بدأ طلاب المدارس السنة الدراسية الجديدة، ومع تلك البداية يحدث لبعض طلبة المدارس خاصة المراحل التعليمية المبكرة تغيرات سلوكية غير مبررة، كفتح الفم أثناء تناول الطعام، ووضع الإصبع داخل الأنف، البصق على الأرض أو في الطعام أو الشراب، ومحاولة وضع يده على براز أخيه الأصغر، والتبول والتبرز بكامل إرادته في أي مكان، وغيرها من السلوكيات التي يطلق عليها الآباء "مقرفة أو مقززة".
موضوعات مقترحة
أسباب ممارسة السلوكيات المقرفة لدى الأطفال
أخصائي التربية وعلم النفس، أشاروا إلى أن فهم أسباب المشكلات السلوكية خاصة التي تظهر أيام المدارس، هو الخطوة الأولى والأهم نحو علاجها، وأن هذه الأسباب متعددة ومعقدة، منها:
الأسرة
الطفل الذي يعاني من التفكك الأسري ولا يُقصد هنا الطلاق فقط بل التفكك قد يكون سمة من سمات الأسرة دون تفكك، وهذا يخلق جوًا من عدم الاستقرار العاطفي للطفل، وكذلك التواصل غير الفعال داخل الأسرة وعدم وجود حوار مفتوح وصحي بين أفرادها.
القسوة والتدليل المفرط
إن الشدة المبالغ فيها والقسوة الزائدة أثناء التربية وكذلك الإفراط في التدليل تخلق لدى الطفل العديد من السلوكيات المضطربة من أهمها السلوكيات المقرفة.
القدوة الحسنة
عندما لا يجد الطفل نماذج إيجابية يحتذي بها في محيطه الأسري أو المدرسي، يدفعه ذلك لسلك أساليب غير محترمة وهو ما نسميه سلوكيات "مقرفة خاصة في أيام المدرسة".
الشعور بالنقص
يصاب الطفل بالإحساس بالنقص عندما يقارنه الوالدين أو أحدهما بمقارنات غير عادلة بإخوته أو بأقرانه أو بأقاربه في التحصيل الدراسي والنتائج الشهرية للامتحانات، أو النقد المستمر اللاذع للطفل في تحصيله الدراسي ما يدفعه بأن يفعل تصرفات "مقرفة" كنوع من إثبات الذات والاعتراض على مقارنات الوالدين غير العادلة.
الصدمات النفسية
كفقدان شخص عزيز أو التعرض لحادث مؤلم بالمصادفة مع بدء العام الدراسي.
الحالة النفسية
إصابة الطفل بالاضطرابات العاطفية مثل القلق أو الاكتئاب، وتظهر في صورة مشكلات سلوكية أهمها على الإطلاق السلوكيات "المقرفة خلال السنة الدراسية".
الضغوط النفسية
سواء أكانت ناتجة عن المدرسة أو العلاقات مع الأقران داخل المدرسة.
الأقران السيئين
ما يدفع الطفل إلى تبني سلوكيات سلبية للشعور بالانتماء وهو باب للسلوكيات "المقرفة" من أجل التميز بأشياء غريبة.
التنمر المدرسي
سخرية الأقران أو العاملين بالمدرسة أو عدم تلبية الاحتياجات التعليمية الخاصة بالطفل يدفعه لعمل سلوكيات غريبة كنوع من الاعتراض والتنفيس.
الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة
تخلق ضغوطًا نفسية إضافية على الطفل ما ينتج عنه سلوكيات شاذة.
صحة الطفل
لها تأثير مباشر على سلوكه وحالته النفسية.
الصحة الجسدية
حيث أن اضطرابات الغدة الدرقية تؤثر على سلوكيات الطفل التي قد تصل إلى السلوكيات "المقرفة".
إن فهم الأسباب التي تدفع الطفل إلى فعل سلوكيات "مقرفة" يساعد الآباء لاستخدام أساليب فعالة للتعامل مع المشكلات السلوكية للطفل وعلاجها الذي
أن السلوك الطبيعي للطفل يتطور مع نموه، ويتأثر بعوامل عديدة منها
البيئة المحيطة
تلعب البيئة دورا كبيرًا في تشكيل سلوك الطفل، فالطفل الذي ينشأ في بيئة داعمة سيطور تلك السلوكيات بالمقارنة بطفل ينشأ في بيئة غير مستقرة تدفعه لفعل سلوكيات غير سوية من بينها السلوك "المقرف".
أسلوب التربية
أساليب التربية التي يتبعها الوالدان لها تأثير كبير على سلوك الطفل، فالتربية القائمة على الحوار والتفاهم تنتج سلوكيات مختلفة بالمقارنة بالتربية القائمة على العقاب طول الوقت والتسلط.
العوامل الوراثية
بعض أنواع السلوكيات غير المقبولة تكون موروثة، مثل الخجل والرغبة في احترام الذات، أو اتباع سلوكيات شاذة ومنفرة.
التجارب السابقة
كل تجربة يمر بها الطفل تترك أثرا على سلوكه، سواء كانت تجربة إيجابية أو سلبية.
وعندما يخرج سلوك الطفل عن المألوف، نكون أمام ما يسمى بـ"المشكلات السلوكية"، وهي ليست مجرد تصرفات، بل أنماط سلوكية مستمرة تؤثر سلبًا على حياة الطفل وعلاقاته مع الآخرين، لذا وجب على الوالدين بمشاركة المدرسة لمواجهة سلوكيات الطفل غير المقبولة بالتعاون مع متخصص لتهذيبها وعلاجها.