مع إعلان حماس الموافقة على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن حرب غزة، تبرز مجددا أهمية الدور المصري في تحقيق بنود الخطة على أرض الواقع، ويرى خبراء أن مصر هي الضامن الوحيد تقريباً لتحمل خطة ترامب معنىً ومدلولاً إيجابياً بالنسبة للقضية الفلسطينية، كما أن مصر ستعمل على تحقيق وحدة الموقف الفلسطيني خلال الفترة القادمة.
موضوعات مقترحة
حيث أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق ومسئول الملف الفلسطيني بالمركز المصرى للفكر، وجود توافق بين كافة الأطراف على الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي ترامب، موضحا أن هذه الموافقة تفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة لتنفيذها.
وأكد الدويري أهمية الجهود المصرية الكبيرة خلال الفترة السابقة من أجل أن تخرج هذه الخطة إلى النور، حيث كانت هناك مشاورات واتصالات والعديد من التحركات رغم أننا لا زلنا نرى أن هناك نقاطاً تحتاج إلى مزيد من التصورات والإيضاحات.
وأشار إلى أن الدور المصري خلال الفترة القادمة سيركز تركيزا شديدا على مسألة الوساطة الفاعلة والتي تعني البدء في وضع آليات سريعة وعاجلة لتنفيذ الخطة وأضاف: أعتقد أن النقطتين الرئيسيتين في الأيام القليلة القادمة سيكونان وقف الحرب وإنهاء أزمة المحتجزين، لأن الاثنين مرتبطين بعضهما ببعض.
أما النقطة الثانية وفي إطار نفس الصفقة، فهي استكمال إدخال المساعدات على الفور إلى القطاع غزة بكميات كبيرة كما كان الوضع من قبل، وأشار إلى أن مصر ستركز أيضا على وضع جداول زمنية بما يمكن أن يساعد على تنفيذ خطة ترامب ككل، تبدأ بما يتعلق بالأمور العاجلة وصولا إلى رؤية واضحة فيما يتعلق بكيفية تنفيذ البنود الأخرى الواردة في الخطة.
وكما ورد في بعض التقارير، فمصر تٌعد لإجراء حوار وطني فلسطيني جامع ليكون الموقف الفلسطيني كله على قلب رجل واحد.
وأكد الدويري نجاح مصر في الوصول بهذه الخطة إلى بر الأمان، معربا عن أمله فى أن نرى خلال أيام قليلة تنفيذا حقيقيا لوقف الحرب.
من جهته أكد الدكتور عبد العليم محمد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أهمية الدور المصري في هذه المرحلة كما كان في المرحلة السابقة التي شهدت "الإبادة التي استمرت عامين" حيث كان لمصر دوراً أساسياً ومركزياً فيما يتعلق بدخول 70% من المساعدات إلى القطاع المحاصر، وفي نفس الوقت كانت الأفكار الأساسية التي قامت عليها مبادرات وقف إطلاق النار وصفقات التبادل خلال فترة الحرب على غزة، مصدرها هو الأفكار المصرية وأفكار الدبلوماسية المصرية وقد تم ذلك في بعض الأحيان في إطار دولي أوأمريكي، وحاليا يمكن أن نقول إن مصر هي الضامن تقريباً الوحيدة لكي يكون لخطة ترامب معنى ومدلول إيجابي بالنسبة للقضية الفلسطينية. فحتى موافقة "حماس" على هذه الخطة جاءت على ضوء المناقشات مع الوفد المصري ومع المقاربة المصرية برغم ما فيها من نقاط غامضة ومثيرة للجدل والثغرات الكثيرة التي تتضمنها.
وأضاف أن مصر لها الفضل في خروج خطة ترامب إلى النور بفضل تأكيدها والتزامها منذ البداية بحظر تهجير الفلسطينيين، وإصرارها على السلام القائم على حل الدولتين وقرارات الشرعية لأنه لولا موقف مصر لكانت القضية الفلسطينية قد انتهت تماماً. ولو وافقت مصر على ريفييرا الشرق الأوسط التي طرحها الرئيس ترامب لانتهت القضية تماماً، ولكن وقوف مصر ضد هذه الخطة ومقاومة الضغوط الأمريكية والحرب النفسية التي شنتها إسرائيل وأمريكا من خلال الإيحاء بأن تهجير الفلسطينيين أمر وارد وممكن والاتصال مع دول مثل الصومال وإندونيسيا ومالطا وقبرص وكل هذا التلويح بالتهجير، رفضته مصر.
ومن منطلق هذا الموقف الراسخ جاء حظر تهجير الفلسطينيين من أراضيهم كبند ثابت في هذه الخطة، رغم الغموض الذي يحيط بهذه المسألة، وبالتالي الموقف المصري والمبادئ الأساسية التي غرستها مصر خلال هذا الصراع هي التي أوصلت الموقف الفلسطيني إلى هذه النقطة التي تعتبر نقطة بداية إيجابية وعودة لوحدة الموقف الفلسطيني.
ويري د.عبد العليم أن دور مصر في الفترة القادمة سيشمل مقاربات حول عودة حماس إلى صفوف منظمة التحرير الفلسطينية كفصيل سياسي في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وهو ما يعزز شرعية المقاومة وشرعية المنظمة والسلطة الفلسطينية وبالتالي دور مصر الفترة المقبلة سوف يركز على وحدة الموقف الفلسطيني.
اللواء الدويرى
د. عبد العليم محمد