الحق العائد وتسويات القدر

9-10-2025 | 11:32

تُعد تلك اللحظة هي اللحظة الأغلى في حياتك؛ اللحظة التي ترى فيها حقك العائد إليك من خلال تسويات القدر. إنها البشرى الطيبة التي تأتيك على عجل بعد أن ظننت زمنًا أنها قد خذلتك، وربما قد تخلت عنك. إنها أسعد وأعظم لحظات حياتك بلا شك، لحظة استردادك لحقك الضائع المسلوب منك، سلبتك إياه أيدٍ تَغزِل الظلم وتنسجه بمنتهى الأريحية، دون عتاب من نفس، أو لوم موجه لضمير طالت سنوات نومه.

تتذكر حينها لحظات ألمك، وتلك الدعوات التي فوّضت بها للإله أمرك. حملت أثقالك وتوجهت لرحابه، فوجهت إليه وحده وجهك. دعوته موقنًا بالإجابة، وها هي أبواب السماء قد فُتحت، تمنحك صبرًا، وتُنذر كل من اغتصب حقك برد قاس، وتحذرك من الاستسلام؛ فهناك رب سوف يدافع عنك؛ ما دمت في معيته تحيا، ما دمت تعبده حق عبادته وتتوكل عليه تمام التوكل؛ فقد وعدك بأنه في عليائه من سيتولى أمرك.

سَيَرُدُّ الأذى في كل نَحْرٍ كان صاحبه يمكر بك، سيقتص لك ممن استغل طيبتك وبنى في أرضك مدينته الباطلة. إنه كان يهدف للانتقاص منك، يؤسس لضعفك موطنًا، ويراهن على سلامة نواياك ونقاء روحك. وتسطع شمس الحق فجأة، تزف إليك بشرى لحظة جَبرِك، لحظة التمكين لك واسترداد حقك. تبدو براقة قوية تخطف الأبصار إليها. إنها لحظة تستحق الاحتفاء بها وبذكراها كلما مرت الأيام عليك، وكلما أضيف لهذه القائمة اسم جديد يتوعدك بظلمه، فما أكثر من استحل ظلمك، وأنت تعلم.

لقد صبرت واحتسبت، فجعلك الله ترى ما فعله لنصرتك وإزاحة ركام الظلم عنك. ها هو الحق الذي تم الاستيلاء عليه بَغْتَةً قد عاد برفقة تسويات القدر- تقترب منك بحساباتها الدقيقة، توعز إليك باغتنامها على الفور. التقطها ودع من ظلمك يقفز فرحًا بظلمه لك، اتركه ولا تبالِ بأمره، فالحق منتصر في النهاية والخير قادم لا محالة. إنه وعد إلهي صادق وعده الله لعباده المؤمنين، بأنه سبحانه وكيلهم وهو المدافع عنهم.

قف مرفوع الرأس والهامة، افخر بذاتك، وإياك أن تنحني؛ فأنت لم تُخلق لذلك. لا تدع القلق يزعجك مرة أخرى، لا تترك الخوف يستحوذ عليك فينال منك. الحق عائد إليك محمولًا، مُكرمًا في موكب انتصاره الضخم، ووعد جديد بسحق كل من يفكر في الإساءة إليك، كل من يقاتل ليخذلك، كل من حرضته نفسه لإيلامك وشجعته على ظلمك.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة