تحلّ علينا ذكرى السادس من أكتوبر المجيدة لتُعيد إلى الأذهان ملحمة العزة والكرامة التي سطرها الجيش المصري بدماء أبطاله عام 1973، حين استعادت مصر أرضها وكرامتها، وأثبتت للعالم أن الإرادة المصرية لا تُقهر.
موضوعات مقترحة
فهي ليست مجرد معركة عسكرية، بل حدث غيّر خريطة المنطقة وأعاد صياغة مفهوم البطولة والانتماء في وجدان كل مصري وعربي.
وفي هذه المناسبة، تحدث السيناريست أيمن سلامة عن واقع تناول حرب أكتوبر في الأعمال السينمائية والدرامية، مؤكدًا أن القضية ليست في غياب الرغبة الإبداعية، وإنما في تحديات الإنتاج الضخمة التي تتطلبها هذه النوعية من الأعمال.
وقال سلامة في تصريحات خاصة لـ«بوابة الأهرام»: «على العكس تمامًا مما يُقال، الكتّاب لا يعزفون عن تناول حرب أكتوبر، بل يتمنون جميعًا كتابة أعمال عنها في السينما أو الدراما، فالفكرة موجودة دائمًا، لكن التنفيذ يحتاج دعمًا إنتاجيًا كبيرًا».
وأضاف: «كل الكتّاب يتمنون تقديم أعمال عن حرب أكتوبر، والدليل أننا شاهدنا مؤخرًا أفلامًا ضخمة مثل الممر، وأعمالًا أخرى تناولت بطولات الجيش المصري وصراعه مع العدو، وأنا شخصيًا تشرفت بتقديم أعمال إذاعية عن حرب أكتوبر على مدى سبع سنوات متتالية عبر الإذاعة المصرية، وكانت كلها تجسد بطولات وتضحيات أبطالنا».
وأكد السيناريست أن المشكلة لا تكمن في صعوبة المعالجة الدرامية، موضحًا أن «كل المعلومات والبطولات موثقة ومتاحة، لكن العقبة الأساسية في التكلفة الباهظة لإنتاج هذه الأعمال، فتصوير المعارك بشكل واقعي يتطلب تجهيزات ضخمة وميزانيات عالية جدًا».
وأشار سلامة إلى أن الرقابة لا تُشكل أي عائق أمام الأعمال الوطنية التي تتناول حرب أكتوبر، بل تدعمها، لأن هذه الأعمال تبرز بطولات الجيش والشعب المصري. وأضاف أن العائق الحقيقي إنتاجي بحت، إذ لا يستطيع المنتج الخاص تحمّل التكلفة وحده، وتحتاج هذه المشروعات إلى دعم الدولة وجهات كبرى قادرة على تبنيها.
وكشف السيناريست أيمن سلامة عن مشروع فيلم سينمائي كبير عن حرب أكتوبر كان قد كتبه بالتعاون مع إدارة الشؤون المعنوية منذ سنوات، قائلاً: «كان هناك فيلم كبير عن حرب أكتوبر كتبتُه بمساعدة الشؤون المعنوية، وكان مشروعًا ضخمًا تحمس له عدد كبير من الفنانين، وعلى رأسهم الفنان صلاح السعدني، كما أبدى المخرج هاني لاشين حماسه الشديد لإخراجه، لكن للأسف توقف إنتاج الفيلم لأسباب إنتاجية رغم الإقبال الكبير عليه».
واختتم سلامة حديثه قائلاً: «حرب أكتوبر غيّرت وجدان المصريين، والدراما قادرة على تخليد بطولاتها، ولكن لابد من وجود دعم قوي يوازي عظمة هذه الحرب في تاريخنا الحديث».