تحل اليوم ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر 1973، الذكرى التي لا تزال حاضرة في وجدان كل مصري وعربي، باعتبارها ملحمة العزة والكرامة التي أعادت لمصر والأمة العربية الثقة والكرامة بعد سنوات من الانكسار.
موضوعات مقترحة
فهي ليست مجرد انتصار عسكري على العدو، بل تحول تاريخي غيّر خريطة الشرق الأوسط، وأعاد صياغة موازين القوى في المنطقة، لتصبح مصر رمزًا للصمود والقدرة على تجاوز المحن.
في ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، قال السيناريست محمد الباسوسي إن مرور أكثر من نصف قرن على هذا الحدث العظيم يجعلنا نقف أمام محطة تاريخية فارقة، ليس فقط في تاريخ مصر بل في تاريخ الأمة العربية بأكملها.
وأوضح الباسوسي، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام"، أنه عاش أجواء الحرب وهو طفل صغير، إلا أن وعيه بعد ذلك جعله يدرك أن حرب أكتوبر 1973 غيّرت وجه المنطقة والعالم، مؤكدًا أنها من أهم الأحداث في التاريخ الحديث، وخلّفت أثرًا عميقًا في نظرة العالم إلى مصر والعرب.
وأضاف الباسوسي أن الدراما تلعب دورًا محوريًا في تأريخ الأحداث الكبرى، مشيرًا إلى أن هناك فارقًا كبيرًا بين التاريخ والتأريخ، فكاتب السيناريو حين يتناول حدثًا تاريخيًا لا ينقل وقائع فقط، بل يعالجها دراميًا ليصل بها إلى وجدان الجمهور.
وتابع الباسوسي: "أفلام حرب أكتوبر تحتاج دعمًا مباشرًا من الدولة، لأنها تتطلب إمكانيات إنتاجية ضخمة وتصويرًا في أماكن طبيعية، إلى جانب إشراف القوات المسلحة المصرية، التي لا تبخل أبدًا بدعم مثل هذه الأعمال الوطنية".
وأشار إلى أن السينما المصرية قدّمت في فترة السبعينيات مجموعة من الأفلام التي عبّرت عن روح الحرب أهمها فيلم «الرصاصة لا تزال في جيبي» للمخرج حسام الدين مصطفى، وكانت أعمالًا حماسية رغم ضعف الإمكانات وقتها، لكنها نقلت حالة التوحد بين الشعب والجيش.
وتحدث الباسوسي عن التجارب الحديثة قائلًا: "فيلم الممر يُعد من أهم الأعمال التي تناولت فترة ما قبل حرب أكتوبر، وقدّم رؤية إنسانية ووطنية راقية، بالتعاون بين المنتج هشام عبد الخالق والقوات المسلحة، وكان رسالة مهمة للأجيال الجديدة".
وأشار إلى أن الدراما التليفزيونية أصبحت اليوم وسيلة أكثر تأثيرًا وانتشارًا من السينما، بفضل المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أن مسلسل "الاختيار" بأجزائه الثلاثة قدّم نموذجًا مهمًا لتوثيق التاريخ الحديث لمصر ومواجهة المؤامرات التي استهدفتها.
وأكد الباسوسي أن تأريخ الأحداث الكبرى يحتاج وقتًا ومسافة زمنية تسمح بتكوين رؤية أشمل وقراءة أوضح لما جرى، مشددًا على أن المشكلة ليست في الكتّاب، بل في ضرورة توافر الدعم المؤسسي والإنتاجي لهذه النوعية من الأعمال.
وختم السيناريست حديثه قائلًا: "نحن بحاجة إلى مزيد من الأعمال الوطنية التي تُعيد إلى الشباب روح الانتماء، وتُعرّفهم بتاريخ بلادهم، وبأن مصر ستظل صامدة بجيشها وشعبها، لأن فيها رجالًا عظماء أوفوا بعهدهم مع الله بأن تبقى مصر محفوظة إلى الأبد".
https://youtu.be/D-Ba8uJXzg4