يكفى أن نطرح سؤالا من ثلاثة كلمات من هي رائدة التحرر النسائي؟، لنجد الإجابة حاضرة في أذهان المستمعين وملء الأفواه.. إنها هدى شعراوي.
موضوعات مقترحة
فتاة من قلب المجتمع المحافظ
فتاة أصولها صعيدية من الطبقات الثرية، فوالدها محمد سلطان باشا رئيس مجلس النواب في عهد الخديو توفيق، وصفه بلنت في كتابه (التاريخ السرى لاحتلال إنجلترا لمصر) بملك الوجه القبلى بين كبار الملاك فكان ذو ثروة واسعة وجاه عريض.
كان الأب في البداية معاضدًا لعرابي في ثورته، ثم انقلب عليه وانضم إلى معسكر الخديو توفيق، وبذل جهودًا كبيرة في نصرته؛ مما مهد للاحتلال البريطاني لمصر، وقد أنعم عليه الخديو توفيق بالوسام المجيدى الأول، ومكافأة عشرة آلاف جنيه مصرى، وهذا ما جعله دائما موضع لاتهام النخب الوطنية له بالخيانة.
هذه هي الرواية التي نعرفها جميعا من كتب التاريخ، لكن دائما تطلق الأوصاف والتهم في تاريخنا وتغيب المبررات عن هذا التحول.
هنا الابنة تقدم مبررًا منطقيًا لو صح مأخوذا من مقال لقليني باشا فهمي بجريدة المقطم عام ١٩٢٣م يروي فيه شهادة تحتاج إلى مزيد من الدراسة لانفراده بها من أن عرابي ورفاقه من رجال الجيش قد طالبوا سلطان باشا بعقد جلسة برلمانية عاجلة لعزل الخديو توفيق!، فكان تساؤل سلطان لعرابي مشروعًا وحكيمًا ومن يخلف الخديو؟، هنا دب الخلاف بين رجال عرابي، وظهر الصراع بينهم لدرجة اقتراح أحدهم بأن يكون لكل مديرية خديو يتولاها واحد منهم.
هنا قال سلطان باشا: (يحسن أن نقف عند هذا الحد) وكان هذا هو نقطة الخلاف وبداية لاتهام العرابيين لسلطان باشا بالخيانة!!.
تختلف هذه الرواية مع الرواية الشهيرة من أن عرابي ورجاله كان في نيتهم عزل الخديو توفيق، لكن كان البديل هو تعيين البرنس حليم المقيم بالأستانة والمدعوم بقوة من الباب العالي، ولكن عوامل كثيرة أجهضت هذا السيناريو أبرزها الرفض البريطاني.
هدى شعراوي
بين قصتين
وأياً كان الصحيح من الروايتين، فلو صحت الرواية الشهيرة فمبرر سلطان باشا في التحول من العرابيين إلى الخديو يبدو مفهومًا، وهو عدائه للباب العالي وخشيته من عودة مصر إلى حظيرة النفوذ العثماني، وهي مخاوف يشاركه فيها الكثير من معاصريه.
و لو صحت القصة التي روتها هدى شعراوي على لسان قليني باشا، فهي تشير إلى نظرة سلطان باشا الثاقبة واستشرافه المستقبل خوفا من الفرقة والتشتت التي قد تكلف البلدان الكثير.
ظن سلطان باشا أن استدعاء الانجليز لنصرة الخديو سيكون مؤقتًا ولن يكون احتلالاً دائمًا وفقًا لرواية ابنته هدى، وهو تفكير وإن كان قاصرًا، لكن لابد وأن ننظر إليه في توقيته، خاصة إذا علمنا أن هذا فكر الخديو توفيق نفسه أيضا!!.
هدى شعراوي مع صديقتها سيزا نبراوى
الأب وعوامل التحول
هذه التحولات في شخصية الأب بالطبع أثرت في شخصية هدى ولو بشكل غير مباشر، وربما تحولها من الاتجاه المحافظ إلى الليبرالي، إحدى أوجه هذا التأثر وهذا يطرح سؤالا هل العقيدة السياسية والتوجهات الاجتماعية موروثة أم لا؟.
تقبع إجابة هذا التساؤل تحت مصطلح الجينات السياسية (الجينوبوليتيكس)، وهي دراسة الأساس الوراثي للسلوكيات والاتجاهات السياسية.
ذهبت بعض الدراسات إلى أن اختيار الاحزاب تشكله التنشئة الاجتماعية الابوية غالبا، فيما تشير دراسات أخرى إلى دور الجينات في ذلك ومنها دراسة طريفة أجراها باحثون من جامعة سنغافورة عام 2015م وضمت 1800متطوع، وبعد أخذ ارائهم وانتمائاتهم السياسية تم أخذ عينات من الحمض النووي لهم اكتشف العلماء وجود علاقة بين الجينات واختيار الإنسان للعقيدة السياسية التي يؤمن بها.
اتضح للباحثين دور الجين DRD4 في تحديد الموقف السياسي للشخص، وخاصة عند السيدات هذا الجين يؤثر في توازن مادة الدوبامين (هرمون السعادة) في الدماغ وبالتالي فإن تغير الجين DRD4 المسؤول عن حصول الجسم على هرمونات السعادة، يؤثر في اختيار الشخص للحزب السياسي .
هدى شعراوي خلال رحلتها إلى روسيا
التأثر بوالدتين
توفي الأب تاركًا ثروة ضخمة، وهدى في عمر الخمس سنوات فعاشت مع والدتها إقبال ذات الأصول القوقازية، وزوجة أبيها حسيبة التي كانت تناديها بـ"ماما الكبيرة" وتحت وصاية ابن عمتها علي شعراوي .
كانت الطفلة هدى شديدة التعلق بماما الكبيرة، فتستأذن والدتها في تمضية الليالي معها، وتعلل ذلك هدى بالشبه بينهما في حب الهواء الطلق على عكس والدتها إقبال، كما أن حسيبة كانت صريحة معها حينما سألتها عن سبب تفضيل أخيها علي عليها وهي الأكبر عمرًا، ومن الطبيعي أن يكون نصيبها الأوفر ومركزها أعلى منه فكان جوابها :(ولكنك فتاة وهو غلام، وليس هذا فحسب بل أنت لست الفتاة الوحيدة، وهو الولد الوحيد الذي عليه عمار الدار، أنت عندما تتزوجين ستذهبين إلى منزل الزوجية وتحملين اسم زوجك، أما هو فسيحيي اسم أبيه ويفتح بيته) .
تأثر كبير لهدى بوالدتيها الكبيرة والحقيقية وتفاعلها مع مشاعرهن الحزينة يمكن ملاحظته بوضوح في مذكرات هدى شعراوي وهو أمر طبيعي يتفق مع حقائق العلم ففي دراسة على عدة عائلات نشرت نتائجها في مجلة العلوم العصبية، تقول الباحثة فوميكو هيوفت وهي أستاذ مشارك في الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا وباحثة رئيسية في الدراسة أن النظام الدماغي الحوفي المسؤول عن تنظيم المشاعر والمرتبط بمظاهر الاكتئاب غالبًا ما ينتقل من الأم إلى الابنة أكثر من الأم إلى الابن أو من الأب إلى الابن، وتستشهد هوفت على تأثير قوى الطبيعة والتربية بقصة هورتون يفقس البيض للدكتور سوس حيث يجلس فيل على بيض الطير بدلاً من أمه الحقيقية ليفقس هجين من فيل وطير في النهاية.
انتماء هدى لطبقة الأثرياء أتاح لها تلقى دروس منزلية في اللغات كالعربية والفرنسية والتركية وفي البيانوـ وأتمت حفظ القرآن الكريم في التاسعة من عمرها.
هدى شعراوي في أثناء خطاب لها - ومع زوجها على شعراوى وأبنائهما
محطات فارقة
قطعت هدى نيابة عن الباحثين شوطًا كبيرًا في تحليل شخصيتها و التغيرات التي طرأت عليها عبر ما سجلته تفصيليا في مذكراتها التي نلمح فيها عدة نقاط كان لها الباع الأكبر في التحول وإن لم تخل هذه المذكرات من مبالغات وشعور متزايد بتضخيم الذات :
الأمر الأول: التمييز في الجنس وعدم المساواة فكان لأخيها الأصغر منها كل الامتيازات فهو الولد الذي يحمل اسم ابيه، أما هي فستتزوج وتحمل اسم زوجها كما حدثتها زوجة أبيها.
الأمر الثاني: الزواج المبكر ومن رجل هو ابن عمتها والوصي عليها علي شعراوي وكان متزوجًا ويكبرها بفارق زمني ضخم (أربعون عاما)؛ مما حرمها من هواياتها في عزف البيانو وزرع الأشجار والتدخين أيضا؛ مما أصابها بالاكتئاب.
الأمر الثالث: رؤيتها أن الاختلاط بين البنات والأولاد في مراحل الطفولة له دور هام في إذابة الفوارق بين الجنسين وبناء وشائج من الصداقة البريئة.
هدى شعراوي في أثناء خطاب لها - ومع زوجها على شعراوى وأبنائهما
الفترة الذهبية
اشترطت إقبال على زوج ابنتها والوصي في الوقت ذاته علي شعراوي أن يوقع اقرارًا بأن تكون ابنتها الزوجة الوحيدة، وأخفت ذلك عن ابنتها، لكن حينما علمت الأم أن زوج ابنتها قد حنث بوعده ولم يف بالتزامه قامت ثورتها؛ مما كان له وقع إيجابي على هدى التي تمتعت بفترة من الانفصال عن زوجها دامت سبع سنوات.
مثلت سنوات الانفصال لهدى الفترة التي شكلت وعيها وحددت لها وجهتها فاستأنفت دروس اللغة الفرنسية واللغة العربية والبيانو، والذي كانت تقضي وقتها عليه لساعات متأخرة من الليل، كما تعرفت على ثلاثة من صفوة المجتمع الراقي هن :عديلة نبراوي الصديقة المصرية والتي كانت تصحبها لدار الأوبرا، وعطية سقاف تركية، وأوجيني لو بران التي اعتبرتها بمثابة الأم وهي فرنسية الأصل.
ثورة 1919
تعتبر ثورة عام 1919م هي المفجر الأول للحركة النسائية الناهضة، فقد شهدت الثورة مشاركة نسائية فاعلة، وكانت رسالة بتوقيع ثلاثي من صفية زغلول وهدى شعراوي وإستر فهمي للرئيس الأمريكي ويلسون؛ احتجاجًا على اعتقال سعد زغلول وعلي شعراوي وغيرهم، وهم في طريقهم لمؤتمر الصلح بباريس؛ للمطالبة بالجلاء، كما سجلت الثورة أول شهيدتين من النساء هما: شفيقة محمد وحمدية خليل.
هدى شعراوي وصفية زغلول
رحلة الدفاع عن حقوق المرأة
كانت البداية مع حضورها لأول مؤتمر دولي للمرأة في روما عام 1923م ولقاءها الدوتشي موسوليني، وكما زعمت في مذكراتها أنه أعرب لها عن اهتمامه بحركات التحرير في مصر!!، تزامن هذا مع تشكيلها الاتحاد النسائي المصري، وكان الاتحاد النسائي ساحة مفتوحة لكل النساء باختلاف أطيافهن دون تمييز للمشاركة فضم المسلمة المحجبة مثل: نبوية موسى والمسيحية، مثل إستر فهمي والحاسرة مثل درية شفيق .
سعت هدى من خلال هذا المؤتمر إلى تحسين وضع المرأة في المجتمع المصري، وذلك عبر إتاحة حق الانتخاب للمرأة ومساواتها بالرجل في الحقوق السياسية وفي فرص التعليم والعمل، وعدم اجبارها على الزواج، وتقييد حق الطلاق، وتعدد الزوجات والحض على الجمع بين الجنسين في مراحل الطفولة والتعليم الابتدائي.
الطريف أن الاتحاد رفض حتى التمييز في اللغة العربية بين المرأة والرجل، فطالب المجامع اللغوية العربية بحذف "نون النسوة".
دعمت هدى شعراوي دعوة شيخ الأزهر أبو الفضل الجيزاوي إلى منع المسكرات، وزادت عليه محاربة محلات البغاء أيضا، كما رفضت دعوة سلامة موسى لمساواة المرأة بالرجل في الميراث فلا يجب التأثر بالغرب في كل شىء فلكل بلد خصوصية في التقاليد والتشريع، وهو ما يثبت أن هدى شعراوي لم تناصب الدين العداء كما أنها لم تخلع ولم تحرق الحجاب كما يتهمها السلفيون حتى يومنا هذا، وحقيقة الحادثة أنها خلعت النقاب وشتان بين الحجاب والنقاب تقول هدى عن هذه الحادثة:(ورفعنا النقاب أنا وسكرتيرتي سيزا نبراوي وقرأنا الفاتحة ثم خطونا على سلم الباخرة مكشوفتي الوجه، وتلفتنا لنرى تأثير الوجه الذي يبدو سافرًا لأول مرة بين الجموع فلم نجد له تأثيرًا أبدًا لأن كل الناس كانوا متوجهين نحو سعد زعلول متشوقين إلى طلعته).
جهود هدى شعراوي عبر الاتحاد لا تنكر فقد تم إنشاء دار التعاون الإصلاحي كمدرسة لتعليم النساء مبادئ الصحة والدين وإقامة مشغل للفتيات وسوق خيري لعرض المنتجات و مصنع لأعمال الخزف والصيني فضلا عن ملاجئ لليتيمات وحضانات للأطفال يقوم عليها مشرفات كما أصدرت مجلة (المصرية) باللغتين العربية والفرنسية لتكون منبرا لصوت المرأة المصرية، ولم تقتصر جهود الاتحاد على الشأن المحلي بل امتدت إلى المشاركة في قضايا الأمة مثل بعثة الهلال الأحمر المصري إلى سوريا عام 1945م، والذي أسهم في انشاء مستشفى ميداني هناك وإمداده بالطبيبات والتمريض، وقيل أن هدى شعراوي ماتت وهي تكتب على فراش مرضها الاخير بيانًا تندد فيه بقرار تقسيم فلسطين عام 1947م وتطالب الدول العربية بالوقوف صفا واحدا لمجابهته.
هدى شعراوي مع أم كلثوم
سقوط ورقة التوت
قديمًا، فرق علماء اللغة بين التضاد والتناقض فجعلوا التضاد في الأفعال والتناقض في الأقوال، ولكن حادثة في حياة الست هدى جعلتنا في مأزق حيارى بين التضاد والتناقض أو الجمع بينهما !!.
تقول هدى في مذكراتها (ولقد ربيت ابنتي وابني عن طريق الإقناع، فلم أنهرهما أبدًا وأستعمل الغلظة معهما حتى ولو وقع من أحدهما خطأ يستوجب ذلك؛ بل كنت أحاول إقناعه بخطئه في لطف حتى يقتنع ويشعر بشيء من الخجل فلا يأتيه ثانية من نفسه، وبذلك أمكنني أن أبث فيهما روح تقدير المسئولية وتحملها بأهداب الأمانة والصدق، وقد شبا على هذه الصفات وتطبعا بهذه الفضائل، وشجعني ذلك على المضي في هذه الطريقة التربوية الصحيحة التي لا تتطلب من الأم إلا قليلًا من الصبر والتفرغ لأقدس الواجبات) .
من السهل أن نخط أوراقنا بمثالية مُفرطة، لكن ماذا لو وضعنا هذه المثالية في اختبار حقيقي؟!.
في إحدى حفلات هدى شعراوي بمنزلها تعرف ابنها محمد شعراوي على المطربة فاطمة سري التي أحيت الحفل، وراح يطاردها حتى وقعت في غرامه وحدث المحظور، وبدأت تظهر عليها علامات الحمل حاول محمد شعراوي التنصل منها فلما ضيقت حوله الخناق كتب إقرارًا بخط يده يعترف فيه بزواجه منها شرعيًا واعترافه بالجنين، انجبت فاطمة الطفلة ليلى.
علمت هدى شعراوي بالأمر، فحاولت الضغط على المطربة بالترغيب تارة وبالوعيد تارة عبر تلفيق ملف بالآداب للفتاة للسكوت.
سافر محمد شعراوي إلى أوروبا، وطلب من فاطمة اللحاق به، ثم تهرب منها من بلد لآخر، فعادت فاطمة إلى مصر.
حاول محمد بعد ذلك الحصول على ورقة الإقرار منها بأي وسيلة حتى يخفي معالم جريمته، فأعطته صورة منها على أنها الورقة الأصلية فحملها واختفي، ولم تفلح في العثور عليه بعد ذلك، فتوجهت برسالتها لرائدة التحرر النسائي هدى شعراوي مخاطبة ضميرها:
(سيدتي سلاماً وبعد، إنَّ اعتقادي بك وبعدلك، ودفاعك عن حق المرأة، يدفعني كل ذلك إلى التقدم إليك طالبة الإنصاف، وبذلك تقدمين للعالم برهاناً على صدق دفاعك عن حق المرأة، ويمكنك حقيقة أن تسيري على رأس النساء مطالبة بحقوقهن، ولو كان الأمر قاصراً عليَّ لما أحرجت مركزك، لعل أنَّك أم تخافين على ولدك العزيز أن تلعب به أيدي النساء وتخافين على مستقبله من عشرتهن، وعلى سمعته من أن يقال أنَّه تزوَّج امرأة كانت فيما مضى من الزمان تغني على المسارح، ولك حق إن عجزتِ عن تقديم ذلك البرهان الصارم على نفسك؛ لأنَّه يصيب من عظمتك وجاهك وشرف عائلتك، كما تظنون يا معشر الأغنياء، ولكن هناك طفلة مسكينة هي ابنتي وحفيدتك، إنَّ نجلك العزيز، والله يعلم، وهو يعلم، ومن يلقي عليها نظرة واحدة يعلم ويتحقق من أنَّها لم تدنس ولادتها بدم آخر، والله شهيد، طالبت بحق هذه الطفلة المعترف بها ابنك كتابياً، قبل أن يتحوَّل عني وينكرها وينكرني، فلم أجد من يسمع لندائي، وما مطالبتي بحقها وحقي كزوجة طامعة في مالكم، كلا! والله فقد عشت قبل معرفتي بابنك، وكنت منزهة محبوبة كممثلة تكسب كثيراً، وربما أكثر ممَّا كان يعطيه لي ابنك، وكنت متمتعة بالحرية المطلقة، وأنت أدرى بلذة الحرية المطلقة التي تدافعين عنها، ثم عرفت ابنك فاضطرني أن أترك عملي وأنزوي في بيتي، فأطعته غير طامعة بأكثر ممَّا كان يجود به، وما كنت لأطمع أن أتزوَّج منه، ولا أن ألد منه ولداً، ولكن هذه غلطة واسأليه عنها أمامي، وهو الذي يتحمَّل مسؤوليتها، فقد كنت أدفع عن نفسي مسألة الحمل مراراً وتكراراً، حتى وقع ما لم يكن في حسابي، هذه هي الحقيقة الواقعة وانتهى الأمر. والآن يتملَّص ولدك من كل شيء، ولا يريد الاعتراف بشيء) .
واختتمت رسالتها بمهلة أسبوع، وإلا اضطرت للجوء للمحاكم للفصل في الأمر وهي على ثقة أن الحكم في صالحها.
ألقت هدى كل الشعارات التي دافعت عنها في الماضي جانبًا حينما آتاها تهديدًا من فتاة دونها منزلة وحسبًا ونسبًا ولو كانت على حق ودخلت في النزاع القضائي حتى النهاية والذي انتهى بالطبع بنسب ليلى إلى أبيها.
حقا ما أسهل الأقوال وما أصعب صمودها حينما يتحداها الواقع وتمتحنها التجربة.
الدكتور محمد فتحي عبد العال
باحث في التاريخ والتراث المصري
مؤلف كتاب على هامش التاريخ والأدب
هدى شعراوي وابنها محمد شعراوي وفاطمة سري
قضية محمد نجل هدى شعراوي في الصحافة
قضية محمد نجل هدى شعراوي في الصحافة
كتاب على هامش التاريخ والأدب للدكتور محمد فتحي عبد العال
الدكتور محمد فتحي عبد العال