سطور من مذكرات رأفت الهجان.. كيف وصفه قادة إسرائيل وماذا فعل معه السادات بعد أداء مهمته؟

4-7-2025 | 11:38
سطور من مذكرات رأفت الهجان كيف وصفه قادة إسرائيل وماذا فعل معه السادات بعد أداء مهمته؟رأفت الهجان
محمد حسن صالح

وُلد رجل المخابرات المصري الشهير رفعت الجمال (رأفت الهجان)، في 1 يوليو عام 1927م، وتوفي في 30 يناير 1982م عن عمر يناهز 55 عامًا.

موضوعات مقترحة

عُرف الهجان بدوره البطولي عندما كُلّف بمهمة سرية من قِبل المخابرات المصرية في يونيو عام 1956م، حيث سافر إلى إسرائيل ضمن خطة محكمة، ونجح هناك في تأسيس علاقات ومصالح تجارية واسعة، حتى أصبح من الشخصيات البارزة داخل المجتمع الإسرائيلي.

يُعد الجمال، أو كما اشتهر باسم 'الهجان'، من أبرز رجال المخابرات المصرية الذين أدوا أدوارًا استخباراتية بارزة على مدار سنوات، عمل متخفيًا داخل إسرائيل تحت ستار شركة سياحية، ونجح في تزويد مصر بمعلومات بالغة الخطورة، من بينها توقيت اندلاع حرب يونيو عام 1967م، كما أسهم بشكل كبير في الاستعدادات لحرب أكتوبر 1973م من خلال نقل تفاصيل دقيقة عن تحصينات خط بارليف.

أحدثت هذه العملية هزة عنيفة لأسطورة تألق الموساد وصعوبة اختراقه، واعتبر "الجمال" بطلًا قوميًا في مصر عمل داخل إسرائيل بنجاح باهر لمدة 17 سنة.

من جهة أخرى، كان الرد الرسمي من جانب المخابرات الإسرائيلية في البداية "إن هذه المعلومات التي أعلنت عنها المخابرات المصرية ما هي إلا نسج خيال ورواية بالغة التعقيد وإنه على المصريين أن يفخروا بنجاحهم في خلق هذه الرواية"، لكن وتحت ضغوط الصحافة الإسرائيلية صرح رئيس الموساد الأسبق إيسر هاريل "أن السلطات كانت تشعر باختراق قوي في قمة جهاز الأمن الإسرائيلي ولكننا لم نشك مطلقا في جاك بيتون" وهو الاسم الإسرائيلي للجمال.

منذ عام 1988م، بدأت الصحافة الإسرائيلية، وعلى رأسها صحيفة جيروزاليم بوست، بمحاولة الكشف عن الهوية الحقيقية للهجان، المعروف أيضاً باسم جاك بيتون أو رفعت الجمال.

وفي هذا السياق، نشرت الصحيفة تقريراً زعمت فيه أن جاك بيتون هو يهودي مصري من مواليد مدينة المنصورة عام 1919م، وقد دخل إسرائيل لأول مرة عام 1955م، وغادرها نهائياً في عام 1973م، تمكن من بناء علاقات صداقة مع عدد من القيادات البارزة في إسرائيل، من بينهم رئيسة الوزراء السابقة جولدا مائير، ووزير الدفاع موشي ديان.

بعد عدة سنوات، أصدر الصحفيان الإسرائيليان إيتان هابر ويوسي ميلمان كتابًا بعنوان "الجواسيس"، أشارا فيه إلى أن كثيرًا من التفاصيل التي نُشرت في مصر حول شخصية "رأفت الهجان" كانت دقيقة وصحيحة، إلا أن ما اعتبراه ناقصًا في الرواية المصرية هو تجاهل جانب آخر من شخصيته، وهو – بحسب رأيهما – أنه كان يخدم إسرائيل، حيث يزعمان أن الهجان، أو جاك بيتون، لم يكن سوى عميل مزدوج عمل لصالح المخابرات الإسرائيلية.

في إطار مسيرته الطويلة في عالم الجاسوسية والعمل الاستخباراتي، مرّ رفعت الجمّال بعدّة محطات مفصلية كان لها دور كبير في اقترابه من تحقيق أهدافه، من أبرزها فرنسا وإيطاليا، بالإضافة إلى العراق التي زارها عام 1965م ضمن مهمة رسمية أثناء فترة حكم الرئيس العراقي الراحل عبد السلام عارف، جاءت هذه الزيارة في سياق اتفاقية الوحدة الثلاثية التي جمعت مصر والعراق وسوريا، والتي هدفت إلى تعزيز التنسيق الاستراتيجي بين الدول الثلاث.

وبموجب هذا الاتفاق، تقرر اتخاذ خطوات عملية لتفعيل التعاون العسكري المشترك، من خلال تنفيذ خطة للتبادل الاستراتيجي في مجالات الدفاع، شملت انتشار وحدات عسكرية من كل دولة على أراضي الدول الأخرى، وضمن هذه الخطة، أُرسلت وحدات من المشاة وأسراب من الطائرات العراقية إلى مصر وسوريا، بينما استقبلت العراق وحدات مماثلة من الطرفين، كان من بينها كتيبة من القوات الخاصة المصرية، إلى جانب مجموعة من عناصر المخابرات المصرية الذين كانت مهمتهم العمل ضد "إسرائيل"، وكان من ضمنهم رفعت الجمّال.

في مذكراته، يروي رفعت الجمال لحظة فارقة في مسيرته، حين طُلب منه التوجه إلى إسرائيل. يقول:"كنت أدرك أنني ذاهب إلى قلب الخطر، لا مجال للاختباء هناك، وإذا قُبض عليّ، فالنهاية معروفة: تحقيق سريع ثم الإعدام، دون تأخير."

ورغم المخاوف، كان قد اندمج تمامًا في شخصيته كـ"جاك بيتون"، يقول: "أحببت الدور، وأحببت اللعبة، لكن هذه المرة المسرح هو العالم، والقصة عن الجاسوسية الدولية."

ويضيف: "لطالما كنت مغامرًا بطبعي، أعشق المخاطرة. لم يكن أمامي خيار سوى أن أؤدي أفضل أدوار حياتي، فإما أن أُقبض عليّ وأُعدم، أو أن أنجح فأستحق جائزة الأوسكار."

بعد أن أنهى رفعت الجمال مهمته الجاسوسية، اتجه للعمل في مجال البترول، حيث أسس شركة "آجيبتكو"، وقد وجّه الرئيس أنور السادات تعليماته إلى وزير البترول بضرورة رعاية هذا "الرجل" العائد بشخصية جاك بيتون، دون أن يكشف عن هويته الحقيقية، مشددًا على أهمية دعمه وتقديم المساعدة له، وبعد وفاة رفعت الجمال في عام 1982م، قامت زوجته، فالتراود بيتون، بالتصرف في أصول الشركة، حيث باعتها لاحقًا إلى شركة "دنسون" الكندية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: