حثت صحيفة /الجارديان/ البريطانية القادة الأوروبيين على استغلال موجة الحر الخطيرة الحالية لإعادة أهداف صافي الانبعاثات الصفري في صدارة اهتمامهم لاسيما مع تعرض تلك الأهداف لهجوم من اليمين الشعبوي، وأيضا تذكير الشعوب بمدى المخاطر، وتعزيز أهمية وضع أهداف طموحة وقابلة للتحقيق.
موضوعات مقترحة
وذكرت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم الأربعاء، أنه في أوقات كهذه، ومع ارتفاع درجات الحرارة بشكل خطير في العديد من الدول الأوروبية، أصبحت الحاجة المُلحة للتكيف مع مناخ غير مستقر بشكل متزايد أوضح من أي وقت مضى. وبدءا من قرار الحكومة الفرنسية بإغلاق المدارس ووصولا إلى حظر العمل في الهواء الطلق في معظم أنحاء إيطاليا في أشد أوقات اليوم حرارة، فإن الأولوية المُلحة هي حماية المواطنين من الحر الشديد - وإدراك أن موجة الحر قد تُسبب خسائر فادحة أكثر من عاصفة عنيفة.
وقالت الصحيفة إن الأشخاص المُعرضين للخطر بالفعل، بسبب السن أو المرض أو سوء السكن، يواجهون أكبر مخاطر موجات الحر. وتُعد تحذيرات الصحة العامة أمرا بالغ الأهمية، لا سيما في الأماكن التي تشهد درجان حرارة قياسية ويكون المواطنين غير مُلمين بالظروف. وفي صيف أوروبا الحارق عام 2022، تُوفي ما يُقدر بـ 68 ألف شخص بسبب الحر.
وأوضحت الصحيفة أن الأضرار الأقل مباشرة تشمل الخسائر في قطاع الزراعة. ففي المملكة المتحدة، ألقى اتحاد التجزئة البريطاني باللوم على انخفاض غلة المحاصيل، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، في ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية. وتُهدد حرائق الغابات - مثل تلك التي اندلعت في خيوس باليونان الأسبوع الماضي - المباني والمناظر الطبيعية والحياة البرية، فضلا عن أرواح البشر.
وبحسب الجارديان، تُبرز الظواهر الجوية المتطرفة الأخيرة في الولايات المتحدة، وكذلك في أوروبا، "حماقة" تخفيضات الرئيس الأمريكي دونالد دونالد ترامب لميزانية الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بانسحابه من اتفاقية باريس، جعل ترامب الولايات المتحدة حالة استثنائية عالمية. ولكن بينما لا يزال الاتحاد الأوروبي ملتزما بتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050 - ومن المقرر أن تناقش الدول هدفاً مؤقتاً لعام 2040 هذا الأسبوع - فقد تضاءل دعم سياسات صافي الانبعاثات الصفري في بعض الدول الأوروبية أيضا خلال السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المناطق التي استهدفها فيها قادة اليمين المتطرف الشعبويون.
وتساءلت الصحيفة هل يُمكن أن تُساعد موجة الحر الحالية الخطيرة على إعادة تركيز العقول نحو تحقيق الهدف؟ فقد سجلت كل من البرتغال وإسبانيا أرقاما قياسية جديدة مطلع الأسبوع الجاري، حيث تجاوزت درجات الحرارة 46 درجة مئوية.