جرى إحلال وتجديد جامع العالِم الجليل العارف بالله سليمان بن عثمان بن علوان البسيوني الشريف الإدريسي الحسني ـرضي الله عنه ـ، المعروف بسيدي سليمان البسيوني، والمتوفى في عاشر رمضان سنة ٧٣٥هـ، بمدينة بسيون.
موضوعات مقترحة
ومن سيرته أنه حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وسلك طريق العبادة والزهد منذ صغره، فأشرقت أنواره، واشتهرت كراماته في الآفاق. وقد تتلمذ على يد السيد إبراهيم الدسوقي.
مسجد البسيوني تلميذ سيدى إبراهيم الدسوقي
وبعد حياةٍ عامرةٍ بالعبادة، وتربية المريدين، والإرشاد إلى الله، توفي بشُبْرَا بَسْيُون، الاسم القديم لمدينة بسيون، ودُفن في الخلوة التي كان يعبد الله فيها، على الشاطئ الشرقي من بحر سردوس. وقصد قبرَه الزائرون من جميع الجهات، وعليه المهابةُ والإجلال كما تصفه الكتب التاريخية.
وعن عملية الإحلال والتجديد يقول الباحث التاريخى عمر محمد الشريف ، وحفيد البسيوني، إنه شملت توسعة مصلى الرجال، حتى بلغت مساحة الجامع بملحقاته أكثر من ألف متر مربع، وقد كانت مساحته في الأصل أوسع من ذلك، غير أنها تقلّصت عند إعادة بنائه سنة ١٩٨٩م في عهد وزير الأوقاف محمد علي محجوب.
مسجد البسيوني تلميذ سيدى إبراهيم الدسوقي
والجامع عريق الجذور، إذ يرجع تأسيسه إلى أواخر القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) على يد السادة الأشراف النازلين بمدينة بسيون ، وتحديدًا سيدي علوان بن يعقوب، جدّ سيدي سليمان، ووالد العارف بالله، سيدي إبراهيم بن علوان البَسْيوني، المتوفى في ٨ شوال سنة ٧٣٨هـ، ومقامه مشهور داخل مسجده القائم على بُعد أمتار من جامع سيدي سليمان البسيوني.
ويضيف عمر محمد الشريف، أن سيدي علوان أسس زاوية عامرة ببسيون تحوّلت إلى جامع شامخ ظل منارةً عبر العصور، وقد خضع الجامع منذ ذاك الحين لعمليات ترميم وتجديد متعاقبة، بدءًا من العصر المملوكي، مرورًا بعهد محمد علي باشا، حين رفع السيد إبراهيم الشريف عرضحالًا إلى الباشا بتاريخ ٢٦ ذي الحجة سنة ١٢٣٧هـ الموافق ١٣ سبتمبر ١٨٢٢م، شكا فيه ما آل إليه حال الجامع، فأمر محمد علي بإصلاحه.
مسجد البسيوني تلميذ سيدى إبراهيم الدسوقي
ويُعد جامع سيدي سليمان البسيوني من أقدم وأكبر وأشهر جوامع مدينة بسيون، حتى إن علي باشا مبارك لم يذكر في خططه من جوامعها سوى اثنين، الشيخ البسيوني والشيخ الأنصاري، أما سائر البقية فعدّها زوايا.
وفي رحاب هذا الجامع المبارك حفظ القرآن الكريم وتلقّى مبادئ العلوم عددٌ من مشايخ علماء عائلة الأشراف ببسيون، منهم: أحمد بن علي البسيوني (ت ١٩١٩م) شيخ رواق الحنابلة بالأزهر الشريف، وعضو مجلس الأزهر الأعلى، ومن بعده محمد سبع الذهبي البسيوني (ت ١٩٤٢م)، شيخ رواق الحنابلة بالأزهر، وعضو مجلس الأزهر الأعلى، و أمين الشيخ البسيوني (ت ١٩٤٢م)، من علماء كلية أصول الدين بالأزهر الشريف عند تأسيسها، وكان حنفيَّ المذهب، وبدر مصطفى محمد الشريف، حنفيُّ المذهب أيضًا، وقد نال درجة العالمية من الأزهر سنة ١٣٣٨هـ / ١٩٢٠م، وكان خليفة المقام البسيوني، وإسماعيل أحمد الشريف نقيب الأشراف ببسيون في مطلع القرن الماضي.
مسجد البسيوني تلميذ سيدى إبراهيم الدسوقي
والخليفة الحالي للمقام البسيوني هو الدكتور عمر محمد الشريف، الذي تولّى شؤون المقام بعد وفاة السيد عصام جلال الشريف، رحمه الله تعالى ، وقد تمت عملية الإحلال والتجديد بإشراف: محمد حسن الشريف، وأحمد محفوظ الشريف، و إسماعيل بسيوني الشريف.
وثيقة تأسيس الزاوية وتحويلها لمسجد