قوميسر العرض التشكيلى هو المحرك الأساسى فى إدارة الفعالية الفنية والذى يقع على كاهله نجاح أو إخفاق الحدث. وفى هذا الإطار فقد شهدنا إقامة الدورة الـ61 لصالون القاهرة، كأعرق الفعاليات الفنية على الساحة التشكيلية المصرية، المنعقدة مؤخرًا بقصر الفنون. والتى حملت ثيمة "المغامرون فى الفن" بإختيار وإدرة القوميسير الدكتور محمود حامد. العميد السابق لكلية التربية الفنية.
حول آليات إدارته للدورة الراهنة و تفعيل دور القوميسر وأبرز التحديات التى واجها بالصالون كان لـ"بوابة الأهرام" هذا الحوار..
ننطلق من ثيمة الصالون "المغامرون في الفن".. لماذا هذا العنوان، وهل ألتزم بها المشاركين؟
ثيمة "المغامرون في الفن" ليست ثيمة كموضوع يعمل علية الفنانون ولكنها ثيمة لاختيار مجموعة من الفنانين، ليسوا الوحيدون المغامرون ولكنهم مجموعة منتقاه من الفنانين الموجودين علي الساحه التشكيلية ومازالوا يثروا الحركة التشكيلية، تميزت أعمالهم وشخصياتهم بالمغامرة والأصرار على التواجد في الحركة التشكيلية بشكل وأسلوب متميز. فنانون لهم تجربتهم المتميزة ودورهم في الحركة التشكيلية والتي كانت جزء من صياغة المشهد التشكيلي المصري المعاصر، ولذلك جاءت هذه الدوره من صالون القاهره والمخصصه للاحتفاء بفنانون تجاوزوا القوالب الجاهزة، فنانون مبتكرون وأصحاب هوية فنية متميزة وسجل فني يعكس تطورًا مستمرًا، ويغامرون بخطوطهم وأفكارهم وخاماتهم لرسم مسارات جديده في المشهد التشكيلي المصري. واعتقد ان كل فنان في الصالون يتميز بشخصية فنية مختلفة تتميز بالمغامره وايضًا لديهم الاصرار علي التواجد بجدية وبشكل واضح.
إلى أى مدى تؤمن بالمغامرة والبحث في الفن، وهل لهما حدود لابد إلا يتجاوزها الفنان؟
إنتاج الفن دون مغامرة يأتي باردًا لا روح فيه ، فالمغامرون من الفنانين التشكيلين هم الأحياء في الحركة التشكيلية، وهم من يجعلون للحركه روح وطعم.. والمغامره هنا تكون باشكال متعدده حتي لو كانت من وجهة نظر الفنان فقط ولكنها تتأكد بالمثابره والاصرار حتي تصبح كائنًا له مفرداته التي يشعر بها المتلقي، والمغامرة ليست لها حدود في قاموس الفنان التشكيلي فهو مايكاد ينتهي من مغامرة حتي تجده يتشوق لمغامرة جديدة تنتهي بإنتاج جديد له خصوصيته التي يتميز بها.
ودائمًا ما تكون المغامره عند الفنان بلا حدود، ولكن عادة ما تكون الحدود موانع داخل الفنان كلاً حسب طبيعته وأساليبه، فتكون السد المنيع الغير محسوس عند الفنان أثناء العمل على تجربته الفنية، ومن هذه الموانع التقاليد والدين، وهي لاتمنع المغامره لانها في الأساس تمنعها طبيعة الفنان.
شاهدنا أعمالاً حديثة بالصالون على غير المتوقع ، فهل كان ذلك بطلب القوميسير أم رغبة الفنانين؟
الغير متوقع كان هذا الأهتمام الكبير من الفنانين العارضين فقد تقدموا بأعمال حديثه إن لم تكن لم تُعرض بعد، وكان لديهم أصرار علي ذلك ومنهم من قام بأنتاج أعمال جديدة خصيصا للصالون، وكان ذلك على عكس توقعي نتيجة إحجام الكثير من هؤلاء الفنانين عن المشاركة بالمعارض العامة لأسباب عديدة، شعرت بهذا بعد إرسال الدعوات الخاصه بهم مباشرة وكم المكالمات والرسائل التي كانت بيني وبين الفنانين للاستفسارات المتعددة، وقد حاولت كقومسيير للمعرض تشجيعهم على ذلك بفتح مساحة العرض على قدر الامكان، وتذليل مجموعة من العقبات لاتمام هذا الشكل من العرض.
ولكن إلى أى مدى يجب تفعيل دور القوميسير فى إدارة أى فعالية فنية؟
إذا لم يكن هناك دورًا للقومسيير في العرض منذ اختيار الفكرة أو الثيمة فلا داعي لوجوده اساسًا. قومسيير العرض هو الاساس في أي عرض جيد، منذ ولادة الموضوع واختيار الفنانين وتنظيم الأمور المحيطة بالحدث، ومشاركة إدارة قاعة العرض، فهو محور العمل ومحرك الحدث الاساسي مع العديد من محركات العمل الاخري الهامة. والحق يقال ان التوفيق صادفني في وجود شخصيات هامة ساهمت في خروج العرض بشكل جيد بشكل عام، كما كان لهم دورهم الفعال في انجاح عملي في هذه الدورة من صالون القاهره بشكل خا ، بداية من الفنان الدكتور أحمد نوار رئيس جمعية محبي الفنون الجميلة، الذي كان له الدور الأهم في اختياري كقومسيير لهذه الدوره ومعه مجموعة رائعة من مجلس إدارة الجمعية. وأيضا مساندتهم بشكل فعال لشخصي اثناء العمل. أيضا التعاون الرائع من قطاع الفنون التشكيليه وعلى رأسه الفنان الدكتور وليد قانوش والذي عمل على إزالة كل العقبات الخاصه بالعرض. ايضا شخصية محمد إبراهيم والذي يدير قاعات قصر الفنون باحترافية شديده ومعه فريق محترم يعمل معه بدأب وحب.
وكان لرعاية الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة للصالون أثره البالغ في تسليط الضوء على اهمية هذ الحدث المهم في الحركة التشكيلية المصرية.
وأخيرًا مجموعة الفنانين الرائعين العارضين وأهتمامهم الكبير بهذا الحدث، ورغبتهم بخروجه بشكل يليق بأسمائهم وبالحركة التشكيلية المصرية وبأهمية صالون القاهرة – أقدم معرض للفنون في مصر – والذي بدأ دورته الاولي في 1924.
ما هى أبرز التحديات التى واجهتك خلال تلك الفعالية؟
أعتقد أن اكثر التحديات تمثلت في أختيار مجموعة منتقاه من عدد كبير من الفنانين الذين يثروا الحركة التشكيلية المصرية، فحاولت أن أنتقي من كل مجال فني مجموعة محددة، مختلفين حتي داخل المجال الواحد، وأتصور أن يكون هناك بعض السقطات في نسيان بعض الاسماء وهو تقصير مني اتحمله بشكل شخصي، وأتمني أن يكون هناك استكمالات لهذه الفكرة لفنانين من مراحل أخري مطعمين بأسماء فنانين كبار.
بعيدًا عن كونك قوميسير لصالون القاهرة.. ما رأيك بهذا الحدث؟
صالون القاهره بشكل عام من أهم وأقدم المعارض العامة في الحركة التشكيلية المصرية، وهو حدث يجب ان يكون علي قدر أهميته، وعلي من يقوم عليه أن يكون منتبه جدًا لهذا الامر حتي يظل هلي هذا المستوي وأن يكون دائمًا له شكله الخاص وحضوره المتميز وسط الأحداث الفنية، والصالون يأتي على هذا الشكل على فترات عندما يكون معرض له خصوصيته وهو ماحدث في بعض دوراته .
وبشكل حيادي جدًا، وبعد سماع العديد من الأراء عن هذه الدوره فقد جاءت متميزة ومختلفة بشكل عام، وما أسعدني بشكل كبير أراء الفنانين سواء العارضين أو غير العارضين ورضاهم عن العرض، وعليه فإنني أشعر بالرضا وأنني انجزت عملاً جيدًا بقدر ما أستطعت بما يليق بالفنانين العارضين و بأحتفال جمعية محبي الفنون الجميلة بهذه الدورة من صالون القاهرة.
أخيرًا ماهي رؤيتك للمشهد التشكيلي الراهن؟
الحركة التشكيلية الراهنه تعيش فترة مزدهره لم تشهدها من قبل، فكل مقومات إنجاحها متوفره بشكل كبير، فرأس المنظومه الثقافيه في مصر يديرها فنان اكاديمي ووزير مثقف الفنان الدكتور أحمد هنو، يعلم اساسيات تقدمها وهو يعمل علي تفعيلها بشكل مستمرودؤوب وهو مراقب لما يحدث فنراه يعيد فعاليات مهمه بشكل جديد ويفكر في فعاليات اخري لاحياءها
أما قاعات العرض سواء الحكومية أو الخاصه فقد أنتشرت بشكل كبير وأصبحت تتبني العديد من الفنانين الذين كانوا ينتظرون هذه الفرصة، فأصبح لدينا العديد من الأسماء الجديدة، كما زاد الأنتاج الفني للفنانين المتواجدين بشكل أساسي في الحركة التشكيلية، كل هذا جعل الحركة التشكيلية تزيد من إيقاعها وتصبح بشكل عام لها دورها كقوة ناعمه تمثل مصر في الكثير من المحافل