخ الذي أتاح تحقيق نصر أكتوبر، وأضاف أن القيادة السياسية أحسنت قراءة الموقف المجتمعي، واستطاعت توظيف القدرات الاقتصادية والحيوية للدولة في عملية التعبئة استعدادًا للحرب، اعتمادًا على بنية اقتصادية قوية نسبيًا منذ مطلع الستينيات.


وأكد متولي أن حرب أكتوبر 1973 لم تكن مجرد انتصار عسكري، بل حدث حضاري شامل غيّر مفاهيم الحرب الحديثة وأعاد للعسكرية العربية مجدها، كما أعاد للمجتمع المصري توازنه وثقته بنفسه بعد سنوات من الإحباط والهزيمة.


وأشار إلى أن الحرب تركت آثارًا اقتصادية واجتماعية وثقافية عميقة، حيث تحمّل الشعب المصري أعباءً اقتصادية جسيمة، لكنه خرج من التجربة أكثر تماسكًا ووعيًا. وقد انعكست روح أكتوبر في الفنون والآداب والأغنية الوطنية والدراما، التي جسدت قيم التضحية والانتماء.


وتناول متولي في دراسته – التي تتكون من مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة – مختلف أبعاد الصراع العربي الإسرائيلي منذ نكسة 1967 وحتى توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، محللاً المواقف السياسية والمجتمعية من قرارات الحرب والسلام، ومبرزًا الدور الشعبي في دعم القوات المسلحة.


كما أوضح أن أهمية الدراسة تنبع من تركيزها على الجوانب الاجتماعية والثقافية لحرب أكتوبر، وهي الجوانب التي نادرًا ما تناولتها الدراسات التاريخية مقارنةً بالتحليلات العسكرية والسياسية. وأكد أن المكتبة المصرية والعربية ما زالت بحاجة إلى دراسات تُعمّق الوعي التاريخي لدى الأجيال الجديدة، وتربط بين تجربة النصر وطاقات البناء والتنمية في الحاضر.


وختم الدكتور أحمد متولي حديثه بالتأكيد على أن نكسة 1967 كانت بداية البعث الحقيقي للأمة المصرية، وأن نصر أكتوبر لم يكن نهاية معركة، بل بداية لمرحلة جديدة في تاريخ مصر الحديث أعادت صياغة الوعي الوطني وأثبتت أن الإرادة الشعبية قادرة على تحويل الهزيمة إلى انتصار.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: