لطالما شكّلت المناطق العشوائية على أطراف الإسكندرية جرحًا مفتوحًا في نسيج المدينة الساحلية؛ حيث كانت الحياة في تلك المناطق تُكتب بلون المعاناة، ولم يكن المنزل أكثر من مأوى واهن يهدده الانهيار في أي لحظة.
موضوعات مقترحة
ظل الوضع على ما هو عليه، حتى جاءت ثورة 30 يونيو، لتنطلق بعدها مشروعات التنمية المتكاملة، لتكتب صفحة جديدة في تاريخ تلك المناطق، التي تحولت من تجمعات عشوائية إلى مجتمعات عمرانية متكاملة، تفيض بالحياة والكرامة، وتوفر لسكانها كل الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وبنية تحتية، لتمنحهم فرصة حقيقية لبناء مستقبل مشرق يستحقونه.
30 يونيو تُعيد الأمل لقاطني عشوائيات الإسكندريةمن غيط العنب إلى القباري
عانت الإسكندرية لسنوات طوال من واقع مأساوي؛ بسبب انتشار المناطق العشوائية التي غطت 33 منطقة على أطراف المدينة، من بينها 8 مناطق صنفت على أنها شديدة الخطورة وغير آمنة، وفقًا لتقرير التنمية البشرية المحلية الصادر عن وزارة التنمية المحلية ومعهد التخطيط القومي.
30 يونيو تُعيد الأمل لقاطني عشوائيات الإسكندريةوانطلقت المرحلة الأولى من مشروع "بشاير الخير" عام 2016 بمنطقة غيط العنب، حيث تم إنشاء 1632 وحدة سكنية مجهزة بالكامل بالأثاث والأجهزة المنزلية، مع مسجد يتسع لـ800 مصلي ومستشفى بطاقة 175 سريرًا. إلى جانب ذلك، تم توفير مركزين للتدريب المهني ودعم ذوي الهمم، فضلاً عن سوق ومرافق تجارية لخدمة السكان.
30 يونيو تُعيد الأمل لقاطني عشوائيات الإسكندريةوفي عام 2019، شهدت المنطقة افتتاح المرحلة الأولى من "بشاير الخير 2"، وتبعها في 2020 افتتاح المرحلة الثانية التي تضم 37 عمارة بما يعادل 1869 وحدة سكنية متكاملة الخدمات، مع محلات تجارية ومقرات خدمية، مما أضفى المزيد من الحيوية على الحي.
30 يونيو تُعيد الأمل لقاطني عشوائيات الإسكندريةوفي 2022، تم افتتاح المرحلة الثالثة بمنطقة القباري، التي تضمنت 11 ألف وحدة سكنية تضم مرافق تعليمية ومستشفيات ومساجد وكنائس ومراكز شباب وبنوك، لتشكل مجتمعًا متكاملًا يحظى بجميع الخدمات التي يحتاجها السكان.
30 يونيو تُعيد الأمل لقاطني عشوائيات الإسكندريةإنجاز متواصل واحترافية في التنفيذ
العمل مستمر دون توقف لتنفيذ المراحل الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة من المشروع، بالإضافة إلى المرحلة الرابعة بمدينة رشيد بالبحيرة.
وتمثل المراحل الجديدة تمثل قفزة كبيرة في حجم التوسع والتنمية، مع استهداف مباشر لإسكان ما يقرب من 76 ألف فرد من قاطني العشوائيات الخطرة.
30 يونيو تُعيد الأمل لقاطني عشوائيات الإسكندريةيتم تنفيذ مشروع بشاير الخير 5 في منطقة القباري على مساحة 90 فدانًا، ويشمل 288 عمارة سكنية تضم نحو 15 ألف وحدة، مجهزة بأحدث تقنيات مقاومة العوامل الجوية كالحرارة والرطوبة، كما تضم 1539 محلًا تجاريًا بمساحات كبيرة تقدر بـ 99 ألف متر مربع.
ولا يغفل المشروع أهمية المساحات الخضراء التي تبلغ 150 ألف متر مربع، لخلق متنفس طبيعي يساهم في تحسين جودة حياة السكان.
30 يونيو تُعيد الأمل لقاطني عشوائيات الإسكندرية«مشارف» أكبر مشروع عمراني جديد في الإسكندرية
ويجرى في الوقت الحالي العمل على قدم وساق للانتهاء من تنفيذ مشروع العامرية الجديدة، أو ما يطلق عليها مدينة «مشارف».
وتعتبر «مشارف» أكبر مشروع عمراني جديدة في المدينة الساحلية، حيث تضم بين جنباتها مشروعات بشاير الخير "6 و7 و8 "، بإجمالي 25 ألف وحدة سكنية لنقل قاطني العشوائيات.
وتقع المدينة على مساحة 550 فدانًا في موقع هام بالقرب من زاوية عبد القادر وشركات البتروكيماويات وعلى بعد أمتار قليلة من طريق "الإسكندرية – القاهرة" الصحراوي، وجرى وضع ميزانية لها قدرت بـ 36 مليار جنيه دون ثمن الأرض والمرافق.
الإسكندرية تتغير.. طفرة تنموية غير مسبوقة
حققت الدولة المصرية خلال السنوات العشر الماضية نقلة نوعية في مختلف القطاعات الحيوية داخل المدينة، عبر سلسلة من المشروعات التنموية العملاقة التي استهدفت تحسين جودة الحياة وتعزيز استدامتها، بما يعكس رؤية وطنية متكاملة تستشرف المستقبل وتحافظ على الهوية الحضارية لعروس البحر المتوسط.
وكون الإسكندرية ثاني أكبر تجمع حضاري في مصر، حظيت باهتمام خاص من القيادة السياسية، تُرجِم إلى خطوات فعلية على الأرض، كان أبرزها القضاء على المناطق العشوائية وغير الآمنة التي كانت تشكل تهديدًا مباشرًا لأرواح السكان.
وكانت الإسكندرية تضم 33 منطقة عشوائية، من بينها 8 مناطق صنفت كـ"غير آمنة" يعيش سكانها في مساكن متدهورة تفتقر إلى أدنى معايير السلامة، لكن الدولة تحركت بسرعة لإنشاء مشروعات إسكان حضارية كاملة المرافق، جرى نقل الأسر إليها، ليتغير نمط حياتهم بشكل جذري.
«بشاير الخير».. مشروعات أيقونية في الإسكندرية
وتعد مشروعات "بشاير الخير" كانت الأيقونة الأوضح في هذه الجهود، حيث نُفذت على مراحل، فيما تتواصل أعمال الإنشاء في مشروع مدينة العامرية الجديدة "مشارف"، الذي يُعد أحد أكبر مشروعات الإسكان الجاري تنفيذها حاليًا، ويضم نحو 25 ألف وحدة سكنية تهدف إلى استيعاب سكان المناطق العشوائية وتوفير حياة آدمية متكاملة لهم.