المسار المصري

5-10-2025 | 16:40
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

"دائمًا لدينا ثقة في الله.. ثقة في عدالة موقفنا، أمانة وإخلاص في مسارنا".. بهذه الكلمات اختتم السيد الرئيس مصارحته مع شباب مصر خلال الجولة التفقدية بالأكاديمية العسكرية المصرية، بمقر القيادة الإستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة.

جاءت هذه الجولة في توقيت بالغ الأهمية على المستويين الدولي والإقليمي، بل على المستوى الداخلي؛ فعلى المستوى الإقليمي كانت الأصداء ما زالت ساخنة نتيجة الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة عاصمة قطر لاستهداف قيادات حركة حماس، وما أعقبها من قمة عربية وإسلامية لمساندة دولة قطر. وما زالت الاعتداءات الإسرائيلية على غزة مستمرة بصورة وحشية في ظل تعنت من الجانب الإسرائيلي في إدخال المساعدات الإنسانية. وفي الوقت نفسه كانت مصر تواجه الحملة الممنهجة من خوارج العصر (الإخوان المسلمين) التي تستهدف مصر ورئيسها في العواصم الأوروبية من خلال تصدير صورة يتم الإعداد لها من خلال مجموعة من الشباب لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة، أحدهم يحاول إغلاق أبواب السفارة المصرية والآخر يصور اللقطة، ليتم بعدها ترويج هذه اللقطات العبثية على وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال منصاتهم الإعلامية التي تبث من الخارج على أن هناك حصارًا للسفارات المصرية في الخارج.

وعلى المستوى الدولي كان هناك الاجتماع الدوري لمنظمة الأمم المتحدة في دورتها الـ80 بمشاركة ما يقرب من 200 رئيس على مستوى العالم، وقبله بيوم كان هناك مؤتمر دولي برعاية سعودية مصرية فرنسية لمناقشة القضية الفلسطينية والدعوة إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية الذي نجح نجاحًا كبيرًا، وبالفعل اعترفت العديد من دول العالم وفي مقدمة الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية فرنسا وإنجلترا. ثم لحق ذلك دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقادة الدول العربية والإسلامية الذين شاركوا في اجتماعات الأمم المتحدة ومن قبله مؤتمر حل الدولتين إلى اجتماع تشاوري لبحث سبل حل القضية الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

وسط كل هذه الأحداث الدولية والإقليمية جاءت زيارة السيد الرئيس إلى شباب مصر في الأكاديمية العسكرية المصرية في مقر القيادة الإستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة.

جاءت كلمات السيد الرئيس لتوضح لشباب مصر وشعبها الموقف المصري الثابت، كما أنها حملت أيضًا رسالة مهمة إلى الخارج. 

الرسالة إلى الخارج كانت واضحة وهي أن مصر وإن كانت ساعية إلى السلام، وإن كانت غير معتدية، لكن مصر وشعبها وجيشها وشبابها على أهبة الاستعداد في أي وقت للتضحية بالغالى والنفيس في سبيل الدفاع عن مصر وأرضها. هذه الرسالة واضحة لكل من تسول له نفسه أن يفكر فقط في تجاوز حدوده مع مصر أرضًا وشعبًا وجيشًا. وها هم شباب مصر يقفون بكل عزة وجدية وفي تدريبات مستمرة على المستويات العسكرية كافة ومع مختلف المدارس العسكرية الغرب والشرق والشمال والجنوب، برًا وبحرًا وجوًا. فقريبًا كانت القوات المسلحة تجري تدريباتها في مناورات النجم الساطع بمشاركة العديد من الدول الأجنبية والعربية وغيرها من المناورات والتدريبات التي تجرى على مدى العام.

لعل من حسن الطالع أننا نستقبل هذه الأيام شهر النصر، شهر أكتوبر العظيم، الذي شهد ملحمة قامت بها مصر جيشًا وشعبًا تمثلت في إسقاط الغرور والتبجح الإسرائيلي على قناة السويس وفي سيناء. وكما قال الرئيس البطل محمد أنور السادات: إن التاريخ سيقف طويلًا بالبحث والدرس لهذا النصر، وقال أيضًا: إن الجيش المصري استطاع في 6 أكتوبر 1973 أن يهزم الغرور الإسرائيلي ويعبر قناة السويس ويحطم خط بارليف ويقيم رؤوس كبارٍ لعبور بقية قواتنا المسلحة في 6 ساعات. وليؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في إحدى الندوات التثقيفية لقواتنا المسلحة أن من استطاع أن يفعل ذلك في أكتوبر 73 يستطيع أن يقوم بها مرات ومرات.

كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي في زيارته التفقدية الأخيرة كانت مهمة جدًا، فقال: إن شباب مصر هم الأمل في بناء المستقبل، مشددًا على ضرورة مواصلة الاهتمام بهم في مختلف ربوع الوطن، لما يمثله ذلك من دفع لمعدلات التقدم والأداء إلى آفاق غير مسبوقة.

وفيما يتعلق بالشأن الداخلي، أشاد السيد الرئيس بالأوضاع الاقتصادية والأمنية، مشيرًا إلى أن التحديات الإقليمية المحيطة أسفرت عن فقدان نحو 9 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس خلال العامين الماضيين. داعيًا إلى دراسة تجارب الدول التي واجهت ظروفًا صعبة وتجاوزتها بالإرادة والعمل والصبر، وصولًا إلى التغيير المنشود في حياتهم.

كما أشار سيادته إلى الاعتداءات التي طالت بعض السفارات المصرية في الخارج، موضحًا أن جزءًا منها نابع من جهل البعض، والجزء الآخر من لؤم ومكر من أهل الشر. مؤكدًا أن مصر لا تتآمر على أحد، وأن الشعب المصري مسالم بطبعه، لكنه عصيٌّ على الإيذاء، وأنه لن يتمكن أحد من إلحاق الأذى بمصر.

كما أشار سيادته إلى الاعتداءات التي طالت بعض السفارات المصرية في الخارج، موضحًا أن جزءا منها نابع من جهل البعض، والجزء الآخر من لؤم ومكر من أهل الشر.

 مؤكدًا أن مصر لا تتآمر على أحد، وأن الشعب المصري مسالم بطبعه، لكنه عصيٌّ على الإيذاء، وأنه لن يتمكن أحد من إلحاق الأذى بمصر.

ثمن السيد الرئيس مستوى الوعي والفهم لدى أبناء الشعب المصري، والذي تجلى في ردود الأفعال تجاه التحديات الراهنة، مؤكدًا أن المنطقة تمر بمنعطف حاسم يتطلب تقديرًا سليمًا ودراسة متأنية لكل خطوة؛ إذ إن أي تقدير خاطئ قد يقود إلى المجهول.

كما أشاد سيادته بوعي الشعب المصري وصلابته التي تعززت منذ عام 2011، رغم ما واجهه من مكائد ومؤامرات كان ثمنها غاليًا.

تناول السيد الرئيس تطورات الأوضاع في قطاع غزة، مؤكدًا حرص مصر الصادق والقوي على وقف الحرب، والإسهام في إعادة الإعمار، وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين مع الحفاظ على أرواح المصريين.

في السياق ذاته، أشاد السيد الرئيس بالاعترافات الدولية المتتالية بالدولة الفلسطينية، مثمنًا سيادته جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيقاف الحرب في غزة، وحرصه الحثيث في سبيل تحقيق ذلك.

كلمات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي أوضحت المسار المصري على مختلف الاتجاهات وهو مسار واضح لا لبس فيه، مسار أساسه يمتد إلى حضارة تمتد في عمق التاريخ إلى 7 آلاف عام، مسار يرتوي بعمق إيماني لا لبس فيه من الأخلاقيات التي دعت إليها مختلف الديانات السماوية، الأخلاقيات الصحيحة والأفكار الصادقة التي لم تتعرض للتغيير أو للتجريف، مسار قواعده الحفاظ على الدولة المصرية وهويتها وأرضها وشعبها، لا ينخرط في مغامرات غير محسوبة أو مخاطر تمس الشعب المصري وتمس حياته.

ولهذا اختتم السيد الرئيس كلماته بهذه الجملة الجامعة:

"دائمًا لدينا ثقة في الله ثقة في عدالة موقفنا وأمانة وإخلاص في مسارنا".

وَللهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ.

حفظ الله مصر وحفظ شعبها وجيشها وقائدها...

وكل عام ومصر بكل خير بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر الغالي

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة