احذر أطعمة الموت البطيء.. كيف تحمي قلبك من الجلطات وأمراض القلب؟

8-10-2025 | 01:11
احذر أطعمة الموت البطيء كيف تحمي قلبك من الجلطات وأمراض القلب؟الأطعمة الجاهزة
إيمان عباس

تعتبر أطعمة الموت البطيء وباء صامتًا يتزايد غير مسبوق مسببًا حالات الإصابة بالجلطات وأمراض الشرايين بين مختلف الفئات، والمسبب الرئيسي لهذه الكارثة الصحية ليس العامل الوراثي بالضرورة، بل هو النظام الغذائي الحديث.

موضوعات مقترحة

كما  أن الاعتماد على الأطعمة الجاهزة والمُصنعة لم يعد رفاهية عابرة، بل أصبح أسلوب حياة، وهذا ما يضع الشريان التاجي تحت حصار دائم من الدهون المتحولة والسكريات المضافة.

وأكد الخبراء على أن بعض الأطعمة الشائعة تُعتبر "سماً بطيئاً"، تعمل على رفع الكوليسترول وتصلب الشرايين، مما يفتح الباب أمام النوبات القلبية والجلطات القاتلة، داعين إلى التجنب الفوري لهذه المكونات.

حرب صامتة في طبقك

أكد الدكتور أحمد الشريف، استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية إننا نواجه "وباء صامتاً" يتمثل في تزايد غير مسبوق في حالات الإصابة بأمراض الشرايين التاجية والجلطات بين الفئات العمرية الأصغر سناً، مضيفا أن المسبب الرئيسي لهذه الكارثة الصحية ليس بالضرورة عامل وراثي، بل هو النظام الغذائي الحديث، الذي وصفه بأنه "قنبلة موقوتة" تهدد حياة الملايين.

وأضاف أن الاعتماد على الأطعمة الجاهزة والمصنعة لم يعد رفاهية عابرة، بل أصبح أسلوب حياة يومي، وهذا ما يضع الشريان التاجي تحت حصار دائم من الكوليسترول الضار والالتهابات المزمنة، مما يؤدي حتمًا إلى تضييق الأوعية، تكوين الصفائح، وفي النهاية، انسدادها وحدوث الجلطات القاتلة. ودعا إلى يقظة فورية و"ثورة غذائية"

مثلث الخطر.. أعداء القلب الثلاثة

أشار الدكتور الشريف، إلى أن هناك ثلاثة مكونات غذائية رئيسية يجب النظر إليها على أنها أعداء القلب الأول، والتي تتواجد بوفرة في الأطعمة التي نتناولها يومياً دون وعي مثل، الدهون المتحولة (Trans Fats)، السم الذي يختبئ في المخبوزات.

أوضح الدكتور الشريف، أن الدهون المتحولة هي أسوأ أنواع الدهون على الإطلاق، حيث يتم إنتاجها عن طريق إضافة الهيدروجين إلى الزيوت النباتية السائلة (عملية الهدرجة) لجعلها صلبة في درجة حرارة الغرفة وإطالة فترة صلاحيتها، وأكد أن هذه الدهون لا ترفع فقط مستوى الكوليسترول الضار (LDL) بشكل فادح، بل تعمل أيضاً على خفض مستوى الكوليسترول النافع (HDL)، وهي معادلة مزدوجة مدمرة لصحة الشرايين."

وأضاف، أن هذه الدهون موجودة بشكل رئيسي في المخبوزات الصناعية (الكعك، البسكويت، الدونات)، المقليات التجارية (الوجبات السريعة)، وبعض أنواع الماجرين الرخيصة. ونصح بتفحص ملصقات المكونات والابتعاد عن أي منتج يحتوي على "زيوت مهدرجة جزئياً".

وأستكمل، أنه  غالبًا ما نركز على الدهون ونتناسى أن السكريات المضافة تشكل تهديدًا لا يقل خطورة عن الزيوت، موضحا ،  أن الاستهلاك المفرط للسكر، خاصة شراب الذرة عالي الفركتوز الموجود في المشروبات الغازية والعصائر المعلبة وحبوب الإفطار المحلاة، يؤدي إلى زيادة سريعة في مستويات الدهون الثلاثية في الدم.

وأوضح، أن السكر الزائد يتحول بسرعة في الكبد إلى دهون تُخزن في الجسم وحول الأعضاء، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة، مقاومة الإنسولين، وبالتبعية، الالتهاب المزمن في جدران الأوعية الدموية، وهذا هو أساس تكوين اللويحات وتصلب الشرايين والجلطة.

الصوديوم الزائد واللحوم المصنعة ضغط على جدران الشرايين

وأكد الدكتور الشريف، أن الصوديوم، الموجود بكميات هائلة في الأطعمة المعلبة والمحفوظة والوجبات المجمدة واللحوم المصنعة (كالنقانق والسجق)، هو السبب الرئيسي وراء ارتفاع ضغط الدم. وشدد على أن ضغط الدم المرتفع يجبر القلب على العمل بجهد مضاعف ويتسبب في إجهاد الأوعية الدموية وتلف جدرانها، ما يجعلها أكثر عرضة لتراكم الكوليسترول.

وأشار إلى أن اللحوم المصنعة تحديداً تجمع بين خطرين: الصوديوم العالي والدهون المشبعة، إلى جانب النترات والنتريت التي قد تضر بالشرايين.

خطة الحماية والإنقاذ... تحول فوري لإنقاذ الشريان

وأشار إلي  أن الأمر لا يتعلق بالحرمان، بل بالاستبدال الذكي. وأن القلب السليم يتطلب بيئة غذائية داعمة. يجب أن يكون التغيير جذرياً وفورياً، فكل يوم تأخير يزيد من التراكم داخل الشرايين."

بدائل للحياة أفضل

أوصى بالتحول إلى الدهون الأحادية غير المشبعة الموجودة في زيت الزيتون البكر الممتاز، الأفوكادو، والمكسرات والبذور (اللوز، الجوز). وأضاف أن أحماض أوميغا-3 الموجودة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل هي "مضادات التهاب طبيعية" تساعد على خفض الدهون الثلاثية.

 الألياف كمُكنسة للشرايين، شدد على ضرورة زيادة استهلاك الألياف الذائبة وغير الذائبة الموجودة في الحبوب الكاملة (الشوفان، الشعير)، والبقوليات (العدس، الفاصوليا)، والخضراوات والفواكه الطازجة. وأوضح أن الألياف تعمل كـ "مُكنسة طبيعية" تساعد على سحب الكوليسترول الزائد من الجهاز الهضمي قبل أن يتم امتصاصه في مجرى الدم.

تخفيف الصوديوم، نصح المصدر بالاعتماد على الأعشاب والتوابل الطبيعية كبديل لملح الطعام، وتجنب شراء المنتجات التي تحمل كلمة "مُملح" أو "مُعالَج"، واختيار الأطعمة "قليلة الصوديوم" أو "بدون ملح مُضاف".

واختتم الدكتور أحمد الشريف، أن التوعية الغذائية هي خط الدفاع الأول ضد الجلطات.. قائلاً، "قلبك هو محرك حياتك، ومفتاح صيانته يكمن في اختياراتك اليومية. تجنب الأطعمة التي تضع شريانك تحت التهديد، وابدأ في دمج الأطعمة الداعمة.. القرار لك الآن لتفادي زيارة غرفة الطوارئ. تجنب هذه الأطعمة فوراً، وحمِ نفسك."

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: