في الوقت الذي يترقب فيه الجميع نتائج المفاوضات التى تستضيفها مصر بين وفد حركة حماس والوفد الإسرائيلى، لبحث توفير الظروف الميدانية وتفاصيل عملية تبادل الأسرى والمحتجزين، أملا فى وضع حد للحرب الإسرائيلية الوحشية على القطاع.
موضوعات مقترحة
فإن الزخم الإقليمى والدولى الذى ترتب على موافقة حماس على الخطة الأمريكية، لم يصرف الانتباه عن بعض غموض بنود هذه الخطة، وعن نقطة مهمة أخرى وهى أن قبول الحركة لبعض الأجزاء الرئيسية من خطة ترامب، مثل إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والمحتجزين الفلسطينيين والمساعدات وجهود إعادة الإعمار ورفض تهجير الفلسطينيين من القطاع، لا ينفى الإشارة لبعض النقاط الخلافية، رغم إعلان حماس استعدادها لتسليم إدارة غزة للجنة إدارية فلسطينية مستقلة من التكنوقراط.
وحول هذه التطورات المتسارعة، يقول الدكتور أحمد يوسف أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه يعتبر رد حماس على خطة ترامب، خطوة في منتهى الذكاء، لأن الخطة في الحقيقة كانت تمثل مأزقا، لأن فيها بعض الإيجابيات مثل وقف الحرب والانسحاب وعدم ضم غزة أو عدم تهجير أهلها، ولكن طبعاً كان فيها كثير من الغموض بحيث إنه ممكن أن تكون هذه المكاسب لا شيء على الإطلاق، خصوصاً لأن الخطة كما نعلم نصت على أن تبدأ حماس بالتسليم الفوري لكل الرهائن لديها، وقال إنه شخصياً كان يشفق على المقاومة من التعامل مع هذه المبادرة، ولكن وجه الذكاء في رد حماس أنها ركزت على النقطة التي تعلم أنها تمثل أهم ما لدى ترامب وهو الإفراج عن الرهائن وقبلتها وأحالت الأمور الأخرى التي تحتاج إلى تفاصيل مهمة إلى مناقشات تفصيلية، والأهم من ذلك أنها قالت إن ما يتبقى من الخطة هي أمور لا تهم حماس وحدها، ولكن كل القوى الفلسطينية بما فيها السلطة الفلسطينية، وبالتالي كأنها دعت لحوار وطني، ومن هنا كانت وجهة نظره بأن الرد كان شديد الذكاء، وأضاف أن المفاجأة الحقيقية بالنسبة له هو رد فعل الرئيس ترامب الذي لم يعتبرها فقط قبولا لمبادرته، ولكنه قال إنه يتعين على إسرائيل أن توقف إطلاق النار فوراً، وقال إنه يتمنى أن يثابر ترامب على هذا الموقف، لافتا إلى أنه سيكون هناك جولات شديدة التعقيد للاتفاق على التفاصيل، لكن أهم شيء أن يبدأ فوراً وقف إراقة الدماء الفلسطينية.