في ذكرى حرب أكتوبر.. «السادات» قائد خرج من المنوفية ليقود مصر إلى النصر

6-10-2025 | 16:24
في ذكرى حرب أكتوبر ;السادات; قائد خرج من المنوفية ليقود مصر إلى النصرالرئيس الراحل محمد أنور السادات
المنوفية إسراء قنديل

حفر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، اسمه بحروف من نور على جدران التاريخ المصري، باتخاذه قرار حرب أكتوبر المجيدة؛ ليحفظ رجل الحرب والسلام لنفسه مكانة في القلوب، أصبحت عصية على التلاشي أو النسيان.

موضوعات مقترحة

##

ومع حلول الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، يصبح من الأهمية بمكان، إلقاء الضوء على نشأة الرئيس الراحل مع ذكرى الانتصار.

ميلاد الرئيس السادات

على بعد نحو 80 كم شمال القاهرة، ولد محمد أنور السادات في أحد منازل قرية ميت أبو الكوم، التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، في 25 ديسمبر 1918 لأسرة مصرية بسيطة، وتربى في أسرته البسيطة على قيم الصدق والصبر والكرامة والانتماء، ليتعلم أول دروس الحياة، أن الغنى الحقيقي كان في المبادئ والقيم.

##

كانت القرية الصغيرة شاهدة على تكوين شخصية الرئيس الراحل، الذي تعلم في كُتّاب القرية، واستقى من أجوائها الريفية الإصرار والشجاعة التي صنعت منه فيما بعد قائدًا فذًا ورئيسًا استثنائيًا.

##

تاريخ الرئيس السادات

التحق الرئيس السادات بالكلية الحربية عام 1936، ليبدأ رحلته في المؤسسة العسكرية، ثم شارك في ثورة 23 يوليو 1952، وكان من بين الضباط الأحرار إلى جانب الزعيم جمال عبد الناصر، وتدرج في المناصب حتى أصبح نائبًا للرئيس، ثم تولى رئاسة الجمهورية بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر.

في أكتوبر من عام 1973، سطّر التاريخ واحدة من أعظم ملاحم العرب في العصر الحديث، كان صاحب القرار الذي قاد إلى هذا النصر ليس مجرد زعيم سياسي أو رئيس دولة، بل كان رجلًا من قلب مصر، خرج من بين حقولها، وشرب ماءها، وحمل في قلبه همومها وآمالها.

##

قرار السلام

لم يكن النصر فقط عسكريًا، بل كان أيضًا دبلوماسيًا، فقد تبع الحرب مفاوضات قادها السادات بنفسه، وانتهت بتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979، ليكون أول زعيم عربي يوقع اتفاق سلام مع العدو، وهو ما أثار جدلًا واسعًا، لكنه بقي متمسكًا بخياره: «لا أحد يقرر الحرب أو السلام إلا الشعب».

العودة للجذور

لم تنسِ التزامات رئاسة الجمهورية الرئيس السادات جذوره، فكان دائم العودة إلى قريته، يجلس مع أهلها، ويستمع إلى مشكلاتهم، ليسترجع ذكريات الطفولة، وبقيت ميت أبو الكوم رمزًا للفخر في حياته.

##

بيت السادات.. شاهد على البساطة

المنزل الذي وُلد فيه السادات لا يزال قائمًا حتى اليوم، إلى أنه تحول إلى متحف ومزار وطني، يحتضن صورًا نادرة ووثائق ومقتنيات شخصية للزعيم الراحل.

يجسد هذا البيت ببنائه البسيط وأثاثه المتواضع سيرة رجل لم تغره الأضواء، واحتفظ بتواضعه رغم كل ما بلغ من النفوذ.

##

الزائر لميت أبو الكوم، اليوم، يشعر وكأن الزمن يعود به لعقود مضت؛ حيث يستطيع أن يرى ملامح القرية كما عرفها السادات "الناس الطيبون، الأرض الخصبة، والمنازل المتجاورة بروح المحبة".

السادات.. أب لأهل قريته

لا يزال أبناء ميت أبو الكوم يروون بفخر قصصًا عن «أبوهم أنور» أو "أنور بيه"، كما كانوا يلقبونه.

ويذكرون ويحكون كيف كان يسير في شوارع القرية دون حراسة بعد توليه الرئاسة، وكيف كان يزور مدرسته القديمة، أو يجلس على المصطبة أمام بيته يتبادل الحديث مع جيرانه.

##

ومع حلول ذكرى السادس من أكتوبر كل عام، لا يمكن أن ننسى أن هذا النصر العظيم الصادر عن قرار كانت جذوره ضاربة في أعماق الريف المصري، في قرية صغيرة اسمها ميت أبو الكوم، ومنها خرج أنور السادات ليقود مصر إلى النصر والسلام.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: