في يوم مليء بالبهجة والابتكار، نظّمت مجلة علاء الدين ورشتها الصفية الثانية تحت عنوان "عرائس الأصبع"، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، وقدّمتها المدربة المبدعة فاطمة وليد، التي اصطحبت الأطفال في رحلة ممتعة داخل عالم من الخيال والفن. بدأت المدربة فاطمة الورشة بكلمات بسيطة وودودة، شرحت فيها للأطفال كيفية صنع عرائس أصبع باستخدام أدوات سهلة موجودة في كل بيت: ورق، مقص، كاتر، فوم، ألوان فلوماستر، ومسدس شمع. الفكرة كانت بسيطة، لكن تأثيرها كان كبيرًا؛ إذ أطلقت خيال كل طفل، ودفعتهم لرسم شخصياتهم بطريقتهم الخاصة. جلس الأطفال في هدوء ظاهري، لكن داخلهم كان عالم كبير يتحرك. طفل يرسم بهدوء، وكأنه يكتب قصة بالقلم، وآخر يجرّب الألوان ويضحك، وطفلة تسأل بحماس: "ينفع أعملها طيارة؟"، فترد المدربة بابتسامة مشجعة: "طبعًا، هي شخصيتك.. اعملي اللي بتحبيه!" كان واضحًا أن الأطفال لا يرسمون فقط، بل يخلقون عوالم كاملة من خيالهم. شخصيات طيبة، وأخرى شريرة، أبطال خارقون، ووحوش مضحكة... كل طفل أطلق العنان لخياله، وسمّى شخصيته، وبدأ يروي حكايتها. بعد الانتهاء من الرسم، بدأت المرحلة الثانية. قصّ الأطفال رسوماتهم، ولصقوا، وركّبوا الأجزاء، ليصنع كل واحد منهم عروسة أصبع يتحكم فيها، ويؤلف لها قصة وحوارًا خاصًا. تابعت فاطمة وليد العمل بحماس وفرح، وقالت: "أجمل حاجة إن الطفل يرسم بإيده ويشوف فكرته قدامه.. هو اللي رسم، وهو اللي اخترع الشخصية، وهو اللي هيحكي قصتها”. الورشة لم تكن مجرد نشاط فني، بل كانت مساحة حرة للتعبير، استطاع فيها كل طفل أن يعبّر عن نفسه بطريقته، مستخدمًا أدوات بسيطة، لكن بخيال لا حدود له. وفي نهاية الورشة، وقف كل طفل فخورًا بعروسته، يحكي قصتها بابتسامة كبيرة، وكأنه كوّن صديقًا جديدًا من صنع خياله. أُقيمت الورشة تحت رعاية الكاتب الصحفي حسين الزناتي، رئيس تحرير مجلة علاء الدين، ومديرتي التحرير سوزي شعبان “المشرفة على الورش”وغادة بهنسي، وذلك ضمن أنشطة المجلة المستمرة لدعم مواهب الأطفال وتنمية خيالهم بطريقة ممتعة وقريبة منهم.