يحيى العلمي بين «الشوان والهجان».. بصمة وطنية حاضرة في أعمال «حاوي الدراما»| صور

5-7-2025 | 12:31
يحيى العلمي بين ;الشوان والهجان; بصمة وطنية حاضرة في أعمال ;حاوي الدراما;| صور يحيى العلمي
مها محمد

مشوار فني كبير قطعه «حاوي الدراما» المخرج الراحل يحيى العلمي في تجربته الفنية التي ترك فيها بصمته وخلد لأعمال بقيت محفورة في الذاكرة،  فمنذ إنطلاقة رحلته حرص الراحل على أن يكون اسمه أيقونة للدراما التلفزيونية المصرية، وعنوانًا لشغف المخرج الباحث عن تجارب التجديد والإبداع في وقت لم يكن فيه هذا الأمر سهلا. 

موضوعات مقترحة


يحيى العلمي

يحيى العلمي، الذي تمر ذكرى ميلاده اليوم «٥ يوليو» نجح في أن تكون تجربته رمزًا لأعمال وطنية بارزة لا تزال بصمتها في ذاكرة المواطن المصري،  فقد قدم اثنان من أهم التجارب التي وثقت لبطولات رجال الوطن كما في مسلسلي «دموع في عيون وقحة» و«رأفت الهجان»  بأجزائه الثلاثة. 

ورغم مرور الأزمنة والسنوات على تقديم هذه الأعمال واختلاف تجارب تقديم الأعمال الوطنية بما يتوافق مع تركيبة المجتمع الحالي،  لكن تبقى هذه الأعمال محتفظة بصدارتها في المشاهدة مع كل إعلان عن إعادة تقديم عرضها.


يحيى العلمي

ورغم أيضا الفارق الزمني بين تقديم هذه الأعمال لكنها نجحت في جذب أعمار صغيرة في السن في الوقت الحالي، مما يؤكد على قدرة الراحل في صناعة دراما مشوقة قادرة على جذب المشاهد تتخطى حدود العمر والزمن. 

مشوار فني بدأ مع الكبار

بدأ يحيى العلمي مشواره الفني في الستينات من القرن المنصرم، ليشكل تيارا جديدا لمخرجي التلفزيون المصري خصوصا بعد تطوره ودخوله عصر الألوان. 


يحيى العلمي

أعمال حفرت اسم يحيى العلمي في ذاكرة المشاهد


من أبرز الأعمال التي أخرجها:

«رأفت الهجان» المسلسل الأشهر في تاريخ المخابرات المصرية، والذي تحول إلى رمز وطني ودرامي،  وكذلك «دموع في عيون وقحة» للزعيم عادل إمام والذي قدم واحدة من أبرز البطولات الوطنية لابن من ابناء القنال «جمعة الشوان» الذي نجح في خداع الموساد الاسرائيلي. 


يحيى العلمي

من بين أعماله البارزة ايضا تجاربه مع الراحل أحمد زكي في أعمال صنعت بصمة الأخير في بداياته الفنية مثل مسلسل «الأيام» عن قصة الاديب الراحل طه حسين، ومسلسل«هو وهي»  والذي قدم العديد من التجارب الخاصة بالعلاقة بين الرجل والمرأة في فكرة سابقة لعصرها. 

كما تعاون العلمي مع كبار النجوم مثل يحيى الفخراني الذي قدم معه مسلسلات مثل «لا»،«نصف ربيع الآخر» واللذان حققا شهرة ونجاح كبير خلال توقيت عرضهما. 


يحيى العلمي

يحيى العلمي… عبقري التفاصيل

كان للراحل أسلوب بصري مميز وقدرة على استخراج أفضل أداء من الممثلين.

ما ميّز يحيى العلمي لم يكن فقط قدرته على اختيار النصوص، بل حساسيته الفنية الفائقة في التعامل مع الكاميرا، الإضاءة، والموسيقى التصويرية، ما جعله من أوائل من نقلوا الدراما المصرية إلى مستوى الاحتراف.

عبقرية الإخراج… وشهادة من الزمن


لم يكن يحيى العلمي مجرد مخرج، بل كان حكّاءً بصريًا يرسم الشخصيات والمواقف بمزيج من الإحساس والوعي السياسي والاجتماعي، لذلك لم يكن غريبًا أن تتحول أعماله إلى توثيق غير مباشر لفترات دقيقة في تاريخ مصر، من خلال شخصيات عاشت بين الناس وأثّرت فيهم.


قال عنه الكاتب الكبير صالح مرسي شريك نجاحه في أعماله الوطنية: "يحيى العلمي لم يخرج رأفت الهجان فقط، بل أعاد تعريف البطولة في نظر أجيال كاملة من المصريين".


كما وصفه النقاد بأنه من القلائل الذين فهموا أهمية "الإيقاع" في الدراما، وأنه كان يمتلك عين سينمائية داخل عالم التلفزيون، وهو ما جعل أعماله تحتفظ بقيمتها الفنية مهما مرت السنوات.


لماذا لا تزال أعمال يحيى العلمي حاضرة حتى اليوم؟


لأنها لم تكن فقط أعمالًا درامية، بل كانت مرآة للشارع المصري، ونبضًا لقضايا المواطن البسيط. كان يجيد تحويل النص إلى حياة نابضة، دون صخب أو مبالغة، لذلك يبقى اسمه محفورًا في ذاكرة المشاهدين والنقاد على حد سواء.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: