نصر الدين عبدالحميد.. مقاتل سكندري يحكي رحلته من «الاستنزاف» حتى نصر أكتوبر المجيد | فيديو

6-10-2025 | 16:36
نصر الدين عبدالحميد مقاتل سكندري يحكي رحلته من ;الاستنزاف; حتى نصر أكتوبر المجيد | فيديونصر الدين عبدالحميد يحكي رحلته من الاستنزاف
الإسكندرية - جمال مجدي

لم يكن نصر أكتوبر المجيد مجرد مواجهة عسكرية تقليدية بين جيشين، بل كان ملحمة متكاملة شاركت فيها جميع الأفرع والأسلحة، وكان لرجال الوحدات الخاصة دور بارز في شل قدرات العدو؛ عبر عمليات نوعية خلف خطوطه.

موضوعات مقترحة

هؤلاء الأبطال، عملوا في صمت وظلوا بعيدين عن الأضواء، حملوا على عاتقهم مهامَ خطرة أسهمت في إرباك جيش العدو، وفقدانه للتوازن خلال ساعات. 


نصر الدين عبدالحميد يحكي رحلته من الاستنزاف

يحكي الرقيب أول نصر الدين علي عبد الحميد، أحد رجال لواء الوحدات الخاصة بالبحرية المصرية، تفاصيل رحلته العسكرية التي بدأت مع حرب الاستنزاف وتوجت بتكريمه بنوط الجمهورية العسكري من الدرجة الأولى بعد نصر أكتوبر.


نصر الدين عبدالحميد يحكي رحلته من الاستنزاف

اختيار خاص ومهام استثنائية

التحق الرقيب أول نصر الدين بالخدمة العسكرية عام 1969 بمركز تدريب القوات البحرية؛ حيث وقع عليه الاختيار للانضمام إلى الوحدات الخاصة البحرية، المجموعة المكلفة بتنفيذ المهام الصعبة خلف خطوط العدو.

ومنذ اللحظة الأولى أدرك أن طريقه سيكون مليئًا بالتحديات، فقد بدأ سلسلة من التدريبات القاسية التي أعدته ليكون جنديًا متعدد المهارات، قادرًا على التكيف مع مختلف الظروف القتالية.


نصر الدين عبدالحميد يحكي رحلته من الاستنزاف

تدريبات قاسية وصقل للمهارات

ويضيف نصر الدين، حصلت على العديد من الفرق العسكرية بمركز التدريب، منها فرقة المظلات والصاعقة والاستطلاع، بالإضافة إلى فرقة غطس، ولم يقتصر التدريب على المهارات القتالية، بل شمل أيضًا تعلم اللغة العبرية لاستجواب الأسرى، ودورات في «التيبوغرافيا» للاستدلال بالنجوم في الصحراء.

ويذكر نصر الدين، أن كتيبته المتمركزة في منطقة خلف خطوط العدو، كانت تفرض تدريبات شاقة لاختبار قوة التحمل، من بينها طوابير السير لمسافات طويلة مثل الإسكندرية إلى مطروح، أو الإسكندرية إلى القاهرة، إلى جانب تسلق جبال سفاجا.


نصر الدين عبدالحميد يحكي رحلته من الاستنزاف

مهام خلف خطوط العدو 

ويتابع نصر الدين أنه خلال حرب الاستنزاف نفذ عمليات نوعية بالغة الخطورة، منها العبور إلى الضفة الشرقية للاستطلاع وتصوير مواقع العدو العسكرية ومطاراته، ومنها مطار الطور؛ حيث انطلق مع ثلاثة من زملائه في قارب مطاطي لعبور خليج السويس، ثم السير لمسافة 5 كيلومترات حتى الوصول إلى المطار ورصده بدقة، وتصويره، وتحديد مواعيد الحراسات وتغيير الدوريات وعدد الجنود، بالإضافة إلى رصد سيارات التموين والإمداد، ثم رفعنا جميع التفاصيل للقيادة. 


نصر الدين عبدالحميد يحكي رحلته من الاستنزاف

مواجهة نارية في قلب العدو

ويروي نصر الدين تفاصيل إحدى العمليات في يوم 26 أكتوبر خرجت مجموعة لتنفيذ عملية استطلاع، وكان من المقرر عودتها في 2 نوفمبر، لكن مع غيابها صدرت الأوامر بخروج قوة أخرى لانتشالها.

ويضيف تحركنا في قاربين مطاطيين يضمان 16 فردًا من ضباط وجنود، وبمجرد وصولنا فوجئنا بنيران كثيفة تخرج من كل مكان، ورغم المفاجأة، تعاملنا مع الموقف بكل قوة وشجاعة، وتمكنا من صد الهجوم ومواصلة المهمة. 


 

ليلة العبور: الوحدات الخاصة في قلب المعركة

ويضيف نصر الدين أنه مع حلول السادس من أكتوبر 1973، كانت الوحدات الخاصة البحرية قد حصلت على أوامر دقيقة بتنفيذ مهام محددة لفتح الطريق أمام القوات البرية والعبور العظيم، وكانت أولى هذه المهام تمثلت في تدمير محطات الرادار الإسرائيلية على الساحل الشرقي لقناة السويس، حتى يتم إعماء العدو وإفقاده القدرة على متابعة تحركات القوات المصرية.

كما تولت مجموعات أخرى زرع الألغام البحرية في مداخل بعض المواني التي كان يستخدمها العدو في الإمداد، بالإضافة إلى الاقتحام المبكر لبعض النقاط الحصينة على الضفة الشرقية لتعطيلها ومنعها من دعم باقي خط بارليف.

وأكد نصر الدين أن هذه العمليات شكلت عنصر المفاجأة الذي أتاح للجيش المصري عبور القناة بأمان نسبي، وإقامة رؤوس كباري قوية، بينما كانت قوات العدو في حالة ارتباك كامل.

 

نوط الجمهورية

ويختم الرقيب أول نصر الدين قائلاً إنه بعد انتهاء الحرب تم تكريمه بـ نوط الجمهورية العسكري من الدرجة الأولى، تقديرًا لبطولاته ودوره الفدائي خلال حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر، مؤكدا أن التكريم لم يكن مجرد وسام على الصدر، بل شهادة تقدير من الوطن لأبنائه الذين ضحوا بحياتهم في سبيل رفع رايته خفاقة. 

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة