لياو ليتشيانغ يكتب: تسجيل فصول جديدة للعلاقات الصينية المصرية خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون

4-9-2025 | 21:33
لياو ليتشيانغ يكتب تسجيل فصول جديدة للعلاقات الصينية المصرية خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاونلياو ليتشيانغ سفير الصين في القاهرة
لياو ليتشيانغ - سفير الصين في القاهرة

قبل أيام، اختتمت بنجاح قمة منظمة شنغهاي للتعاون لعام 2025 في مدينة تيانجين، لتلفت أنظار العالم إلى الصين مجددا، وهي أكبر قمة من حيث الحضور والنتائج منذ تأسيس المنظمة.

موضوعات مقترحة

وترأس الرئيس شي جين بينغ قمة منظمة شنغهاي للتعاون واجتماع "منظمة شنغهاي+"، كما التقى مع رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي وغيره من 23 قادة العالم أو ممثليهم و10 مسئولين للمنظمات الدولية، للتحدث عن الصداقة والتعاون والتنمية.

وحققت هذه القمة 8 إنجازات مهمة، ألا وهي: وضع إستراتيجية التنمية للمنظمة للعشر سنوات المقبلة، وإطلاق الصوت العادل الداعي للدفاع عن نتائج الحرب العالمية الثانية، والتأكيد على الموقف العادل الداعم لنظام التجارة متعددة الأطراف، وإنشاء "المراكز الأربعة للأمن"، واتخاذ القرار السياسي بشأن إنشاء بنك التنمية لمنظمة شنغهاي للتعاون، وإنشاء ست منصات للتعاون العملي، ووضع ست خطط للعمل للتنمية عالية الجودة، والدفع بتحقيق اختراقات جديدة لإصلاح المنظمة.

وستساهم قمة تيانجين في دفع منظمة شنغهاي للتعاون إلى مرحلة جديدة من التنمية عالية الجودة، يسودها المزيد من التضامن والتعاون والحيوية والإنجازات، ولا شك أنها ستشكل معلما بارزا في مسيرة المنظمة.

أود أن أشير بشكل خاص إلى أن الرئيس شي جين بينغ طرح مبادرة الحوكمة العالمية، الأمر الذي يشكل أبرز نقطة ساطعة لقمة تيانجين، ويجعلها حدثا مهما يرسم اتجاه تقدم البشرية في المستقبل.

ويصادف هذا العام الذكرى الثمانين لانتصار الحرب العالمية ضد الفاشية وتأسيس الأمم المتحدة، وهو عام مفصلي للحوكمة العالمية.

وطرح الرئيس شي جين بينغ مبادرة الحوكمة العالمية في هذه اللحظة المهمة، للتجاوب مع التطلعات المشتركة لشعوب العالم وتلبية الحاجات الملحة لعالمنا اليوم، فلقيت هذه المبادرة ترحيبا ودعما واسعا من قادة الدول والمنظمات الدولية المشاركة فور طرحها، ومن المؤكد أنها ستجد تجاوبا واستحسانا أوسع وأكثر إيجابية من المجتمع الدولي.

وتتضمن هذه المبادرة المهمة خمسة مفاهيم أساسية، ألا وهي: الالتزام بالمساواة في السيادة، والالتزام بسيادة القانون الدولي، والالتزام بتعددية الأطراف، والالتزام بوضع الشعب في المقام الأول، والالتزام بتحقيق النتائج الملموسة.

وأوضحت المبادرة المبادئ والأساليب والمسارات التي يجب اتباعها لإصلاح واستكمال الحوكمة العالمية.

وتتطابق هذه المفاهيم تماما مع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وستساعد دول العالم في بناء وإصلاح نظام الحوكمة العالمية عبر الأمم المتحدة وغيرها من آليات متعددة الأطراف، لمواجهة تحديات العصر بشكل أكثر فعالا.

وتُعد مبادرة الحوكمة العالمية منتجا عاما جديدا تقدمه الصين للعالم، بعد مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمية ومبادرة الحضارة العالمية، وتتكامل هذه المبادرات الأربع مع بعضها البعض بانسجام، مما يضفي زخم الاستقرار واليقين في العالم المضطرب، ويعكس دور الصين الفاعل في الشؤون الدولية.

وستعزز الصين التنسيق والتواصل مع الأمم المتحدة ومصر وغيرها من دول العالم، لحسن تنفيذ مبادرة الحوكمة العالمية، والدفع ببناء نظام الحوكمة العالمية الأكثر عدلا وإنصافا، والمضي قدما نحو بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

وتُعد مصر عضوا في "أسرة منظمة شنغهاي الكبيرة".. وتلبية لدعوة الجانب الصيني، حضر رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي قمة تيانجين ممثلا عن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث التقى مع الرئيس شي جين بينغ على هامش القمة، كما عقد لقاء مع تساي تشي عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي وأمين أمانة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.

تجدر الإشارة إلى أن رئيسيْ الحكومتين زارا بعضهما البعض خلال شهر ونيف، الأمر الذي يعكس الطابع الإستراتيجي وعمق العلاقات الصينية المصرية.. وتشرفت بالمشاركة في الفعاليات المذكورة كالسفير الصيني لدى مصر وجامعة الدول العربية.. وحقق التواصل المهم بين قادة البلدين هذه المرة إنجازات مثمرة، وأضفى قوة دافعة مهمة للعلاقات الثنائية.

وأكد الرئيس شي جين بينغ خلال اللقاء أنه يجب على الصين ومصر دعم بعضهما البعض بثبات كأخوين عزيزين، ومواصلة الدعم للمصالح الجوهرية والانشغالات الكبرى للجانب الآخر.

من جانبه، نقل الدكتور مصطفى مدبولي خالص التحيات والاحترام من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي للرئيس شي جين بينغ، مؤكدا أن الصين الشريك والصديق الحقيقي لمصر، حيث تولي مصر أهمية بالغة لعلاقاتها مع الصين، وتلتزم بثبات بمبدأ "الصين الواحدة".. وتعكس الصداقة العميقة بين قادة البلدين عمق الثقة الإستراتيجية المتبادلة ومدى الالتزام الثابت للجانب الآخر، الأمر الذي يساهم في توجيه العلاقات الصينية المصرية إلى الأمام ويشكل عامل الاستقرار لهذه العلاقات. 

ويتعمق التعاون العملي باستمرار، حيث تُعد الصين ومصر شريكين أساسيين في بناء "الحزام والطريق"، وأكد الرئيس شي جين بينغ أنه يجب على الصين ومصر العمل سويا على تعزيز المواءمة بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية مصر 2030"، واتخاذ منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بالسويس وغيرها من مناطق التعاون كقاطرة، لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والتصنيع المشترك والطاقة الجديدة.

من جانبه، أكد الدكتور مصطفى مدبولي على حرصه لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة الجديدة والسيارات الكهربائية والمالية وتحلية مياه البحر، وتطلعه لمجيء المزيد من الشركات الصينية إلى مصر للاستثمار ومزاولة الأعمال.. فخلال زيارته في الصين، عقد الدكتور مصطفى مدبولي لقاءات مع عديد من مسؤولي الشركات الصينية، مما يجذب اهتماما بالغا من وسائل الإعلام المصرية.

وجاء التعاون العملي المثمر بين البلدين نتيجة للتكامل في الموارد والمراحل التنموية والمزايا الجغرافية، والانسجام التام في مفهوم التنمية، الأمر الذي لا يخدم النمو الاقتصادي للبلدين فحسب، بل يشكل نموذجا لتطبيق مبادرة "الحزام والطريق" في إفريقيا والعالم العربي.

وأكد الرئيس شي جين بينغ أنه يجب على الصين ومصر، باعتبارهما عضوين مهمين في الجنوب العالمي، تحمل المسؤولية التاريخية كدولة كبيرة، والعمل سويا على صون نتائج الحرب العالمية الثانية، والتصدي للأحادية والهيمنة، والدفاع عن النظام الدولي المتمحور حول الأمم المتحدة والمنظومة الدولية القائمة على القانون الدولي.

من جانبه، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر تدعم المبادرات العالمية التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، وأنها مستعدة لتعزيز التنسيق والتعاون مع الصين للحفاظ على المصالح المشتركة للدول النامية.

وتكتسب العلاقات الصينية المصرية أهمية عالمية تتجاوز الإطار الثنائي، إذ أن البلدين يقفان في مقدمة دول الجنوب العالمي، ويشكل التعاون الإستراتيجي بينهما تعزيزا لتعددية الأطراف، قوة دافعة لمسار ديمقراطية الحوكمة العالمية.. وإن ما يجمع البلدين من الشراكة الإستراتيجية القائمة على العدالة والإنصاف والهادفة إلى بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، تُعد نموذجا يحتذى به للعلاقات الثنائية ذات الدلالة العالمية في ظل التغيرات غير المسبوقة منذ قرن.

وتوفر منظمة شنغهاي للتعاون فرصة سانحة لزيادة تعزيز التعاون بين الصين ومصر في مختلف المجالات، وستساعد البلدين على المضي قدما نحو التحديث بشكل مشترك.. ونحن على استعداد للعمل سويا مع الجانب المصري لحسن تنفيذ نتائج قمة تيانجين لمنظمة شنغهاي للتعاون ونتائج زيارة الدكتور مصطفى مدبولي إلى الصين، والمضي قدما جنبا إلى جنب في طريق بناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك، ومجتمع المستقبل المشترك للبشرية. 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة