التشكيلية ريم حسن تستحضر روح التصوف بلوحات «عالم آخر متصور» | خاص

3-7-2025 | 14:34
التشكيلية ريم حسن تستحضر روح التصوف  بلوحات ;عالم آخر متصور; | خاصالدكتورة ريم حسن
سماح عبد السلام

تحل الدكتورة ريم حسن، أستاذة التصوير بكلية الفنون الجميلة كأحد المشاركين بمعرض "أمتزاج الأمل2" المنعقد حاليًا بجاليرى زهوة، والذى يضم عدد من التجارب الفنية المتباينة لعدة فنانين.

موضوعات مقترحة

 قدمت  د. ريم حسن ثلاث تجارب في مجال التصوير ضمن سلسلة أعمالها للمرحلة قبل الأخيرة التي قامت على العمل بها في الفترة من عام 2022 وحتى 2024 وهى بعنوان عالم أخر متصور.

عالم بديل للواقع

حول هذه التجربة تقول الدكتورة ريم حسن  لـ"بوابة الأهرام":" بأنها لا تقدم مجرد مشاهد زهرية أو زخرفية، بل تبني عالمًا بديلًا قائمًا على إعادة تخييل الوجود من خلال الحواس. عالم لا يحاكي الواقع، بل يكونه من جديد، مفككًا حدوده الحسية، ومعيدًا ترتيب عناصره في صورة بصرية تنبض بما يمكن أن يُسمّى: "الواقع الشعوري".

وأضافت:" تنطلق التجربة من سؤال فلسفي محوري: هل يمكن للزخرفة أن تكون بنية معرفية، وليست فقط عنصراً جمالياً؟ وهل يمكن للزهرة أن تكون شيفرة زمانية، تختزن الذاكرة وتُطلقها في هيئة لون وصدى؟.

وتابعت: في هذه الأعمال، يتحول اللون إلى مساحة فكرية، تتجاوز الإدراك البصري لتصل إلى منطقة الهواجس العميقة. الزخارف، التي تبدو في ظاهرها تكراراً زخرفياً، تتحول إلى طبقات جيولوجية للذاكرة، تتقاطع فيها الأزمنة وتتشكل فيها الهويات. الزهرة، كرمز أنثوي وكوني، لا تُقدَّم ككائن بصري، بل كـأثر، كـصوت داخلي يتردد داخل البنية التصويرية".

الحضور الشعرى بالعمل الفنى

وتستكمل: "عالم آخر متصوَّر" ليس عالمًا خياليًا بالمعنى البسيط، بل هو عالم موازٍ يستعير مفرداته من الحاضر ليعيد تشكيلها وفق قانون تأملي، حيث تصبح الزخرفة معمارًا للحسّ، وتتحول الزهرة إلى علامة على حضورٍ شعريٍّ داخل فضاءٍ بصريٍّ مشبعٍ بالدلالات.

وتواصل: الفن في هذه المجموعة لا يهدف إلى التجميل، بل إلى خلق تشققات في سطح الإدراك اليومي، ليمر من خلالها ضوءٌ آخر، مشحون بالرمز، وبالحنين، وبالانتماء إلى ما هو شخصيّ وكونيّ في آن. إنها أعمال لا تُشاهد فقط، بل تُقرأ، تُؤوَّل، وتُستحضر كما تُستحضر الرؤى في لحظات الصمت العميق.

يُقرأ هذا المشروع في ضوء فكر ما بعد الحداثة الذي يتعامل مع تفكك المعنى وتعدد القراءات، لكنّه في الوقت نفسه يستحضر الروح الصوفية كمنهج للتماهي مع العالم من الداخل. ففي كل لوحة، لا يتم تقديم الشكل بوصفه غاية، بل كوسيلة للتأمل والانكشاف. الزخرفة هنا ليست موروثاً، بل نَفَسًا، واللون ليس خيارًا جماليًا، بل موقفًا من الوجود.

آلية تشكيل العالم المتصور

وتختتم: هكذا يتشكّل "العالم المتصوَّر" كمكانٍ للعبور، لا للثبات. مكان تُعاد فيه كتابة الذات من خلال الزهرة، وتُعاد فيه صياغة الزمن من خلال النمط، وتتحوّل فيه الرؤية إلى حالة وجدانية فلسفية تتأرجح بين الطيف والتجلي، بين المعنى وصورته .


من أعمال الفنانة التشكيلية د. ريم حسنمن أعمال الفنانة التشكيلية د. ريم حسن

من أعمال الفنانة التشكيلية د. ريم حسنمن أعمال الفنانة التشكيلية د. ريم حسن

من أعمال الفنانة التشكيلية د. ريم حسنمن أعمال الفنانة التشكيلية د. ريم حسن
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: