د.محمود مسلم: لثورة يونيو جميل في رقاب كل المصريين.. ويكفي أنها طهرت مصر من عصابة الإخوان| صور

2-7-2025 | 18:15
دمحمود مسلم لثورة يونيو جميل في رقاب كل المصريين ويكفي أنها طهرت مصر من عصابة الإخوان| صورد.محمود مسلم في ندوة بالفيوم

"ثورة يونيو طهرت مصر من أكبر عصابة سيطرت عليها..ليس مصر فحسب، بل طهرت المنطقة كلها من الإخوان".. عبارة استهل بها د.محمود مسلم رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ حديثه حول مزايا ثورة 30 يونيو، مسترجعا ذكريات وصفها بأنها لا تنسى في تاريخ المصريين الشرفاء والوطنيين، الذين ثاروا لحماية مصر من المخطط الكارثي الذي كان يعد لها، والذي رأيناه متحققا في عدد من الدول.

وقال د.مسلم في ندوة بمركز النيل للإعلام في الفيوم: كل دول المنطقة اتعظت من تجربة الإخوان في مصر، ولفظتهم حين رأت أفعالهم التي نالت من كل الثوابت، وأضاف: "كل حاجة في مصرعملوا فيها البدع خلال السنة اللي تولوا فيها الحكم، أعلم أن الذكريات مؤلمة للجميع، لكننا في النهاية أصبح لدينا دولة وجيش وأمن وأمان وإنجازات في مختلف المجالات".

وعبر د.مسلم عن استيائه من اختزال الإنجازات في الكباري والطرق، مؤكدا أن مجالات الإنجازات كثيرة، سواء في ملفات الصحة أو التعمير والمدن الجديدة، وأضاف: يوجد إنجازان أحبهما على المستوى الشخصي وأفخر بهما دوما، الأول في مجال الصحة وهو فيروس سي، لم يكن هناك بيت أو أسرة في مصر لا يوجد بها مريض بفيروس سي، والمريض كان بين خيارين كلاهما صعب، الموت أو الإفلاس، إما يموت بسبب عدم إمكانية العلاج، أو يعلن إفلاسه إذا امتلك القدرة المالية على العلاج.. جاءت مبادرة السيد الرئيس السيسي الذي قرر القضاء على فيروس سي، وأن تتحول مصر إلى بلد خالية من المرض، ونحن الآن نحصد نتاج هذا القرار، وأصبح المرض ذكرى لا نود الحديث عنها.

ولفت د.مسلم النظر إلى ثاني الإنجازات التي يفخر بها على المستوى الشخصي، وهي مبادرة لا ينتبه إليها كثيرون، وهي المناطق غير الآمنة.. وقال: قبل ثورة يناير، كنا نعيش أجواء الرعب بسبب انهيار صخرة الدويقة من آن لآخر، وسقوطها على أبرياء، كنا نبكي عليهم كثيرا، حتى جاء السيد الرئيس السيسي، وقرر إنهاء ملف العشوائيات نهائيا، وتطوير المناطق وتحويلها إلى آمنة، وقتها إذا سألت أي عالم اقتصاد عن التصرف الأمثل، وهل يصح أن نحول جزءا من الموازنة لإنقاذ هؤلاء، كان الرد سيكون بالنفي لأنها أمور بلا مردود إقتصادي، هم يتعاملون بنظرة إقتصادية بحتة، لكن السيد الرئيس السيسي فعل الصعب، وقرر انتشال المصريين من هذا الوضع، والقضاء عليه نهائيا، رغم التكلفة الاقتصادية الضخمة، والأوضاع الإنسانية الصعبة التي عاشوا فيها، يكفي أن 5 أسر تتشارك في حمام واحد، وأن ينام كل أفراد الأسرة على سرير واحد، وأن توجد أسر لا تملك حتى أسرة للنوم عليها.. كل هذا تغير وأصبح لدينا الأسمرات وغيط العنب، ورأينا بأنفسنا النوادي والخدمات والملاعب، والحياة الآدمية التي يعيشها من كانوا مهددين بفعل العشوائيات، الشقق التي حصلوا عليها الآن عبارة عن غرفتين أو 3 غرف والحياة مختلفة في مجتمع مختلف، وأي زائر لهذه الأماكن له أن يفخر بإرادة الدولة المصرية، التي قررت تكريم مواطنيها، كحق من حقوقهم، دون أن يمن أحد عليهم.


ندوة بمركز النيل للإعلام في الفيوم

وأشار د.مسلم إلى ضرورة الاعتراف بما تم على أرض مصر في مختلف المجالات، حتى يتم حصر بقية الأشياء التي بحاجة لتطوير، مؤكدا أنه إذا لم يحسب لهذه المرحلة سوى ثورة العمران التي شهدتها مصر لكفت أن تملأ كتاب الإنجازات، وقال لحضور الندوة وعلى رأسهم الشيخ سلامة عبد الرازق وكيل وزارة الأوقاف والقس بسادة موريس ممثل الكنيسة بالفيوم، والعميد أركان حرب هيثم مختار، ود.محمد سعد مدير عام إعلام شمال الصعيد بالهيئة العامة للاستعلامات، ود.مصطفى ثابت رئيس تحرير موقع الفجر، ومحمد هاشم مدير مركز النيل، وحنان حمدى مدير البرامج بالمركز: عشنا عمرنا كله على 7% من مساحة مصر، وخلال 10 سنوات فقط من العمل أصبح العمران يشغل مساحة 13.7 % من المساحة الإجمالية لجمهورية مصر العربية، أي ضعف المساحة وفي 10 سنوات فقط، حدث خلالها الكثير والكثير من الإنجازات والتطوير في الصحة، من خلال افتتاح الكثير من المستشفيات وتطبيق التأمين الصحي الشامل في أكثر من محافظة، صحيح أنه لم يصل الفيوم بعد، لكنها على مخطط المشروع مثل بقية الجمهورية، بخلاف مبادرات 100 مليون صحة وحياة كريمة وغيرها من المشروعات، كلها تمت بفضل 30 يونيو.. هذه الثورة لها في رقاب المصريين الكثير. 

وانتقد د.مسلم فقه الأولويات الذي أدار به المصريون وعيهم بالمشروعات التي تمت على مدار السنوات العشر الماضية، قائلا: يوجد خلاف بين الناس على المشروعات التي أنجزتها ثورة 30 يونيو، البعض يرى أن الأولوية للتعليم، وآخرون يروها للصحة، وصنف ثالث يرفض الاهتمام بالطرق والكباري ويطالب بالاهتمام بالمصانع، وهو خلاف يحترم، ويدل أننا لدينا مشروع ورؤية وإنجاز ومجتمع متماسك، إذا ما رجعنا إلى الوراء 13 عاما حينما جاء رئيس الإخوان، لم يكن لدينا خلاف على إنجاز، لأننا لم نكن نملك إنجازا من الأساس.. كان يصدر عن نفسه أنه رئيس إسلامي، في حين أنه لم يبن ولو جامع واحد خلال عام حكمه، ومن لديه رأي مخالف يواجهني به، الآن عدد الكنائس والمساجد في تزايد وفي كل المحافظات ودون عناء، فقد تم القضاء على الفتنة المصطنعة، وهو الدرس الذي تعلمناه من حكم الإخوان، أن لا يفرقنا أحد، مثلما واجه المصريون مشروعهم لتقسيم مصر مسلمين ومسيحيين.

ودلل مسلم على كوارث عام الحزن الذي حكم فيه الإخوان بأن مصر شهدت مواقف لم تكن لتشهدها على مدار التاريخ، بنقص حاد في السلع الأسياسية، لا كهرباء ولا بنزين ولا سلع غذائية، وحكى موقفا مر به بنفسه قبل اندلاع ثورة يونيو بأسبوع: كنت في طريقي لبورسعيد والعربية خلت من البنزين تقريبا، فقررت وزوجتي أن نتحرك بها قدر الإمكان لحين الوصول لبنزينة، طبعا كل البنزيات طوابير ولا يوجد بنزين من الأساس، وقتها قابلت النائب المخضرم البدري فرغلي رحمة الله عليه على مقهى سمارة، وتحدثنا عن حال البلد تحت مظلة الإخوان، وأكد لي أن المحافظة بكاملها تستعد لثورة يونيو كمن يستعد للعيد، وأن بعض الشباب اشتروا ملابس جديدة ووزعوا أنفسهم بين القاهرة وبورسعيد لضمان الحشد والتنسيق والابتعاد عن قبضة الإخوان وترصدهم، وطلب مني أن أحمل عشرات من أوراق تمرد لأسلمها للنائب سيد عبد العال رئيس حزب التجمع، وهو ما حدث بالفعل، وخلال رحلة العودة إلى القاهرة خضنا عذاب البحث عن بنزينة حتى لا تتعطل بنا السيارة، ووجدتها بعد عناء وبتدخل ومساعدة من عدد من الأصدقاء.. لكن ما أفرحني على وجه الخصوص هو وعي محافظة بورسعيد بالكامل بخطورة استمرار الإخوان.. ووقفهم إلى جوار إرادة المصريين في التخلص منهم.


د.محمود مسلم في ندوة بالفيوم

ويتحدى مسلم من ينفي هذا عن مصر عام حكم الإخوان أو يدعي أن ثورة يونيو صنيعة الإعلام والقنوات فحسب، مدللا بقوله: لو خرجت في الإعلام وقت حكم الإخوان وقلت إن مصر ليس بها أزمة كهرباء، هل سيصدقني أحد؟.. لو قلت الآن أن فيروس سي منتشر في مصر هل سيصدقني أحد؟.. كل ما يقال يراه الناس ويعيشونه واقعا مريرا في عام حكم الإخوان.. إذا تذكرنا ملف الأمن، مع احترامي لكل أهالي الفيوم الكرام كنت أخاف السير على طريق الفيوم بسبب حوادث السرقة، الأطفال والسيارات، لكنني الآن شبه مقيم على الطريق، بفعل الخدمات التي يشهدها وحالة الأمن التي أصبحت واقعا نعيشه بالفعل، ليس الأمن الداخلي فحسب، الجيش أيضا وضعنا في موقف دولي يحترمنا العالم كله، في حرب غزة نظر المصريون جميعا بفخر إلى أنفسهم، نحن نملك قرارا مستقلا، لسنا تابعين لأحد، لو كان الإخوان مستمرين في الحكم حتى اليوم، جميعنا يعلم ما الذي كانت ستؤول إليه القضية الفلسطينية، من إنهاء وضياع.. موقفنا من غزة كان مشرفا للغاية، موقف القيادة السياسية، والمصريين جميعا، فنحن أكثر شعب تأثر بالحرب بعد أبناء غزة أنفسهم، سواء بسبب تأثر السياحة وقناة السويس أو بكون مصر أكبر داعم للمعونات والمساعدات الإنسانية لغزة، أعتقد لو كنا أيام الإخوان كان الفخر سيتحول إلى خزي وعار.

وأضاف مسلم: لمصر الفضل أصلا في تغيير موقف شعوب أوروبا تجاه القضية الفلسطينية، ولا أذكركم بموقف الرئيس الفرنسي الذي تحول من مهاجم وبعنف للفلسطينيين، إلى رجل يعلن استعداد بلاده للاعتراف بفلسطين، وذلك بعد جولته الشهيرة في الحسين وزيارته لمعبر رفح ولقاء السيد الرئيس السيسي. 

وتحدث مسلم بفخر وحماس عن ثورة يونيو والتشابه القائم بينها وبين حرب أكتوبر المجيدة، وإن ذكر مجموعة من الفروق لصالح الحرب، كونها جاءت بعد مرار الهزيمة، وهو أمر قاس لا يتخيله إلا من عاشه قائلا: ثورة يوينو فخر وشرف وأيام جميلة نتذكرها ولا ننساها، ولا نتركها لكن حرب أكتوبر شرف آخر وعزة بعد ألم، ويكفي أن البيوت المصرية وقتها كانت تحرم على نفسها طعام الفرح من طبيخ وبروتين وزفر حسب تعبير أهالينا الطيبين لحين الانتصار ولحين عودة الأسرى ولحين رفع الرأس مجددا.. وهو ما وعد به الجيش وأوفى.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: