قال الفنان عماد عبد الهادى إن توثيق العمل الفنى التشكيلي ضرورة حتمية لحمايته من السرقة أو التزوير.
موضوعات مقترحة
جاء ذلك خلال ندوة بمتحف الفن الحديث عن إشكاليات التوثيق في الحركة التشكيلية بالندوة الثانية على هامش المعرض العام.
شارك فى الندوة الفنان التشكيلى والمؤرخ ياسر منجى، والدكتور على سعيد، فيما أدارت اللقاء الدكتورة سلوى حمدى، رئيس الإدارة المركزية للمتاحف.
اهتمام الرواد بتوثيق أعمالهم
وأضاف عماد عبد الهادى: لاحظت خلال القيام بتصوير وتوثيق أعمال الرواد أنهم كانوا حريصين على عمل أرشيف قوى لأنفسهم بمعنى تسجيل كل شيء يخص العمل الفنى بخط يدهم وهو من شانه أن يسهل علينا كموثقين أخذ معلومة كما أنه خلال السنوات الماضية حدثت مشاكل عديدة تتعلق ببعض الأعمال الأصلية التى تم التشكيك في أصليتها.
التشكيك بأحد أعمال محمود سعيد
واستشهد عبد الهادى ببعض النماذج التى قام بتوثيقها وواجهت مشاكل ومنها رائد التصوير السكندرى محمود سعيد خلال العمل على كتاب يخصه حيث قيل إن أحد الأعمال التى يتضمنها الكتاب لا تنتمى لمجموعة سعيد ولكن نظرا لأن الفنان قام بتوثيقه بنفسه في أكثر من مناسبة..حيث أنتجه عام ١٩٣٦ وأهداه لزوج أخته فقد نجا العمل من الادعاء بشأن تزويرها.
الاهتمام بكل تفاصيل العمل الفنى
ويواصل: بناء على كل ما سبق أطالب الفنانين بتوثيق كل الصور التى يتم التقاطها فى افتتاح معارضهم والأخبار والمقالات التى تنُشر عنها، وحتى صور الأشخاص بجوار هذه الأعمال ولا سيما أن التكنولوجيا الحديثة قد سهلت الأمر مقارنه بما سبق.
شروط يجب توافرها فى القائم بالتوثيق
أما بخصوص القائم بتوثيق الأعمال الفنية فلابد أن يتحلى بالأمانة والصدق والسمعة الحسنة، فلا يجوز له أن يجُرى تعديلات على العمل الفنى.
أما الدكتورة سلوى حمدى فقد أكدت على الدور الهام الذى يقوم به قطاع الفنون التشكيلية خلال عملية التوثيق الفنى للأعمال، كما أشارت إلى حرص القطاع على تمثيل كل الأجيال الفنية بمتحف الفن الحديث من خلال أقتناء أعمالهم.
الرقم القومى للعمل الفنى
وتابعت: يقوم القطاع عبر بعض اللجان المختصة بهذا الشأن بضبط كل البيانات الخاصة بالعمل المقُتنى، كما يوجد لكل عمل رقم سجل هو بمثابة الرقم القومى للعمل.
أما الدكتور على سعيد فقد تحدث عن تجربته فى العمل بمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، وجدوى عملية التوثيق من خلال استعراض عدد من المعارض الهامة لرواد الحركة التشكيلية خلال الفترة من 2014 وحتى 2023.
معارض للرواد بالإسكندرية
ولفت د.على سعيد إلى أن هذه المعارض كانت تميل إلى التوثيق والتأريخ بشكل معين، ومنها على سبيل المثال معرض للراحل حسين صبحى، عبد المنعم مطاوع، بكرى محمد بكرى، شاكر المعداوى، وغيرها.
وأختتُمت الندوة بكلمة الدكتور ياسر منجى والذى أشار إلى أن مؤرخ الفن التشكيلى يجابهه بعض الإشكاليات خلال القيام بعملية التوثيق وأن الأمر يتطلب لعملية طويلة من البحث و النقد المستمر وحتى وإن كان يمتلك وثيقة تخص العمل ذاته.
جدل مسمى المعرض القومى أو العام
وتطرق إلى الجدال السائد حول مسمى المعرض العام، والذى كان يسُمى فى البداية باسم المعرض القومى عام 1969 ثم تغير لاحقًا بأسم المعرض العام، فيما قال الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة بأنه سيتم تغيره إلى معرض مصر.
وأكد على أن المعرض العام وغيره من المعارض التى تقُام بمصر أصبحت محط نظر كثير الباحثين من مختلف البلاد لمعرفة كثير من الدلالات.
واستعرض د. منجى بعض المقالات التى كتُبت حول المعرض العام منذ نشأته، والسياق التاريخى للبينالى والمعرض العام، وأكد على أنه يجب أن نتحلى بالروح البحثية الصارمة ونقد ركام كبير من المعلومات المتاحة لنا حتى نستطيع أن نستكمل الصورة الصحيحة لتاريخ الفن التشكيلى المصرى.